داعش يتغلغل في بنغلاديش
داعش يتغلغل في بنغلاديشداعش يتغلغل في بنغلاديش

داعش يتغلغل في بنغلاديش

بعد أسبوع فقط من هجمات باريس، خرج تنظيم داعش بإعلان من خمس صفحات على موقعه الخاص (مجلة دابق) تحت عنوان "إحياء الجهاد في أرض البنغال" قال فيه التنظيم إن مقاتليه في بنغلاديش قتلوا العديد من "الصليبيين والمرتدين" وسيكملون طريق "الجهاد" ليمتد إلى كامل جنوب آسيا، وبأنه سيستمر في هذا الطريق إلى أن يتم دحر الصليبيين( ويطبق حكم الله في الأرض) حسب تعبيره.

ويبدو أن بنغلاديش التي يبلغ عدد سكانها حوالي 160 مليون نسمة والمحشوة مابين الهند وميانمار، أصبحت هدفا تتنافس عليه القاعدة وتنظيم داعش.

ومع التهديد الذي وجهه التنظيم للغربيين المقيمين في بنغلاديش، بدا أن داعش عازم على اتخاذ هذه البلاد أرضا جديدة للقتال إلى جانب باكستان وأفغانستان، فقد استهدف مؤيد التنظيم كاتبا علمانيا، وقتلوا بعض الأجانب العاملين في المنطقة الدبلوماسية في العاصمة دكا وبعض ضباط الشرطة البنغالية.

وبارك داعش على الفور هذه العمليات ووعد بزيادتها خلال الفترة القادمة.



وبنغلاديش من أكبر الدول الإسلامية تعدادا للسكان، وتعاني من تدني مستوى الدخل وشحا في الخدمات والموارد الاقتصادية، وهو أمر يجعل منها أرض خصبة لنمو تنظيم "فتي" مثل داعش أو تنظيم قديم مثل القاعدة.

وعلى الرغم من الرفض الذي أعلن عنه سكان دكا لما قاله داعش عن استهداف الأجانب، إلى أن الأحداث المتوالية في الدولة تثير الرعب في قلوبهم.

التداعيات:

وأخذت السفارات الغربية تهديدات داعش على محمل الجد وحذرت رعاياها من إحتمال استهدافهم، وألغت أستراليا مباراة "كريكيت" وانسحب عدد من الكتّاب من مهرجان دكا للأدب الذي يفترض أن يبدأ نهاية هذا الأسبوع.

ومن جانبه عبر المتحدث باسم المهرجان كازي أحمد عن أسفه وشعوره بالإحباط والخوف من التهديدات وقال :"إنه أمر محبط أن يجبر المثقفون على مواجهة العنف في مجتمع طالما عشق الأدب والموسيقى والفن".

ويأمل كازي أن يغير تنظيم داعش عزمه على استهداف العلمانيين الذين تربطهم بالإسلاميين علاقة ود، وأكد أن ممارسات داعش ستبعد الناس عنه وسيخسر التعاطف والدعم الذي يحظى به في بنغلاديش.

السلطات بين الحيرة واللامبالاة

تعاني الأجهزة الأمنية البنغالية من عدم القدرة على تحديد هويات منفذي هذه الجرائم، ويعجز المحللون عن معرفة مدى إرتباط هذه الجماعات مع تنظيم داعش وطرق تواصلهم، وكل ما توصلوا إليه هو أن جماعة أنصار الله-البنغال "المتخفية" تحرص بشدة على ارتباطها بتنظيم داعش لم يتيح لها من سمعة وشهرة وحضور.



وقال محلل أمني رفض الإفصاح عن إسمه لصحيفة فاينانشنال تايمز :"إن الجماعات الإسلامية في بنغلاديش كانت نائمة لفترة طويلة، وفي ليلة وضحاها استفاقت على نجاح هائل، إننا بحاجة لمعرفة العلاقة بين هذه الجماعات وتنظيم داعش، المشكلة التي نواجهها الآن هي أن الحكومة البنغالية لا تشعر بحجم الخطر الذي يهددنا".

ونسبت الأجهزة الأمنية منذ شهور حوالي 15 جريمة إلى تنظيم داعش، ولكن الحكومة البنغالية رفضت أن يكون لداعش صلة بهذه الحوادث، ووجهت اللوم مباشرة للمعارضة البنغالية والجماعة الإسلامية المتحالفة والتي وضعت قادتها في السجون على خلفية مقاطعتهم الانتخابات العام الماضي.

وفي نفس السياق ادعت رئيسة الدولة "شيخ حسينة" ومعها رئيس الوزراء أن داعش يحاول أن يشوه صورة بنغلاديش، وقالت:"لا نتوقع لدولتنا أن تصبح كأفغانستان أو ليبيا أو العراق"، ومع ذلك ألغت حسينة جميع رحلاتها خارج بنغلاديش بما فيها مشاركتها بمؤتمر باريس الخاص بالتغير المناخي.

ويعتقد منتقدو حسينة أنها بقمع الأحزاب ومحاربة حرية الإعلام ترسخ حكم الحزب الواحد، فهي بذلك ترغم باقي التيارات السياسية على الانضمام إلى صفوف التيار المتشدد للتخلص من حالة الإحباط التي وضعتهم بها.

ومابين مطرقة حسينة التي تقمع الآراء الحرة وسندان الإسلاميين المتشددين الذين يتهمونهم بالإلحاد، يعيش الليبراليون البنغال حالة من الخوف والأسر داخل هذا البلد المكتظ بالفقراء.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com