نهاية حرب السفراء بين القاهرة وواشنطن
نهاية حرب السفراء بين القاهرة وواشنطننهاية حرب السفراء بين القاهرة وواشنطن

نهاية حرب السفراء بين القاهرة وواشنطن

أمريكا ترشح سفيراً جديداً لها وتعلن مساندتها للعملية السياسية في مصر

منذ الإطاحة بالرئيس "الإخواني" محمد مرسي في 30 يونيو الماضي، تدهورت العلاقات بين واشنطن والقاهرة على نحو بالغ لم يتمثل فقط في وقف المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر بموجب اتفاقية السلام، ولكن في تراجع مستوى التمثيل للبعثة الدبلوماسية الأمريكية حيث طلبت القاهرة مغادرة سفيرة واشنطن – آنذاك - آن باترسون وتكرر الاعتراض على سفراء مرشحين ليحلوا محلها، غير أنه مع زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لواشنطن مؤخرا وإعلان البيت الأبيض مساندته العملية السياسية على ضفاف النيل، أعلنت الخارجية المصرية الأربعاء أن واشنطن رشحت سفيرا جديدا لها بمصر، وأن القاهرة وافقت أخيرا، وإن تحاشت ذكر اسم السفير.



في حين ذكر مسؤولون أمريكيون إن حكومة الرئيس باراك أوباما تعتزم ترشيح سفيرها في العراق ليكون مبعوثها الجديد لدى القاهرة، وسوف يحل روبرت ستيفن بيكروفت - وهو سفير مخضرم يتولى منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد منذ عام 2012 - محل آن باترسون التي غادرت منصبها في القاهرة العام الماضي وتعمل الآن كمسؤولة كبيرة مختصة بقضايا الشرق الأوسط في واشنطن.

وقال المسؤولون الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إنه لم يتضح متى يتم ترشيح بيكروفت رسميا. والمرشحون لتولي منصب السفير يجب أن يقر مجلس الشيوخ ترشيحهم، وإذا تم ترشيح بيكروفت وتثبيته فإنه سيكون وجه السياسة الأمريكية في القاهرة في لحظة مشحونة بالتوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.

وكان مسؤولون أمريكيون انتقدوا مرارا الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش على غلظتها في التعامل مع الخصوم ولاسيما أولئك المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة الآن وعلى السماح للمحاكم بإصدار أحكام الإعدام على مئات من المعارضين.

وكان من المتوقع أن ترشح حكومة أوباما روبرت فورد الذي كان كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في الأزمة السورية لمنصب السفير في القاهرة لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الحكومة المصرية أشارت إلى أنهم يرون فورد قريبا جدا من الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط.

أزمة باترسون

في تظاهرات الثالث من تموز/يوليو الماضي والتي احتفلت بعزل مرسي رسميا، لم ينس المصريون التنديد بالسفيرة آن باترسون التي عُرفت بحماسها الشديد لتجربة وصول الإخوان إلى سدة الحكم حتى أنها تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية وزارت بعيدا عن أي تنسيق مع الخارجية المصرية شخصيات لا تحمل أي صفة في الدولة المصرية مثل نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر الذي زارته بمكتبه بحي مدينة نصر.

فضلا عن زيارة باترسون للمرشد العام نفسه، محمد بديع، الذي زارته بمكتبه بالمقر العام للجماعة، إلى جانب تصريحاتها قبل انطلاق تظاهرات يونيو التي أكدت فيها على أن من جاء بصندوق الانتخابات لا يرحل إلا به، وهو ما جر عليها مشاعر عدائية على المستوى الشعبي وأصبح النشطاء يطلقون عليها "المندوب السامي الأمريكي" على غرار المندوب السامي البريطاني أثناء الاحتلال الإنكليزي لمصر في النصف الأول من القرن العشرين، بينما أصبح الاسم الدارج لها هو "الحيزبون" و"الخنفسة البيضاء ".

عودة العلاقات

عقب رحيل باترسون التي اعتبرتها القاهرة – على نحو غير معلن لتفادي أزمة دبلوماسية – شخصا غير مرغوب به، تولت البعثة الأمريكية شخصيتان بدرجة قائم بأعمال السفير الأول هو ديفيد ساترفيلد الذي حاول طمس الآثار السلبية لباترسون من خلال الابتعاد عن الأضواء ومحاولة امتصاص غضب الرأي العام في مصر نتيجة مساندة الإدارة الأمريكية للإخوان.

والثاني هو مارك سيفرز الذي يتحدث العربية بطلاقة وخدم مستشارا سياسيا لسفير بلاده في بغداد علما بأنه تولى رسميا منصب القائم بالأعمال في 21 كانون الثاني/يناير الماضي ولا يزال يشغله حتى الآن.

وعلى عكس سلفه، بدأ سيفرز في مد الجسور بين بلاده والقاهرة من خلال التوسع في دعوة كبار المسؤولين المصريين للاحتفالات التي تقيمها السفارة الأمريكية بالقاهرة، فضلا عن إعلانه عن منحة تقدمها حكومة بلاده للمساهمة في جهود ترميم المتحف الإسلامي الذي أصابته تلفيات شديدة جراء الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مديرية أمن القاهرة .

وكان روبرت فورد أبرز الأسماء التي رشحتها واشنطن لخلافة باترسون ووجد معارضة شديدة من القاهرة بسبب الاتهامات التي تلاحقه من أنه مهندس إشعال الفتن والصراعات بين القوى المختلفة في كل بلد يخدم فيه كالجزائر ولبنان والعراق ومؤخرا سوريا، ويتردد أن المشير عبد الفتاح السيسي حذر – حين كان يشغل منصب وزير الدفاع – الإدارة الأمريكية من الإصرار على تسمية فورد سفيرا لها بمصر حيث اعتبره السيسي مجرد "كادر استخباراتي بارع في الأعمال العدائية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com