السعودية تنتظر غطاء "الناتو" للتدخل البري في سوريا
السعودية تنتظر غطاء "الناتو" للتدخل البري في سورياالسعودية تنتظر غطاء "الناتو" للتدخل البري في سوريا

السعودية تنتظر غطاء "الناتو" للتدخل البري في سوريا

 قالت مصادر خليجية مطّلعة: إن السعودية تنتظر غطاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل البري في سوريا، مشددة على أن الرياض، وعواصم إقليمية مؤثرة، في مقدمتها أنقرة، لن تترك سوريا لروسيا وإيران.

وكانت واشنطن رحبت بإعلان الرياض استعدادها التدخل بريا في سوريا، فيما تعهد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بمناقشة المقترح السعودي خلال اجتماع للناتو في 11 فبراير الجاري بالعاصمة البلجيكية، بروكسل.

ورجحت المصادر الخليجية أن يكون هذا التعهد الأميركي بمثابة مباركة مسبقة من حلف الناتو للخطوة السعودية، خصوصا وأن أحد أعضاء الحلف، وهو تركيا، تضرر كثيرا من تداعيات الأزمة السورية، علاوة على أن أنقرة تواجه، الآن، اختبارا جديدا مع تدفق عشرات الآلاف من النازحين السوريين نحو أراضيها بفعل القصف الروسي ومعارك الجيش السوري وحلفائه في أرياف حلب.

ورأت المصادر الخليجية أن الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها في سوريا بسبب ارتباط "ذراعها الإنسانية" بالنظام السوري المتهم بارتكاب جرائم حرب، مشيرة إلى أن مشاركة السعودية لن تكون السابقة الأولى لدولة خليجية تشارك في عمليات عسكرية بغطاء من الحلف الأطلسي.

وسبق لدولة الإمارات وقطر أن شاركتا في عمليات عسكرية للحلف الأطلسي في البوسنة والهرسك وفي أفغانستان وليبيا.

وأوضحت المصادر أن الإعلان السعودي لم يكن مفاجئا، بل فرضته تطورات الأيام الاخيرة ولا سيما تقدم الجيش السوري وتكثيف القصف الروسي، وتعثر مفاوضات جنيف.

وبينت المصادر الخليجية أن استيلاء النظام السوري على ريف حلب الشمالي يقطع آخر طرق الإمداد للمعارضة السورية التي تسيطر على أجزاء من حلب، وهو ما يعني سقوط هذه المدينة الإستراتيجية، التي تتمتع برمزية عالية، في يد النظام، وهزيمة المعارضة المسلحة المدعومة من أنقرة والرياض والدوحة.

وأفاد خبراء عسكريون، أن سقوط حلب يعني -فعليا- وصول الحرب إلى الأراضي التركية عبر تطويق حدودها بحزام كردي في المناطق الممتدة من القامشلي حتى كوباني، وبحزام علوي شيعي إيراني في المناطق الممتدة من غرب نهر الفرات وحتى البحر المتوسط.

وكانت تقارير متطابقة أفادت أن هناك أكثر من 150 ألف جندي معظمهم من السعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حاليا يجرون تدريبات عسكرية، وأنه قد تم قبل أسبوعين تعيين قيادة مشتركة للقوات التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

وكانت مراكز أبحاث تحدثت عن سعي روسيا إلى تأمين ما توصف بأنها "سوريا مصغرة"، أو "سوريا المفيدة"، يسيطر عليها الأسد في الجزء الغربي من البلاد، مع تأمين منطقة عازلة حول هذه الدويلة العلوية الصغيرة.

وأضافت المصادر: إن السعودية كانت تُعوّل على واشنطن لتأمين المنطقة من المد الإيراني، إلا أن شهر العسل الأميركي الإيراني بفعل الاتفاق النووي، وتردد أوباما بالانخراط في الملف السوري، دفعا المملكة إلى التصرف بمفردها لرسم خريطة سياسية جديدة، تضمن الحفاظ على أمنها، وتحقق بعضا من طموحات السوريين الذين يعانون منذ خمس سنوات.

ورأت المصادر الخليجية أن التدخل السعودي سيهدف إلى حماية الوسط السوري السني، إلى أن تتحقق التسوية السياسية التي يبدو أنها صعبة المنال في المدى القريب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com