إيران تتغلغل في أفغانستان استعدادا للانسحاب الأمريكي
إيران تتغلغل في أفغانستان استعدادا للانسحاب الأمريكيإيران تتغلغل في أفغانستان استعدادا للانسحاب الأمريكي

إيران تتغلغل في أفغانستان استعدادا للانسحاب الأمريكي

مع اقتراب موعد انسحاب معظم القوات الأمريكية من أفغانستان نهاية العام الجاري، تتحرك إيران على محاور عدة لتحقيق مكاسب استراتيجية في هذا البلد الذي مزقته الحرب، على غرار ما حظيت به من نفوذ بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق.



وتشترك أفغانستان وإيران في روابط ثقافية ولغوية وتاريخية - فقد كانا لقرون جزءا من الإمبراطورية الفارسية القديمة - بالإضافة لحدود طويلة يسهل اختراقها.

ورغم العلاقة الملتبسة لطهران مع حركة طالبان، يقول محللون وخبراء إن إيران تعول على "أسلحة ناعمة" قد تمنحها ميزة على دول أخرى يرجح أن تتدخل لملء فراغ السلطة الناتج عن انسحاب القوات الأمريكية.

وتشير إحصائيات مراكز البحث المتخصصة إلى أن قرابة نصف وسائل الإعلام في أفغانستان مدعومة بشكل مباشر من إيران.

كما أن طهران تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويا في أفغانستان على مشروعات المجتمع المدني والمدارس الدينية للشيعة الافغان الذين يشكلون نحو 7% من سكان البلاد ذات الأغلبية السنية وعددهم 30 مليون نسمة.

وكانت أفغانستان محورا لتنافس القوى الكبرى على مدى المئتي عام الماضية - احتلال بريطاني فاشل في منتصف القرن التاسع عشر واحتلال روسي فاشل أيضا في ثمانينات القرن الماضي على سبيل المثال - مما أكسبها لقبها التاريخي "اللعبة الكبرى".

ولدى إيران ما تخشاه فحدودها مع أفغانستان يصل طولها إلى 945 كلم، يغيب الأمن عن معظمها ويزدهر على امتدادها تهريب المخدرات التي باتت معضلة للمجتمع الإيراني في السنوات الأخيرة.

ورغم أن العلاقات بين كابول وطهران شهدت تحسنا بين الحين والآخر بعد الإطاحة عام 2011 بحركة طالبان التي خرجت منتصرة من الحرب الأهلية إلا أن هذه العلاقات قابلة للاشتعال.

وأول امتحان جدي لنفوذ إيران سيتمثل في تفاصيل الاتفاقية الإستراتيجية التي تريد واشنطن من خلال توقيعها مع أفغانستان إبقاء قوات أمريكية في البلاد إلى ما بعد هذا العام.

وخلافا لموقف الرئيس الحالي حامد كرزاي تعهد كل من عبد الله وعبد الغني بالتوقيع على الاتفاقية فورا لكن أزمة المتعلقة بالانتخابات في البلاد أرجأت العملية.

وتعتبر إيران هذا الاتفاق تهديدا. وتنتقد وسائل الإعلام المدعومة من إيران في أفغانستان على الدوام الاتفاق وتحذر من إمكانية طرد مليون لاجئ أفغاني من إيران ما لم يتم رفض الاتفاق.

العلاقة مع طالبان

من الصعب أن نصدق أن هناك نوعا من العلاقة بين إيران، الدولة الإسلامية الشيعية المتشددة، وحركة طالبان ذات النهج الإسلامي السني المتطرف.

لكن كل الدلائل تشير إلى وجود علاقة ما بين الطرفين فطهران أمدت مقاتلي طالبان بالسلاح، ولكن بحساب للحيلولة دون تحقيقها نصرا حاسما، وذلك بغرض استنزاف القدرات العسكرية الأمريكية في أفغانستان.

وبحسب محللين فإن إيران تهدف إلى أن تكون طرفا في أي عمليات للتسوية السياسية بين القوى الأفغانية، وذلك من أجل خلق نفوذ وحتى تضمن أن أي تسوية متوقعة أو محتملة لا تحصل فيها طالبان على امتيازات كبيرة تقويها لتفادي خطر أفكارها وأهدافها الأيديولوجية، المعادية للشيعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com