4 أسباب مصرية لمغازلة التنين الصيني
4 أسباب مصرية لمغازلة التنين الصيني4 أسباب مصرية لمغازلة التنين الصيني

4 أسباب مصرية لمغازلة التنين الصيني

تتسارع رسائل الغزل المتبادلة بين بكين والقاهرة، فبعد زيارة غير مسبوقة لوفد الدبلوماسية الشعبية إلى الصين، قام وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بزيارة أحاطها المسؤولون الصينيون باهتمام بالغ ووصفها المبعوث الصيني للشرق الأوسط بأنها " ناجحة للغاية " وسط ترقب لزيارة مماثلة من وزير الخارجية الصيني وانغ بي للقاهرة . والمتابع للتحركات بين البلدين مؤخراً يدرك أن الأمر يتجاوز "العادي" و "النمطي" إلى بوادر "تحالف استراتيجي" تتشكل ملامحه تدريجياً. ويمكن هنا أن نرصد أربعة أسباب تكمن وراء مغازلة المصريين للتنين الصيني.



أولا: سياسة الإتجاه شرقاً

يأتي التطلع نحو بكين في إطار إستراتيجية جديدة تتمثل في الاتجاه شرقاً وإنهاء ارتباط مصر عضوياً بالمعسكر الغربي الذي لن تعاديه القاهرة ، لكنها بالتأكيد لن تضع جميع البيض في سلته.

بدأت هذه السياسة بروسيا، وهاهي تكتسب زخماً جديداً بمد اليد للصينيين في سياق إعادة ترتيب الأولويات في السياسة الخارجية للبلاد، والتي وصفها السفير بدر عبد العاطي – المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية – بأنها كانت تعاني من عدم التوازن.

والجدير بالذكر أن مفكراً مصرياً راحلاً هو أنور عبد الملك كان على رأس نخبة مصرية من المفكرين والباحثين ظلت طوال العشرين عاماً الماضية تنادي بأهمية انتهاج القاهرة لسياسة " الاتجاه شرقاً " باعتبارها ضرورة إستراتيجية.

ثانيا: رد الجميل

في هذه الفترة الانتقالية العصيبة، تبدو القاهرة شديدة الحساسية لخارطة الأعداء والأصدقاء والأشقاء،وهو ما عبر عنه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في احتفالات أكتوبر الماضية بقوله: مصرلن تنسى من وقف معها، وأيضاً لن تنسى من وقف ضدها. وبالفعل لم ينس المصريون موقف بكين الرافض – بالتنسيق مع موسكو – للتحركات التي كانت تنتوي واشنطن اتخاذها ضد القاهرة في مجلس الأمن باعتبار أن ما حدث في 30 يونيو كان إنقلاباً عسكرياً.

ثالثا: أزمة سد النهضة

يكتسب التحالف المنشود بين القاهرة والصين بعداً استراتيجياً لدى مصر يتمثل في الاستفادة من النفوذ الهائل الذي راكمه الصينيون في إفريقيا في المجالات الاقتصادية لا سيما مشروعات الطاقة

والتنمية و البحث عن البترول. ويأتي مشروع سد النهضة الذي بدأته إثيوبيا على رأس هذه المشروعات حيث تساهم فيه الصين بحصة كبيرة من حيث التمويل والخبرات التقنية. ولا يخفى على أحد أن هذا السد أصبح يشكل " صداعاً " لدى الإدارة المصرية، فهو يهدد حصتها في مياه النيل على نحو دراماتيكي، وبالتالي فهي تلهث وراء أي طرف يسهم في نزع فتيل هذه الأزمة في ظل إصرار الإثيوبيين على المضي قدماً في بناء السد. ولعل هذا ما دفع المبعوث الصيني للشرق الأوسط إلى أن يصرح بأن بلاده " تتفهم الشواغل المائية لمصر في أفريقيا".

رابعا: التجربة الصينية

يسعى المصريون إلى الاستفادة من التجربة الصينية في مجالي المشروعات الاقتصادية الصغيرة وتحويل الكثافة السكانية العالية من عبء إلى ميزة في ظل تزايد أعداد الشعب المصري مليونين كل عام

ويدرك المصريون أنهم يتعاملون مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم والذي سيصبح الأول في غضون عشر سنوات حسب توقعات الخبراء، لذا فهم يسعون إلى جعل العلاقة مع بكين توجها إستراتيجياً لا يرتبط بتوجهات نظام أو طبيعة مرحلة مؤقتة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com