الكشف عن بعض مهام أسطول الغواصات الإسرائيلي
الكشف عن بعض مهام أسطول الغواصات الإسرائيليالكشف عن بعض مهام أسطول الغواصات الإسرائيلي

الكشف عن بعض مهام أسطول الغواصات الإسرائيلي

كشفت وسائل إعلام، النقاب، عن جانب من المهام السرية التي ينفذها أسطول الغواصات، التابع للذراع البحرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الحديث يجري عن حرب استخباراتية لا تتوقف، تدور رحاها بعيدا عن الأعين، تحت سطح الماء، فيما تعد تلك هي المرة الأولى التي تسمح فيها الرقابة الإسرائيلية بالتطرق إلى هذا الملف.

ويعمل أسطول الغواصات الإسرائيلي في سرية تامة منذ سنوات، فيما تؤكد مصادر عسكرية أن أنشطة البحرية الإسرائيلية محكومة بقوانين وقواعد دولية متعارف عليها، هدفها منع الاحتكاك مع قوى أخرى تعمل على مقربة منها، ولكنها تشير إلى أن الأنشطة التي تتم تحت المياة مختلفة، ولا يمكن تنسيقها مع أية دولة أخرى، حيث تحاط بسرية كبيرة.

ورافقت صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية، طاقم الغواصة "تيكوما"، وهي واحدة من بين خمس غواصات إسرائيلية من طراز "دولفين"، و""دولفين AIP" الألمانيين، أطلقت البحرية الإسرائيلية عليها أسماء "ليفيتان، وتيكوما، ودولفين، وتانين، وراهاف".

واستهلت الصحيفة تحقيقها بالإشارة إلى واقعة إطلاق صواريخ مجهولة، قبل عامين ونصف، صوب مدينة اللاذقية السورية، ملمحة إلى كون تلك الصواريخ قد أطلقت من غواصة إسرائيلية من عائلة "دولفين"، ومشيرة إلى الأنباء التي كانت وسائل الإعلام الدولية تناقلتها قبل سنوات؛ بشأن عبور غواصات إسرائيلية قناة السويس، وتوجهها إلى السواحل الإيرانية.

البُعد الاستراتيجي

ولفتت الصحيفة إلى البُعد الاستراتيجي لأسطول الغواصات الإسرائيلية، وقالت إن ما يتسم به الأسطول هو قدرته على توجيه ما وصفها بـ"الضربة الثانية"، في إشارة إلى الرد الإسرائيلي النووي على أي هجوم مماثل يمكنها أن تتعرض له، حيث ستتولى هذه الغواصات توجيه رد عبر إطلاق صواريخ نووية، ما يدل على مدى الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسرائيل لهذه الذراع.

وتابعت أن مهام أسطول الغواصات الإسرائيلي لا تقتصر على البُعد الاستراتيجي الخاص بالضربة الثانية فحسب، ولكن مهامها المتدفقة تركز على البعد الاستخباراتي وجمع المعلومات التي يحتاج إليها الجيش بشأن العديد من الأهداف المعادية، أو غيرها، مستعينة بوسائل تكنولوجية متطورة، مؤكدة أن الصورة الاستخباراتية لا يمكنها أن تكتمل من دون المعلومات التي توفرها تلك الغواصات.

مهام استخباراتية متدفقة

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في سلاح البحرية الإسرائيلي، أنه خلال الفترة الأخيرة طلب من سرب الغواصات الإسرائيلي جمع معلومات استخباراتية حول هدف محدد يعمل على مقربة من المياه الإسرائيلية الإقليمية، وأنه على الرغم من الظروف الجوية الصعبة، فقد نجح طاقم الغواصة "تيكوما" في تصوير الهدف المطلوب، ملمحاً إلى كون الهدف روسيا.

كما نقلت عن ضابط الاستخبارات الأول في سرب الغواصات الإسرائيلي بقاعدة سلاح البحرية بمدينة حيفا شمالا، والذي أشارت إليه بالحرف (ع)، أن المهام الأساسية التي يتولاها سرب الغواصات الإسرائيلي تتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية عبر الأجهزة الملحقة على متن الغواصة، ومن ثم تسليمها للجيش، مؤكدا أن آخر المهام التي شارك فيها استمرت لمدة أسبوعين تحت سطح الماء، وأنهم حين عادوا إلى القاعدة طلب منهم مجددا العودة لاستكمال المهمة.

