ليلة مرعبة في حي الشجاعية
ليلة مرعبة في حي الشجاعيةليلة مرعبة في حي الشجاعية

ليلة مرعبة في حي الشجاعية

عشرات الشهداء في أعنف هجوم إسرائيلي والعربي يصفه بـ "جريمة حرب"

غزة - كانت أسر فلسطينية تفر من القصف المكثف بالقذائف والصواريخ على حي الشجاعية في غزة، عندما تعرضت لغارات إسرائيلية أدت إلى استشهاد 60 شخصا وإصابة 380 آخرين في أعنف مجزرة منذ بدء العدوان على القطاع.



وترددت صرخات سكان يسألون عن ذويهم عبر باحة مستشفى الشفاء حيث تجمع سكان الحي في الوقت الذي وضعت فيه الجثث والمصابون على الأرض الملطخة بالدماء.

وأظهرت لقطات فيديو لأحد السكان نحو 12 جثة مشوهة بينها ثلاث جثث لأطفال ملقاة في الشوارع.

وفي المستشفى الواقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات قال رجال كبار في السن إن الهجوم الإسرائيلي هو الأعنف منذ حرب عام 1967 عندما احتلت إسرائيل غزة.

وقال ناصر التتر مدير مستشفى الشفاء في غزة "تم احصاء 40 شهيدا حتى الآن وتم انتشال الجثث. يبحث المسعفون عن المزيد من الضحايا." وأضاف أن نحو 400 شخص أصيبوا في الهجوم الاسرائيلي.


وفر الآلاف من الحي بعضهم سيرا على الأقدام فيما تكدس الآخرون في شاحنات وسيارات امتلأت بعائلات تحاول النجاة.


وردا على سؤال بشأن الهجوم على الشجاعية قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي "تلقى سكان الشجاعية قبل يومين رسائل مسجلة لاجلاء المنطقة لحماية حياتهم."

ووصف النازحون ساعات من الرعب عاشوها بينما كانت المدفعيات الاسرائيلية تقصف منازلهم المحرومة من الكهرباء وبدون أي طريقة للهرب.

واتصل البعض بسيارات الاسعاف التي لم تتمكن من القدوم الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع اسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي الاسرائيلي.

لهذا اضطر الاف من السكان اليائسين للهرب من منازلهم عند بزوغ الفجر،ومشوا ساعتين أو أكثر متوجهين الى مدينة غزة.

وهرب أحمد مع زوجته واخواتها واطفالهم من اقصى شرق المدينة الى غربها.

ويروي أحمد ان "القصف بدأ الليلة الماضية حوالى الساعة 21,00 (18,00 تغ) ثم ازداد الامر سوءا".

واضاف ان "القصف كان في كل مكان حولنا ونحن بلا كهرباء او ماء. لم نعرف ماذا نفعل ولهذا اتصلنا بخدمات الاسعاف لكنهم قالوا لنا انهم لا يستطيعون الوصول الينا ولهذا قررنا ان نغادر مشيا على الأقدام".

وفي مستشفى الشفاء في المدينة، تصل سيارات اسعاف كل خمس دقائق ولكن تقوم سيارات وشاحنات ايضا بنقل المصابين والقتلى.

ويشير الطبيب سعيد حسن بينما كان ينتظر قدوم المصابين ان "سيارات الاسعاف لا تستطيع ان تصل الى الجميع وكل من يصل الان هم اصابات وقعت قبل ساعات او قاموا بالمشي او تم حملهم الى أماكن تستطيع فيها سيارات الاسعاف اخذهم منها".

ويشير الطبيب البالغ من العمر 38 عاما وتمكن من اجلاء عائلته قبل يوم من حي الشجاعية "اخبرونا ان هناك مصابين وقتلى في الشوارع".

وبحسب الطبيب الذي عمل في وزارة الصحة في غزة لمدة ثماني سنوات "هذا اسوأ شيء رايته قط".

ووقف المسعف علاء لتنظيف سيارة الاسعاف حيث غسلها باستخدام مطهر بعد نقل دفعة جديدة من الجرحى. وقال "كانت هناك سيدة حامل مصابة وفي الطريق عثرنا على رجل وابنته فقمنا باحضارهما ايضا الى هنا".

وبحسب علاء "لا يمكننا الوصول الى العديد من المناطق هناك الكثير من القصف وحوصرنا في منطقة".

وتوسل العديد من الرجال والنساء في المنطقة من سائقي سيارات الاسعاف الذهاب الى احيائهم لاسعاف المصابين.

وقام أحدهم بالصراخ على علاء "هناك قتلى في بيتنا لماذا لا تريدون القدوم؟". واجابه المسعف باحباط "نحن نحاول ولكن لا يمكننا ان نصل الى هناك. اطلقوا علينا النيران اكثر من مرة".

وما زال العديد من السكان عالقين في حي الشجاعية في حالة رعب.

وتقول مرح الوادية (23 عاما) من شارع النزاز في حي الشجاعية عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "هذه احد اسوأ ايام حياتنا. نجلس جميعنا في غرفة واحدة منذ ليل امس في انتظار توقف القذائف لنخرج من هنا والشظايا تدخل المنزل من كل جهة".

وتابعت "حالتنا النفسية مدمرة للغاية والجميع يبكي. الاطفال يشعرون بالرعب ولا نعرف كيف سينتهي مصيرنا".

وتمكن حمادة الغفير (29 عاما) من اجلاء بعض اطفال ونساء عائلته من منزله في المنطقة نفسها بينما بقي هو و15 شخصا آخرين من عائلته في المنزل.

وقال "في الصباح، جاءت سيارة اسعاف لاجلاء مصابين من قصف منزل جيراننا بالاضافة الى شاحنة تابعة للبلدية، فقمنا نحن وجيراننا باجلاء الاطفال والنساء معهم الى منزل خالتي في حي الرمال ولكن السيارتين لم تتسعا للجميع".

وأضاف أن "ما يحدث لنا هنا هو ابادة جماعية قصف همجي وعشوائي. القذائف وإطلاق النار لم يتوقفا منذ الليل" مشيرا "لا نعرف إن كنا سنخرج من هذا الكابوس".
نبيل العربي: جريمة حرب بحق الفلسطينيين

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com