أردوغان يحكم قبضته على الحكومة التركية الجديدة
أردوغان يحكم قبضته على الحكومة التركية الجديدةأردوغان يحكم قبضته على الحكومة التركية الجديدة

أردوغان يحكم قبضته على الحكومة التركية الجديدة

تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من تعزيز سُلطاته وإحكام سيطرته على الحكومة التركية الجديدة التي شكلها حزب العدالة والتنمية منفرداً، أمس الثلاثاء، عبر تغلغل مجموعة من المستشارين المقربين والمخلصين لتوجهاته فيها.

وضمت الحكومة الجديدة، نسبة مرتفعة ممن يدينون بالولاء لأردوغان ، من فريق الظل، داخل قصره الرئاسي، مع الإبقاء على رئيس الوزراء المكلف أحمد داوود أوغلو، ودعم إشرافه على الفريق الاقتصادي فيها.

ومن بين الشخصيات المقربة من أردوغان ممن استلموا حقائب وزارية، وزير الداخلية السابق إفكان آلا، ووزير النقل السابق بينالي يلدريم، ووزير العدل السابق بكير بوزداغ، وفاروق جليك الذي تسلم منصب وزير التغذية و الزراعة و الثروة الحيوانية، ويعتبر من أبرز مستشاري أردوغان، منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية، ويالسين أكدوغان أول كاتب خطابات له في حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى صهره براء ألبايراك (37 عاماً) وهو أصغر الوزراء سناً في التشكيلة الوزارية، وعُيِّن في منصب وزير الطاقة.

كما استبعدت قائمة الحكومة الجديدة بعض الحلفاء السابقين لأردوغان، ممن علت أصواتهم في معارضته خلال الشهور الماضية؛ ويأتي على رأسهم صديقاه في تأسيس حزب العدالة والتنمية، كل من الرئيس السابق عبد الله غول، ونائبه السابق بولنت أرينتش.

وعلى الرغم من تمكن رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو، من الإبقاء على وزير المالية، محمد شيمشك، غاب عن التشكيل الحكومي الجديد النائب السابق لرئيس الوزراء، المكلف بملف الاقتصاد، علي بابا جان، الذي يحظى بثقة المستثمرين الأجانب، ويلقى تقديراً في عالم المال والأعمال، ما شكل خسارة شخصية لأوغلو الذي تنتشر الشائعات حول محاولاته الخروج من عباءة أردوغان.

ويحاول أردوغان استثمار فوز حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لتحقيق طموحاته السُّلطوية.

ومنذ وصولة إلى رئاسة الجمهورية، يوم 10 آب/أغسطس 2014، لم يخفِ أردوغان طموحه في تغيير الدستور، وتحويل البلاد إلى نظام رئاسي، يمنحه المزيد من السُّلطات، ويجعله أول رئيس تنفيذي لتركيا، إلا أن الانتكاسة التي مني بها الحزب الحاكم، في انتخابات حزيران/يونيو الماضي، حالت دون تحقيق ما يرنو إليه.

وجاء نجاح أردوغان في إحكام قبضته على الحكومة الجديدة، عقب التغييرات المفصلية في بنية الحزب الحاكم لصالحه، خلال الاجتماع الذي عُقِد يوم 12 أيلول/سبتمبر الماضي، لانتخاب أعضاء "المجلس المركزي للإدارة والتخطيط " المؤلف من 50 عضواً.

وشهد الاجتماع نقلة نوعية في أعضاء أرفع هيئة دائمة لصنع القرار في الحزب، إذ تم انتخاب 31 عضواً جديداً، واستُبدِل خلالها غالبية أعضاء المجلس بأعضاءٍ جدد.

وأشار التغيير الذي شهده المجلس آنذاك، إلى تغلغل المزيد من الموالين لأردوغان، الزعيم السابق للحزب، إذ زاد عدد الأعضاء الذين تربطهم بأردوغان علاقات سياسية أو شخصية أو تجارية وثيقة، ما سمح له بالإبقاء على نفوذه في الحزب، على الرغم من النص الواضح في الدستور التركي، الذي يمنع ارتباط رئيس الدولة بعلاقات حزبية.

ووفقاً لمحللين سياسيين؛ فإن أردوغان (61 عاماً) حوّل الحزب الحاكم إلى "تيارٍ يديره السياسيون الذكور الأكبر سناً، ممن يدينون بالولاء له".

وكان أردوغان استمال مجموعة من المستشارين ذوي الثقل السياسي والاقتصادي، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com