أسئلة بلا إجابات

ووجهت الصحيفة العديد من الأسئلة لضابط الاستخبارات الإسرائيلي، منها ما يتعلق بالفترة الزمنية التي تستطيع الغواصة البقاء خلالها تحت المياة، وإذا ما كان بالإمكان إطلاق صواريخ أو طائرة بدون طيار منها، وإذا ما كانت بالفعل تمر أسفل قناة السويس، فضلا عن أسئلة بشأن مدى تأثير التواجد الروسي في سوريا على الساحة البحرية التي تعمل فيها هذه الغواصات، وإلى أي مكان يمكنها أن تصل، إضافة إلى مدى اقترابها من سواحل الدول الأخرى، بيد أن ضابط الاستخبارات أكد أنه غير مكلف بالرد على أي من هذه الأسئلة.

أهداف محتملة

ومع ذلك خلصت الصحيفة إلى أن الغواصات الإسرائيلية الخمس، والتي تعتبر أغلى القطع الحربية التي تمتلكها إسرائيل، مخصصة في المقام الأول لجمع المعلومات الاستخباراتية، ملمحمة إلى أنها ربما تقوم بالفعل بمهام جمع معلومات على مقربة من إيران.

ونقلت الصحيفة عن خبراء، أن عمل الغواصات لا يقتصر على جمع المعلومات البحرية، ولكنها قادرة على الحصول على معلومات حول ما يدور على الأرض أو الجو، في نطاق 50 كيلومترا، مؤكدين أن المهام التي تنفذها الغواصات الإسرائيلية بشكل متدفق تشمل حاليا رصد عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة عبر البحر، فضلا عما يدور داخل القطاع، وتكوين صورة استخباراتية تكمل ما تمتلكه الأذرع الأخرى من معلومات، كما يشمل عملها، تأمين حقول الغاز الإسرائيلية في مياه البحر المتوسط، وبخاصة وأن القيود التي قد تواجه الأذرع الأخرى لا تنطبق على عمل هذا الأسطول.

وأشارت الصحيفة، نقلا عن المصادر، إلى أن الغواصات الإسرائيلية قد تقبع في البحر الأحمر قبالة سواحل السودان، أو في البحر المتوسط قبالة سوريا ولبنان أو سيناء، أو قبالة سواحل إيران، في إطار عمليات رصد مسارات الأسلحة التي تصل إلى حماس في غزة، أو حزب الله في جنوب لبنان، وأن أساليب رصد شحنات الأسلحة عبر الغواصات، لعبت دورا كبيرا في غلق مسارات التهريب التي كانت تمتد من إيران وتمر عبر السودان وسيناء.

ولفت الخبراء إلى أن ما يميز الدور الاستخباراتي لأسطول الغواصات هو جمع المعلومات بشكل متدفق ولفترات طويلة للغاية، دون أن يعلم الهدف أنه قيد الرصد، فضلا عن نسبة المخاطرة المنخفضة نسبيا، حيث تستطيع الغواصة جمع معلومات عبر استخبارات الإشارة أو التقاط صور محددة وإرسالها إلى الجهات المعنية، التي تستكمل بها صورة معينة، وبالتالي يبدأ الجيش في تكليف الذراع المختص بالعمل.

تحذيرات

كان خبراء عسكريون إسرائيليون قد حذروا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من أن التواجد العسكري والاستخباراتي الروسي في المنطقة، انطلاقا من القواعد الروسية في سوريا على ساحل البحر المتوسط، يهدد سرية المهام التي تقوم بها الغواصات الإسرائيلية، معتبرين أن التواجد الروسي البحري على وجه التحديد هو "الفخ الذي نُصب لسلاح البحرية الإسرائيلي".

ووقتها، قدر مصدر رفيع المستوى في سلاح البحرية الإسرئيلي، أن تلك هي المرة الأولى التي تقف فيها منظومة عمل الغواصات الإسرائيلية أمام مخاطر، وأنه لا توجد أي آفاق للتعاون مع روسيا في هذا المجال، لأسباب عديدة، لا يستثنى منها الرفض الإسرائيلي، حيث ترفض إسرائيل حتى التعاون في هذا الصدد مع حلف الناتو، الذي لا يعلم أين تعمل بالتحديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com