قلق إسرائيلي من قدرات روسيا والصين وإيران في مجال الحروب السيبرانية
 قلق إسرائيلي من قدرات روسيا والصين وإيران في مجال الحروب السيبرانية قلق إسرائيلي من قدرات روسيا والصين وإيران في مجال الحروب السيبرانية

 قلق إسرائيلي من قدرات روسيا والصين وإيران في مجال الحروب السيبرانية

تسبب الكشف عن واقعة اختراق الحاسب الشخصي لرئيس هيئة الأركان العامة السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الفريق بني غانتس، وسرقة معلومات حساسة منه، في عملية تنسبها وسائل الإعلام المختلفة لقراصنة حواسيب يعملون تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، في عاصفة من الجدل داخل الأوساط الإعلامية والأكاديمية ومراكز الدراسات بدولة الاحتلال، لاسيما في ظل التقارير والدراسات التي تتحدث عن قدرات استثنائية تمتلكها إسرائيل، تمكنها من حماية البنية الرقمية للمؤسسات الحيوية، والأمن الشخصي للمسؤولين الذين يعملون في وظائف ذات طابع حساس، جراء الهجمات السيبرانية التي أصبحت من سمات الحروب الحديثة.

 وتكمن المشكلة الجديدة التي تواجهها إسرائيل، والتي صنفتها تقارير ودراسات دولية عديدة طوال السنوات الأخيرة على رأس الدول التي تمتلك قدرات سيبرانية دفاعية متقدمة، كما صنفتها كأكثر البلدان تعرضا لهجمات إلكترونية تتم بشكل يومي، في حقيقة أن التكنولوجيا الغربية التي تعتمد عليها في هذا المجال، ربما لن تتمكن من مواجهة مسار تكنولوجي آخر، تتبعه دول مثل روسيا أو الصين أو إيران، وهي دول طورت مسارات أخرى غير تلك التي يتعامل بها الغرب.

 وحذرت تقارير إسرائيلية اليوم الأربعاء من تداعيات الكشف الإيراني عن اختراق الحاسب الشخصي لرئيس هيئة الأركان العامة السابق، إبان توليه منصبه، وهو المنصب الذي سلمه لخليفته "غادي أيزنكوت" في شباط/ فبراير من العام الماضي، حيث ألقت هذه الواقعة بظلالها على الجهود التي قامت بها الدولة العبرية منذ أكثر من عقد مضى في مجال الحروب السيبرانية، وخصصت لها موارد وطاقات بشرية كبيرة للغاية.

 ويأتي الكشف عن اختراق قراصنة حواسيب تابعين للحرس الثوري الإيراني للحاسب الشخصي لـ"بني غانتس" ليظهر إلى أي مدى لا زال هناك فجوة كبيرة وثغرات عديدة في مجال الحماية السيبرانية لدى إسرائيل، وأن التكنولوجيا التي تعتبر اليوم في غاية التطور، قد تصبح في اليوم التالي مستهلكة، حين تظهر ابتكارات أخرى أو مسارات تكنولوجية مختلفة، يمكنها التغلب على وسائل الحماية المتبعة.

 وقدر خبراء إسرائيليون في مجال الحروب السيبرانية أن هذا النوع من الحروب، والقدرة على القتال عن بُعد من دون فرض أي نوع من التهديد على العنصر البشري، والذي يمثل الجندي في العالم الإفتراضي، لم يعد حكرا على كيان أو دولة بعينها، وأن التطورات التي يشهدها هذا المجال سواء في إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، "ربما تقف أمام معضلة القدرات الروسية أو الصينية، فضلا عن التكنولوجيا الإيرانية التي تشهد تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وتنذر بإزالة الفوارق بينها التكنولوجيا الغربية"، على حد قولهم.

 وحذر الخبراء الإسرائيليون بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" العبرية، من أن التكنولوجيا التي يجري الحديث عنها تشكل خطرا فعليا على إسرائيل، التي أحرزت تقدما كبيرا في مجال الحماية السيبرانية طوال السنوات الأخيرة، ونجحت في اقتحام أسواق العالم ببرمجيات وتطبيقات وأجهزة توفر الحماية للمنشآت الحيوية في عشرات الدول، ولكنها لا تزال  عرضة للاختراق، وغير قادرة على سد جميع الثغرات التي تكتشفها يوميا.

 ونوه الخبراء أن ثمة أزمة كبيرة طفت على السطح مؤخرا، حيث أطل الخطر السيبراني الروسي والصيني والإيراني برأسه، وأرق الأجهزة المعنية ليس فقط في إسرائيل، ولكن في الولايات المتحدة أيضا، لافتين إلى أن هذا المأزق يتمثل في كون المتدربون الإسرائيليون الذين يتم تأهيلهم للعمل في مجال الحروب السيبرانية سواء في الجيش أو الاستخبارات أو الحياة المدنية، لا يطلعون سوى على مسار تكنولوجي واحد، هو المسار الغربي.

 وفضلا عن ذلك، أكد الخبراء طبقا لما نقلته الصحيفة أن ثمة حالة يمكن وصفها بـ"هجرة الدارسين" لمجالات التكنولوجيا، وعدم إقبال الطلاب والأكاديميين على هذا المجال مقارنة بإقبالهم على مجالات أخرى مثل دراسة القانون أو الطب أو إدارة الأعمال، على خلاف الإقبال المكثف في إيران على التخصص في مجالات الحروب السيبرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com