كيف ينظر الإعلام الأمريكي إلى الحرب على غزة
ظلت كثير من وسائل الإعلام الأمريكية فيما يتعلق بالأحداث في غزة تردد المصطلحات ذاتها التي تلهج بها ألسنة الساسة الكبار سواء في أروقة البيت الأبيض أو وزارة الخارجية.
وكانت مع كل عدوان إسرائيلي على غزة تنبري كبريات الصحف الأمريكية لتبرير ذلك رغم بشاعة المشاهد من خلال صور الضحايا من الأطفال والنساء ملقاة في شوارع وأزقة غزة وهي – المشاهد نفسها - تلاقي رفضا واسعا في أوساط المجتمع الأمريكي إلا أن تأثير ما يقال ويكتب على ذات المجتمع لا يمكن مقارنته فهناك سيل من الأخبار المضخمة تكال ضد هذا الطرف أو ذاك تبعا لهوى بعض الساسة أو الصحفيين الذين يكن بعضهم الحقد الواضح لفئة معينة من العرب.
أحداث غزة الأخيرة شكلت نقطة فارقة في نظرة الإعلام الأمريكي للصراع العربي الإسرائيلي، ففي الوقت الذي كانت تغيب فيه صور الضحايا الذين يسقطون في القطاع عن "مانشيتات" كبرى الصحف الأمريكية نجد اليوم التحول الكبير في التعاطي مع الصراع الأخير وكيف أن محاولة حماس والفصائل في غزة لخلق نوع من التوازن قد أجبرت تلك الصحف على انتهاج نوع من المرونة وظهرت معها انتقادات لاذعة لإسرائيل من قبل كتاب ومحللين كبار ما كانت تسمح بها سياسة الصحف من قبل!
فقد نشرت جريدة "ذي وورلد بوست" الأحد تقريرا متوازنا وصفت فيه إعلان الجيش الإسرائيلي عن سحبه غالبية قواته البرية من غزة بأنه جاء بعد فشل ذريع في اقتحام بعض أحياء غزة واعتبر التقرير أن ذلك سيشكل انتصار قويا لحماس.
وأوردت الصحيفة في التقرير الذي أعده كل من "كارين لاوب وجوزيف فيدرمان" KARIN LAUB and JOSEF FEDERMAN تصريحا لأحد قادة حماس تعهد فيه بمواصلة قتال إسرائيل وأن ما ستتخذه إسرائيل لا يمكن أن يجد صدى في غزة إلا بتنفيذ شروط الفلسطينيين معتبرا أن إعلان إسرائيل لوقف القتال من جانب واحد والإصرار على مواصلة الحصار سوف يدفع حماس لإعلان النصر دون أن تمنح إسرائيل الأمن.
هناك دعوات متكررة في الولايات المتحدة لقادة إسرائيل تطالبهم بضرورة إنهاء حربهم على غزة والقبول بشروط الفلسطينيين لوقف القتال "الذي شوهت به إسرائيل صورتها أمام العالم دون أن تحقق أي من أهدافها الرامية إلى وضع حد لعمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة".
وظهر كثير من قادة الرأي في الولايات المتحدة بشكل يوحي بقيامهم بدور ملء الفراغ الذي خلفه وجود إدارة الرئيس أوباما وإدارته الذي بدا ضعيفا في اتخاذ أي قرار تاركا لأعضاء الكونغرس ضخ مزيد من الأموال لدعم وتطوير نظام "القبة الحديدية" الذي بنته إسرائيل للحيلولة دون سقوط صواريخ غزة على مدن إسرائيل.
