"قباطية".. ضجيج الحياة يتلاشى في 3 أيام من الحصار الإسرائيلي‎
"قباطية".. ضجيج الحياة يتلاشى في 3 أيام من الحصار الإسرائيلي‎"قباطية".. ضجيج الحياة يتلاشى في 3 أيام من الحصار الإسرائيلي‎

"قباطية".. ضجيج الحياة يتلاشى في 3 أيام من الحصار الإسرائيلي‎

الضفة الغربية ـ بات الحصول على الغذاء أو الدواء في بلدة "قباطية" الفلسطينية، شمالي الضفة الغربية، يحتاج إلى عبور طرق جبلة وزراعية بعيدة ووعرة، في مغامرة يتخللها مخاطر أقلها "الموت"، بنيران القناصة الإسرائيليين.

ولليوم الثالث على التوالي، تعيش "قباطية"، الواقعة إلى الجنوب من مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، حصارا يفرضه عليها الجيش الإسرائيلي، ردا على تنفيذ ثلاثة من سكانها عملية طعن وإطلاق نار، في مدينة القدس الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل مستوطنة، وإصابة أخرى بجراح.

قوات معززة من الجيش الإسرائيلي أغلقت مداخل البلدة بالسواتر الترابية، ونصبت حواجز عسكرية على الطرقات المؤدية للبلدة، وتشهر سلاحها في وجه كل من يحاول الوصل إلى هناك.

وللوصل إلى البلدة، التي يسكن بها نحو 30 ألف نسمة، وتعد واحدة من أكبر بلدات محافظة جنين، عليك عبور طرق جبلية وزراعية وعرة، مخصصة للمركبات الزراعية، مما يشكل معاناة يومية للسكان.

ويقول محمود كميل، رئيس بلدية "قباطية" للأناضول، إن "الاحتلال يحاصر نفسه ولا يحاصرنا، الجيش الإسرائيلي منذ سنوات يحاصر غزة ولم يكسر عزيمتها، ولن يكسر عزيمتنا هنا. الحصار وحد أهالي البلدة".

وعن الحياة اليومية للمواطنين، أضاف كميل، أن "بلدة قباطية تعد مركزا تجاريا مهما، ويمكننا الصمود لما يزيد عن ثلاثة شهور، فلدينا أساليبنا الخاصة للحياة، ونحن نعيش بالتضامن والوحدة والمؤازرة"، وتابع "الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يحكم الإغلاق على البلدة، هم يغلقون طرقات وبعد دقائق نعيد فتحها من جديد".

وأشار، إلى أن الجيش الإسرائيلي، قتل 9 فلسطينيين من بلدة "قباطية"، منذ بداية "الهبة الشعبية"، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واعتقل في اليومين الماضيين 15 مواطنا، وأصاب 10 بجراح منهم مصاب بحالة خطيرة.

وعلى أطراف البلدة، يحاصر الجيش الإسرائيلي بناية سكينة ويمنع سكانها من التنقل والتواصل مع المحيط، لكن الفلسطينية مفيدة نزال (57 عاما) التي كانت تحاول الوصول إلى عائلتها، في العمارة السكنية المحاصرة، بعد أن غادرتها، أمس الجمعة، بصعوبة بالغة.

وتقول نزال، "يوم أمس خرجت رغما عن الجنود الإسرائيليين، سلكت طرقا عبر الجبال وذهبت لمركز البلدة لشراء الطعام، ولكن من شدة المواجهات الدائرة بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في ذات الموقع الذي تسكن فيه عائلتي، تعذر علي العودة".

وتضيف، بينما تسير باتجاه الجيش الإسرائيلي، وتحمل في يديها أكياسا من الخبز والخضار، "تسكن عائلتي المكونة من 8 أفراد في هذا المنزل، وتعيش في خطر كبير، فبالأمس كدنا نختنق إثر استهدافنا بقنابل الغاز المسيل للدموع".

وبعد جدال حاد دار بين الفلسطينية، نزال، وجنود الجيش، سمحوا لها بالوصول إلى منزلها، لكنها عبرت عن خشيتها من استمرار حصار بيتها، لوقوعه في نقطة الاحتكاك المباشر، بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

الفواكه وصناعة الحجر

وتعد "قباطية" مركزا تجاريا لبيع الخضار والفواكه، وصناعة حجر البناء، في شمالي الضفة الغربية، وفي ظل حصار البلدة الخانق، تحول سوق الخضار الى مدينة أشباح، ونقل التجار أعمالهم إلى خارج البلدة.

ويقول الفلسطيني خالد نافع، صاحب معمل لإنتاج حجر البناء، "معملي متوقف منذ ثلاثة أيام، فالجيش الإسرائيلي لا يسمح بدخول مركبات نقل الحجارة الخام، إلى البلدة، وخروج الحجر المصنع منها"، مضيفا أن "الحصار شل الحياة في البلدة، وجميع سكانها باتوا متعطلين عن العمل".

وتدور مواجهات يومية على مداخل بلدة "قباطية"، يستخدم خلالها الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لقمع الشبان الفلسطينيين.

وبحسب المسعف، محمد كميل، فإن طواقم الإسعاف، تعاملت مع عشرات المصابين بالرصاص الحي والاختناق جراء الغاز المسيل للدموع.

ويقول "كميل"، إن "الجيش الإسرائيلي يستخدم قناصة، يستهدف الشبان بشكل مباشر".

انتهاكات بالجملة

ومن جانبه، وصف وزير العدل الفلسطيني، علي أبو دياك، حصار "قباطية"، وتعطيل حركة المدارس والمراكز الصحية فيها، بأنه "إمعان من حكومة الاحتلال في سياستها القمعية والإجرامية". 

وأضاف "أبو دياك"، في بيان صحفي، إن "فرض العقوبات الجماعية المحرمة دوليا، ومنع الطواقم الطبية وطواقم التدريس والمعلمين من الدخول إلى قباطية، ومنع حركة المواطنين، هو انتهاك للقانون الدولي والإنساني".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أقر الأربعاء الماضي، إغلاق بلدة "قباطية"، وتعزيز قوات الجيش في شمالي الضفة الغربية، على خلفية تنفيذ ثلاثة من سكان البلدة عملية، وسط مدينة القدس.

ونفذ ثلاثة شبان من سكان بلدة "قباطية" الثلاثاء الماضي، عملية إطلاق نار وطعن في القدس، أسفرت عن مقتل شرطي من حرس الحدود، وإصابة آخر بجروح، بالإضافة إلى مقتل المنفذين الثلاثة بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين، وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com