أوباما يدعو من هيروشيما للحد من الأسلحة النووية
أوباما يدعو من هيروشيما للحد من الأسلحة النوويةأوباما يدعو من هيروشيما للحد من الأسلحة النووية

أوباما يدعو من هيروشيما للحد من الأسلحة النووية

هيروشيما - زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة مدينة هيروشيما اليابانية التي شهدت أول قصف نووي في العالم، ليصبح أول رئيس أمريكي في منصبه يزور المدينة المنكوبة،  في بادرة تأمل واشنطن وطوكيو أن تسلط الضوء على تحالفهما وإنعاش مساعي التخلص من الأسلحة النووية.

ودعا الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى مدينة هيروشيما إلى الحد من الأسلحة النووية، قبل أن يضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية، وكتب اسمه في دفتر الزائرين بحديقة "السلام" بالمدينة، إلا أنه لم يقدّم اعتذارًا للشعب الياباني.

وزار أوباما متحفا تتضمن معروضاته صورا مروعة للضحايا الذين تشوهت أجسادهم بشدة والملابس الرثة التي كانوا يرتدونها بالإضافة إلى تماثيل لأشخاص يذوب الجلد عن أطرافهم.

أمريكيون بين الضحايا
وقال أوباما بعد أن وضع إكليلا من الزهور في نصب للسلام في هيروشيما "جئنا لنتأمل في هذه القوة المروعة التي خرجت من ماض ليس ببعيد".

وتابع قوله "جئنا لنحيي ذكرى الموتى وبينهم أكثر من 100 ألف رجل وامرأة وطفل ياباني، وآلاف الكوريين وأكثر من 10 أسرى أمريكيين أرواحهم تتحدث إلينا".

وكتب أوباما في كتاب الزوار "عرفنا ويلات الحرب، دعونا الآن نتحلى بالشجاعة معا لكي ننشر السلام ونسعى لعالم خال من الأسلحة النووية".

وقال "الدول مثل دولتي التي تملك مخزونات نووية ينبغي أن تتحلى بالشجاعة لتنفض منطق الخوف وتسعى لعالم من دونها."

وبعد كلمته صافح أوباما اثنين من الناجين من القصف النووي وتحدث معهما لبرهة من الوقت، وابتسم أوباما وسوناو تسوبوي (91 عاما) وهما يتبادلان الحديث، وبكي شيجياكي موري (79 عاما) وواساه الرئيس الأمريكي بعناق.

تخوف قبل الزيارة

وأثارت الزيارة جدلا حتى قبل حدوثها، فيما وجه منتقدون اتهامات للجانبين بأن لهما ذاكرة انتقائية وأشاروا إلى تناقضات بين السياسات التي تعتمد على الردع النووي والدعوات لوضع حد للأسلحة النووية.

ويرى معظم الأمريكيين أن قصف هيروشيما وناجازاكي كان ضروريا لإنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح رغم أن بعض المؤرخين يشككون في هذه الرؤية، ويعتقد معظم اليابانيين أن القصف لم يكن له مبرر.

وخاض البيت الأبيض نقاشا بشأن إن كان الوقت ملائما لأوباما كي يكسر الحظر المفروض منذ عقود على زيارة الرؤساء الأمريكيين لهيروشيما لاسيما في عام انتخابات.

لكن مساعدي أوباما نزعوا فتيل ردود الفعل السلبية من مجموعات قدامى المحاربين بالإصرار على أن أوباما لن يشكك في قرار إسقاط القنابل.

مسؤولية مشتركة

وتفادى أوباما أي تعبير مباشر عن الندم أو الاعتذار عن القصف وهو قرار كان بعض المنتقدين يخشون من أنه سيسمح لليابان بالتمسك بقصتها التي تصورها كضحية.

وقال أوباما "نتذكر كل الأبرياء الذين قتلوا في خضم تلك الحرب المروعة والحروب التي سبقتها والحروب التي ستليها، علينا مسؤولية مشتركة في مواجهة التاريخ"، ووجد الناجي إيجي هاتوري في كلمات أوباما عزاء له.

وقال هاتوري (73 عاما) والذي كان رضيعا وقت القصف ويعاني الآن من 3 أنواع من السرطان "أعتقد أنها (كلمة أوباما) كانت اعتذارا، لم أعتقد أنه سيصل إلى هذا الحد وأن يقول كل هذا، أشعر بأنه جرى إنقاذي بطريقة ما، بالنسبة لي كان هذا أكثر من كاف".

ودون الرئيس الأمريكي بدفتر الزوار عبارة "كلنا نعلم المعاناة الناجمة عن الحرب، ويبنغي علينا أن نظهر الشجاعة اللازمة لإنشاء عالم خالٍ من الأسلحة النووية، يسوده السلام".

وكان أوباما قال اليوم، خلال مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي انطلقت أمس الخميس باليابان، "يعد إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما من أهم نقاط التحول في تاريخ القرن العشرين، أذهب إلى هيروشيما لجذب انتباه العالم إلى المخاطر الحقيقية التي تنتظرنا".

وتسببت قنبلة نووية أسقطها الجيش الأمريكي يوم السادس من أغسطس آب عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، في مقتل الآلاف على الفور ونحو 140 ألفا بحلول نهاية العام .

وسقطت قنبلة نووية ثانية على مدينة ناجازاكي يوم التاسع من أغسطس آب 1945 واستسلمت اليابان بعدها بستة أيام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com