مصر تلوح لإثيوبيا بالخيار العسكري
مصر تلوح لإثيوبيا بالخيار العسكريمصر تلوح لإثيوبيا بالخيار العسكري

مصر تلوح لإثيوبيا بالخيار العسكري

القاهرة تقترب من حزام الفقر المائي وحصتها لا تحتمل أي نقص

لم يعد الخيار العسكري مستبعداً لدى الإدارة المصرية التي بات من الواضح أن صبرها بدأ ينفد على ما تصفه بـ "تعنت" و"مراوغة" أديس أبابا في ملف سد النهضة الذي يهدد حقوقها التاريخية في مياه النيل على نحو غير مسبوق. وبحسب مصادر عسكرية فإن القاهرة ألمحت للجانب الإثيوبي عبر قنوات غير رسمية إلى أنها سوف تفعل أي شيء بما في ذلك – توجيه ضربة عسكرية – إزاء أي خطر يهدد أمنها القومي خصوصاً أن حصة مصر المائية الحالية لم تعد تكفي احتياجات التنمية المتزايدة كما أن البلاد اقتربت بالفعل من حزام الفقر المائي فكيف يكون الحال إذا نقصت هذه الحصة عما هي عليه الآن.



وبحسب المصادر، فإن الجانب المصري ما يزال يبقي الباب مفتوحاً أمام المفاوضات ويسعى دبلوماسياً لشرح وجهة نظره في الأزمة عبر حملة علاقات عامة دولية، لكنه في الوقت نفسه يستعد لسيناريو الضربة العسكرية باعتباره خيارا بات مطروحاً على الطاولة بشدة.

وفي هذا السياق، طلبت القاهرة دعم موسكو حال تطور النزاع وخروجه عن الإطار السياسي كما أن صفقة السلاح الروسي لمصر التي اكتملت ملامحها أخيراً تشمل الجيل الأحدث من مقاتلات "ميج 29" التي يمكنها التشويش على أية أنظمة دفاع جوي قد تزود أنقرة وتل أبيب إثيوبيا بها في إطار تحريضهما للإثيوبيين على اظهار المزيد من الصلابة أمام المصريين في هذا النزاع، كما تم بحث إمكانية استخدام الأراضي السودانية في توجيه ضربة عسكرية للسد الإثيوبي مع وزير الدفاع السوداني لدى زيارته مصر أخيراً.

وفيما يمكن أن نصفه بأول "تلميح رسمي" لاستخدام القوة أكد وزير الري والموارد المائية د. محمد عبد المطلب في مؤتمر صحافي عقده الأحد أن جميع الخيارات متاحة أمام مصر التي لم تعد تستبعد أي سيناريو للحفاظ على حقوقها في ظل استمرار "سياسة المراوغة" من جانب الطرف الآخر.

وتشعر القاهرة بأن القنوات الدبلوماسية والمباحثات الثنائية لم تعد تجدي والتي كان آخرها جولة المفاوضات المباشرة بين الطرفين والتي انتهت بالفشل نهاية الأسبوع الماضي نتيجة الإصرار الإثيوبي على المضي قدما في بناء السد الذي ارتفعت أساساته عن الأرض، كما أن أديس أبابا جددت رفضها للمقترح المصري بعرض دراسات الجدوى للسد على لجنة خبراء دولية نظراً لتأكدها من أن السد غير مطابق للمواصفات الفنية ويهدد بحدوث زلازل في دول حوض النيل، حسب وجهة النظر المصرية.

وتشعر الإدارة المصرية أن سد النهضة تحول إلى ورقة ضغط لكسر الإرادة المصرية التي تجلت في إسقاط مرسي بثورة شعبية حيث هرع خصوم مصر إلى تحريض الجانب الإثيوبي على مزيد من التعنت لاسيما أنقرة التي عرضت تزويد أديس أبابا بمنظومة دفاع جوي حديثة لحمايتها من أية ضربة عسكرية مصرية محتملة.

وتشير التقارير إلى أن إثيوبيا استجابت لهذا التحريض عبر سلسلة من التصريحات وصفت بـ "المستفزة" لرئيس وزرائها الذي أكد أخيراً أن مصر ليس أمامها جهة دولية تلجأ إلىها لحل الأزمة ولا بديل عن العودة للمفاوضات مهما طالت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com