أمريكا تثأر من روسيا من خلال اوكرانيا
أمريكا تثأر من روسيا من خلال اوكرانياأمريكا تثأر من روسيا من خلال اوكرانيا

أمريكا تثأر من روسيا من خلال اوكرانيا

يتساءل المراقبون فيما إذا كانت هناك علاقة ما بين ذاك الحادث في أوكرانيا هذه الأيام والذي جرى ويجري في مصر وسوريا طوال الأعوام الثلاث الماضية؟

ومع أن البعض قد ينكر هذه العلاقة للوهلة الأولى، إلا أن المحاولات الأمريكية لإزعاج روسيا القطب القائم، كما العنقاء من الرماد، لم تنفك مستمرة ومستقرة منذ وصول بوتين إلى السلطة بشكل خاص.

ولعل الذين استمعوا إلى التصريحات الأخيرة لـ " فيكتوريا نولاند" مساعدة وزير الخارجية الأمريكي بشأن المساعدات التي قدمتها واشنطن لـ "كييف" والتي تجاوزت خمسة مليارات دولار من أجل السعي في طريق دمقرطة أوكرانيا، يدرك جيدا أن هذا البلد والذي كان اسمه في الماضي يعني بالروسية "روسيا الصغير"، قبل أن يتحول إلى أوكرانيا " أي الدولة التي على الحدود" حدود روسيا بالطبع، كان هدفا أمريكيا بامتياز لدوره المحوري في إضعاف القيصرية الروسية الجديدة.

لكن المثير هذه المرة هو التوقيت الذي جرت فيه التداعيات الأخيرة في أوكرانيا فقد انفجرت الأوضاع في وجه حكومة "فيكتور بانوكوفيتش" والمقصود في الأصل الانفجار في وجه فلاديمير بوتين وشل حركته التي تبدت بقوة من خلال العودة إلى الشرق الأوسط عبر الملفين المصري والسوري، وهما ملفان لدولتين مركزيتين في الشرق الأوسط والعالم العربي، فهل التوقيت مقصود والأمر لا يتجاوز لعبة عض أصابع بين القوى العظمى، تريد من خلاله واشنطن الضغط على روسيا من خلال تخومها وهي ذات النظرية الإسرائيلية الأمنية المتعلقة بشد الأطراف، أو التخوم من أجل التأثير على المراكز، كما يجري مع مصر في أثيوبيا، وحتى تتراجع موسكو عن دعمها لنظام الأسد وتقطع الطريق على المشير السيسي الذي زار روسيا مؤخرا سعيا إلى إحياء علاقات صداقة مصرية روسية استراتيجية عميقة قديمة؟.

قد يبدو الأمر مرة أخرى ضربا من ضروب الحديث عن فكرة المؤامرة الكونية والأصل أنه إن لم يكن التاريخ برمته مؤامرة فإن المؤامرة موجودة في التاريخ .. هل لهذا يميل المستشرق الروسي المعروف " فاتسلاف ماتوزوف" إلى فكرة وجود ضغوطات متبادلة بين واشنطن وموسكو في القلب منها القاهرة ودمشق؟

يرى ماتوزوف في حديث لإذاعة صوت روسيا أن ما يجري في أوكرانيا هو رسالة أمريكية لروسيا تحمل نبرة ولهجة وفعل العقاب انتقاما منها على الدور الذي لعبته في الشرق الأوسط مؤخرا فروسيا التي رفضت الضربة الأمريكية لسوريا سببت حرجا بالغا لإدارة أوباما وانتقاصا من مكانة أمريكا الإمبراطورية، وروسيا التي باتت مقصدا للمصريين أفشلت فكرة تسليم الشرق الأوسط لجماعات الإسلام السياسي بالوكالة لتتفرغ أمريكا للاستدارة نحو شرق آسيا، والتعاون الروسي السعودي الوثيق اعتبر لطمة على الخد الأمريكي انطلاقا أيضا من أن السعودية داعم رئيسي لثورة 30 يونيو في مصر.

روسيا من هذا المنطلق أسهمت بقدر كبير في تغيير الصورة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ما جعل خسائر الأمريكيين تتعاظم ونتيجة لهذا الموقف الروسي فقد نظمت وشجعت أمريكا القوى المتطرفة في أوكرانيا.

هل تحاول أمريكا توقيع عقاب أقوى واشد على روسيا؟

يبدو أن الأمور في أول المخاض وربما يتوجب على روسيا التصرف بقوة وسرعة، وإلا فإن الخطر يتهددها قريبا جدا وعلى الأبواب.

هذا ما أشار إليه ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر قبل ساعات في حديث له لشبكة الأخبار الأمريكية CNN إذ أشار إلى أن بوتين يعتبر انقلاب أوكرانيا بروفة للسيناريو المماثل المعد لأن يضرب موسكو، وقد ذكر الجميع بأن بوتين وصف تفكك الاتحاد السوفيتي بالطامة الكبرى.

هل سيقف بوتين صامتا أمام انفصال أوكرانيا بملايينها الخمسين؟

البيان الروسي الصيني حول الاتفاق على مواجهة الأمريكيين في آسيا يدلل على أن المعركة في مبتداها، فأوباما سيشجع حتما بهذه العقلية "الدالاي لاما" الذي سيلتقيه لاحقا على انفصال التبت ليكون خنجرا في خاصرة الصين، لتدور الدوائر ثانية على بكين كما تدور الآن على موسكو، والليالي حبلى بالمفاجآت تلد دوما كل عجيب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com