اليمن.. صراع إعلامي على صفة "الرئيس"
اليمن.. صراع إعلامي على صفة "الرئيس"اليمن.. صراع إعلامي على صفة "الرئيس"

اليمن.. صراع إعلامي على صفة "الرئيس"

دأبت بعض الفضائيات اليمنية، خلال الأزمة الراهنة، على نقل وجهة نظر المكون السياسي الذي تتبعه، ومحاولة فرض خطابه السياسي بالقوة، حيث استطاع سياسيون يمنيون وأحزاب إنشاء قنوات تلفزيونية لفرض توجهاتهم السياسية دون الاكتراث للآراء التي يحملها المعارضون لهم، مستغلين بذلك غياب الرقابة على الإعلام في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

ولا يقتصر الحديث عن الخطاب السياسي لكل مكون عبر قناته التلفزيونية، بل يمتد للحديث عن استخدام مصطلح "الرئيس"، حيث تنصب بعض القنوات اليمنية رئيسا مختلفا عن الرئيس المعتمد لدى القناة الأخرى، وكل قناة تدعي شرعية تلك الصفة على "رئيسها".

وتطلق قناة "اليمن اليوم" التابعة للمؤتمر الشعبي العام، لقب الزعيم والرئيس على علي عبد الله صالح، حيث تعتبره "صانع الوحدة اليمنية، وباني نهضة اليمن الحديث، والأحق بهذه الصفة".

من جانبها، تطلق قناة "عدن لايف" التابعة للحراك الجنوبي، صفة الرئيس على علي سالم البيض، كونه بحسب قولها "من قاد الجنوب إلى الوحدة مع الشمال، والتي انتهت في حرب 1994، لذلك هو المسؤول الشرعي الذي يحق له تخليص الجنوب من احتلال الشمال، وهو من يستحق أن تطلق عليه صفة الرئيس".

كما تطلق قناة "عدن" الرسمية وعدد آخر من القنوات الخاصة، صفة الرئيس على عبد ربه منصور هادي، وهي في نظر الغالبية "الصفة الشرعية الحقيقية، كونه لا يزال يتمسك بشرعيته الدستورية، ناهيك عن أنه جاء عبر صناديق الاقتراع عقب ثورة 11 شباط/ فبراير، والمبادرة الخليجية".

وتستخدم قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، صفة الرئيس عند الحديث عن محمد علي الحوثي، الذي قادت جماعته -بحسب ما يرى الكثير من اليمنيين- "انقلابا مسلحا على السلطة الشرعية في صنعاء".

وبين كل هذا وذاك يقع المواطن اليمني ضحية تجاذبات القوى السياسية في صراعها للاستئثار بالسلطة ومغانم الحكم.

ويقول الصحافي والمحلل السياسي، ياسر حسن: "ليس كل من أسس قناة ليطلق على نفسه لقب الرئيس يعد رئيسا فعليا، فهناك أشخاص فقدوا مصالحهم ويريدوا أن يفرضوا أنفسهم على الشعب دون أن يكون لهم أي تواجد أو تأثير على أرض الواقع".

وأشار حسن، في تصريح لـ"إرم"، إلى أن "تلك القنوات التي تطلق صفة الرئيس على أشخاص ليسوا كذلك إنما هي قنوات لا تملك أي مهنية أو مصداقية ولا تحظى بأي احترام شعبي أو رسمي، وهذا يدل على الفوضى الإعلامية وعدم وجود رادع لمثل تلك الوسائل الإعلامية بحكم الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا".

وأردف "أظن أن خطاب تلك القنوات وإطلاقها صفة الرئيس على أشخاص غير الرئيس الشرعي للبلاد، ليس له أي تأثير كبير على الشارع اليمني، لأن كل شخص أصبح اليوم يدرك ويعلم من هو الرئيس المعترف به والموجود على أرض الواقع، ولن تستطيع أي قناة أن تقنع الشعب برئيس ليس له وجود على أرض الواقع".

من ناحيته، يرى الصحافي صلاح عبده سيف، أن "المشكلة التي يعاني منها اليمن تكمن في معظم النخب السياسية من هواة الزعامة والمصابين بهوس الظهور الإعلامي لتحقيق المكاسب الشخصية والمصالح الفردية على حساب المصلحة الوطنية، خصوصا من كانوا على سدة الحكم، حيث يحاولون العودة مجددا للاستفادة من هذا المنصب".

وأضاف سيف، في تصريح لـ"إرم"، "استطاعت تلك القوى السياسية بما تملكه من أموال، إنشاء قنوات فضائية للتأثير على الشارع وإقناعه بأن الرئيس الشرعي هو من تراه هذه القناة أو تلك، وإن لم يتحقق لها ذلك على أرض الواقع، على الأقل تشبع رغبة مالكيها بإطلاق صفة الرئيس عليهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com