امتحان عسير ينتظر العبادي
امتحان عسير ينتظر العباديامتحان عسير ينتظر العبادي

امتحان عسير ينتظر العبادي

رئيس الوزراء المكلف أمام تحدي "الدولة الإسلامية"وانفصال الأكراد

يواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، المكلف من الرئيس العراقي "فؤاد المعصوم" بتشكيل حكومة جديدة بدلاً عن حكومة "نوري المالكي"، الأوضاعَ السياسيةَ المقعدة في العراق، التي أدت إلى خلق فراغ في السلطة، في المناطق الغربية، والشمال الغربية، مع تنامي خطر تنظيم "الدولة الإسلامية.



ويتخوف مراقبون من انتهاج الرئيس المكلف لسياسات مماثلة لنهج المالكي، وتكراره لنفس الأخطاء، ويرون أن ذلك سيؤدي إلى عدم الاستقرار، الذي يعتري الخارطة السياسية العراقية.

ويشيرون إلى أنه إذا انتهج سياسات مغايرة، تسهم في ممارسة الديمقراطية، وترسم سياسات تحتضن جميع شرائح، ومكونات الشعب العراقي، فسيتمكن حينها من وضع اللبنة الأولى في مسيرة إرساء السلم، وتحقيق الاستقرار، الذي غاب كثيراً عن العراق.

ويواجه العبادي مطالبة حكومة إقليم شمال العراق ذات الحكم الذاتي (ذو الغالبية الكردية)، بالانفصال عن جمهورية العراق، على خلفية ما تصفه بالاقتسام غير العادل للموارد الوطنية، وعدم قدرة الحكومة المركزية على تحقيق الاستقرار، كما يواجه تنامي نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن أن حظي بدعمالعشائر السنية، بسبب إقصائها عن الحياة السياسية من قبل الحكومة المركزية، وعدم إتاحة المجال أمامها لممارسة المعارضة السياسية السلمية.

شخصية تتوافق مع الغرب

تمكن "العبادي"، الذي يحمل الجنسية البريطانية، من إقامة علاقات وثيقة مع الأوساط السياسية، والاقتصادية الغربية، خلال إقامته في بريطانيا، إبان عهد الرئيس العراقي السابق "صدام حسين"، وشغل ما بين (مايو/آيار 2003 – يونيو/حزيران 2004) منصب عضو في الهيئة الاستشارية في سلطة الائتلاف المؤقتة، برئاسة الدبلوماسي الأمريكي "بول بريمر"، التي حكمت العراق في أعقاب الاجتياح الأميركي عام (2003)، الذي أدى إلى الإطاحة بحزب البعث.

واجه رئيس الورزاء المكلف، الذي شغل منصب وزير النقل في حكومة "إياد علاوي" سيلاً من الاتهامات بالفساد، كما أيّد العبادي قانون اجتثاث البعث، حيث تم تأسيس هيئة خاصة تعنى بتصفية دوائر الدولة من الموظفين الحكوميين الذين كانوا زمن نظام البعث، وعمل كمستشار للرئيس العراقي السابق "جلال طالباني"، في الفترة (2005 – 2006)، كما شغل في الفترة نفسها منصب رئيس لجنة الاقتصاد، والاستثمار في مجلس النواب العراقي.

وكان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، أشاد في بيان صادر عن وزارة الخارجية بتنازل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته "نوري المالكي"، عن الترشح لولاية ثالثة واصفاً قرار المالكي بـ "المشرّف".

واعتبر "كيري" قرار المالكي بأنه "يهيئ لانتقال تاريخي، وسلمي للسلطة في العراق"، داعياً العبادي، والقادة العراقيين إلى "التحرك بسرعة لإكمال هذه العملية الأساسية لتوحيد العراق، وتظافر جهود المجتمعات المختلفة، ضد الخطر المشترك الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية"، ونوه كيري، إلى أن بلاده ستزيد من دعمها الاقتصادي للعراق، بعد تأسيس حكومة جديدة.

فيما أعرب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني الإيراني "علي شمخاني"، عن تأييده لرئيس الوزراء المرشح، ليتبوأ العبادي مكانه ضمن سلسلة الحكومات العراقية، التي تأسست بالتوافق بين الأنظمة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والنظام الإيراني، منذ الاجتياح الأميركي عام (2003)، ما قد يشكل عاملاً يسهم في مسيرة تطبيع العلاقات الغربية الإيرانية.

تاريخ رئيس الوزراء المكلف



ولد العبادي - الحاصل على شهادة الهندسة الكهربائية في جامعة بغداد، وشهادتي الماجستير، والدكتوراه من جامعة مانشستر البريطانية - في العاصمة العراقية "بغداد" عام (1952)، وانتسب عام (1967) إلى حزب الدعوة الإسلامية، وعمره (15عاما)، ومثل حزبه في العاصمة البريطانية عام (1977 (وانتخب عام (1979) عضواً في مجلس إدارة الحزب، وتنازل عام (1980)، عن منصبه كرئيسٍ لمكتب الحزب في الشرق الأوسط، والذي كان مقره في العاصمة اللبنانية "بيروت"، بسبب إقامته في "لندن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com