إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من مناطق سورية تحت الحصار
إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من مناطق سورية تحت الحصارإجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من مناطق سورية تحت الحصار

إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من مناطق سورية تحت الحصار

أفادت مصادر محلية، عند معابر حدودية بين سوريا ولبنان، اليوم الإثنين، بأن حافلات وسيارات إسعاف تقلّ نحو 450 مقاتلاً ومدنياً، تم إجلاؤهم من منطقتين تسيطر عليهما المعارضة وتحاصرهما القوات الحكومية في سوريا، عبرت إلى تركيا ولبنان.

وذكرت المصادر أن 338 شخصاً من جرحى بلدة "الفوعة" السورية ومرافقيهم، وصلوا إلى الأراضي التركية، قادمين من معبر "جيلفوة كوزو"، المقابل لمعبر "باب الهوى" السوري، مساء اليوم.

ورافق القافلة مسؤولون أتراك، ومراقبون من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مسؤولين من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.

وأفادت مصادر أخرى، بأن طائرة تركية، تقل على متنها 126 من المقاتلين والمصابين الذين تم إجلاؤهم من منطقة الزبداني السورية، غادرت مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، متوجهة إلى ولاية "هاتاي" جنوب تركيا.

وبعد وصول القافلة، المؤلفة من 6 حافلات سورية و22 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني، إلى أرض المطار في بيروت، بمواكبة من الأمن العام اللبناني، أتمّت السلطات اللبنانية الإجراءات اللازمة، قبيل توجه المصابين والمقاتلين إلى الطائرة التي حضرت من تركيا، في وقت سابق اليوم، خصيصاً لإتمام عملية التبادل.

واستقبل المئات من أهالي بلدة "مجدل عنجر" اللبنانية، اليوم، استقبالاً حاشداً لقافلة المقاتلين والمصابين الذين تم إجلاؤهم من الزبداني بعد عبورها الحدود بين البلدين، ناثرين عليها الورود والأرز، إلى جانب عدد من أهالي مقاتلي ومصابي الزبداني، المقيمين في لبنان، الذين لم يتمكنوا من ملاقاة ذويهم بسبب عدم توقف الموكب.

وجرى الإجلاء، بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، وهو جزء من محاولات الأمم المتحدة وحكومات أجنبية للتوسط في اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، وتوفير ممرات آمنة في إطار تحركات نحو الهدف الأشمل، وهو إنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

ومقابل السماح لمقاتلي المعارضة بالمغادرة، سيسمح الاتفاق لحكومة الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق كانت في أيدي مقاتلي المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.

وفي الزبداني، التي تقع شمال غربي العاصمة دمشق، وكانت مقصداً سياحياً مفضلاً، ساعد عمال الإغاثة ومقاتلو المعارضة المتحصنون هناك منذ شهور، في نقل عدة شبان جرحى وعلى كراسي متحركة إلى سيارات الإسعاف.

وكانت الزبداني واحداً من آخر معاقل مقاتلي المعارضة على طول الحدود، ودُمر معظم البلدة في هجوم كبير شنه الجيش السوري وحلفاؤه من "حزب الله" في (يوليو/ تموز) على مقاتلي المعارضة، ولم يبقَ سوى بضع مئات من المعارضين في البلدة، التي فر منها معظم المدنيين إلى مضايا القريبة.

ويعتبر اتفاق الإجلاء، الأبرز من بين عدة اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، التي تم التوصل إليها بعد أشهر من الوساطة بين الفصائل المتحاربة.

وذكر منسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، للصحفيين، إنه في المرحلة التالية سيسمح للشاحنات المحملة بسلع إنسانية ومواد غذائية أساسية بالدخول في الأيام القليلة القادمة، للوصول إلى آلاف المدنيين المحاصرين.

وقال الحلو: "بالنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، هذه الاتفاقات والهدنات هي الأسس لبناء شيء أكبر قد يغطي سوريا كلها".

وأضاف: "نحن نساند هذه الاتفاقات لأن لها أثراً إيجابياً على المدنيين، وتساعد في جلب المساعدات وإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية".

ويهدف وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا إلى عقد محادثات سلام في جنيف في 25 من (يناير/ كانون الثاني)، في أحدث مسعى لإنهاء قرابة خمس سنوات من الحرب الأهلية التي قتل فيها ما يزيد على ربع مليون شخص.

وساعدت إيران، حليفة حكومة الأسد، وتركيا التي تساند مقاتلي المعارضة، في ترتيب اتفاقات الهدنة المحلية في الزبداني والقريتين في إدلب، في (سبتمبر/ أيلول) في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أشرفت عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إنه سيتاح لمقاتلي المعارضة، ومعظمهم من السنة الذين سيتوجهون لتركيا، بعد ذلك إما العودة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا عبر الحدود الشمالية لتركيا، أو البقاء للعلاج.

وأضافت المصادر أن السوريين الشيعة الذين غادروا البلدتين المحاصرتين في الشمال، سيتاح لهم التوجه للبنان حيث سيكونون تحت إشراف "حزب الله".

وقال الوزير السوري المعني بشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، لقناة المنار التابعة لحزب الله، اليوم الإثنين، إنه من المتوقع أن يعود هؤلاء إلى مناطق أخرى في سوريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com