هل تنجح التحركات الدولية في احتواء "الهبة الفلسطينية"؟‎
هل تنجح التحركات الدولية في احتواء "الهبة الفلسطينية"؟‎هل تنجح التحركات الدولية في احتواء "الهبة الفلسطينية"؟‎

هل تنجح التحركات الدولية في احتواء "الهبة الفلسطينية"؟‎

غزةيستبعد محللون سياسيون وكتاب فلسطينيون، أن تنجح "التحركات الدولية"، في إعادة "الهدوء" إلى الأراضي الفلسطينية، بعد مرور أكثر من شهر على اندلاع "هبة الضفة والقدس"، واستمرار المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات الداخل العربية، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الثلاثاء، في زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، هي الأولى إلى المنطقة، منذ يوليو/ تموز الماضي.

وتتركز زيارة كيري، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، على وقف العنف وتحسين الظروف على الأرض.

طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام، الصادرة في رام الله بالضفة الغربية، يرى أن أي تحرك دولي، سيبقى "ضعيفا"، وفي إطار "التحركات الدبلوماسية السياسية" فقط.

ويضيف عوكل:"التحركات الدولية، إن لم تكن مقترنة بالسلوك الإسرائيلي في الميدان، لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية، فالهدوء يقابله هدوء، وهذا الأمر لا يتوفر في الوقت الراهن، (...)، الجيش الإسرائيلي مستمر في انتهاكاته وتوسيع عملياته ضد الفلسطينيين".

وقال عوكل، إن الإدارة الأمريكية، وأطراف دولية وأوروبية عديدة، تسعى إلى احتواء الهبة، وعدم تصاعدها، مضيفا: "ولكن دون مبادرات حقيقية، تقدم للفلسطينيين حقوقهم لن تنجح أي زيارات أو تحركات".

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية والأطراف الدولية، تسعى إلى تهدئة الأحداث في فلسطين، أمام الملفات الكبيرة والمعقدة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، زار الأراضي الفلسطينية المحتلة في الـ21 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دون التوصل لأي نتيجة في جهوده الرامية لتهدئة الأوضاع.

وأعلن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، الشهر الماضي، من عمان عن التوصل لـ"تفاهمات" حول المسجد الأقصى، تقضي بالحفاظ على الوضع القائم فيه والسماح لغير المسلمين بزيارته فقط، وهو ما لم ينعكس بشكل إيجابي على الأحداث الميدانية وفق تأكيد مسؤولين فلسطينيين.

ومن المقرر، أن يصل وفد الرباعية الدولية إلى المنطقة قريبًا، لمحاولة تهدئة الأوضاع الأمنية، بحسب "نيكولاي ملادينوف" منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال ملادينوف، خلال زيارته لمدينة الخليل، الإثنين الماضي، إن على الطرفين "الفلسطيني" و"الإسرائيلي" القيام بتغييرات جوهرية، في السياسات على أرض الواقع.

وأضاف أنه وجه دعوته باسم الأمين العام لكافة الأطراف، "لإدانة العنف ووقف التحريض وتخفيف التوتر للعودة إلى مفاوضات جدية وتطبيق حل الدولتين".

ويقول "حسن عبدو"، الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي، الباحث في مركز فلسطين للدراسات والبحوث (غير حكومي)، إن الهبة الحالية في الضفة والقدس، لا يمكن أن تتوقف عن طريق "التحركات الدولية" و"المبادرات السياسية".

ويضيف عبدو أن "الأطراف الدولية مطالبة، بأن تضغط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين، وعليها أن تقوم بإجراءات عملية، مثل إيقاف الاستيطان والتهويد، والاقتحامات المتكررة للبيوت والقتل اليومي".

ويتهم الجانب الفلسطيني، إسرائيل بممارسة إعدامات بحق الفلسطينيين، بزعم محاولات الطعن.

وتابع عبدو: "أي مبادرات لتهدئة الأوضاع، ستبدو هشة وضعيفة، أمام الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك جيدا، أن لكل فعل رد فعل".

ويقول مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي، والكاتب في بعض الصحف الفلسطينية المحلية، إنه من الصعب أن تنجح التحركات الإقليمية والدولية الراهنة، في احتواء "الهبة" في الأراضي الفلسطينية.

ويرى إبراهيم، أن أي معالجات للوضع الراهن، تقتضي إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وعدم إرهابهم وقتلهم بشكل يومي.

وتابع: "مصير التحركات الدولية الفشل، فأي تهدئة للأوضاع الراهنة دون مضمون سياسي، يكفل حقوق الفلسطينيين، تعتبر عبثا".

وأكد إبراهيم، أن احتواء الانتفاضة عن طريق التحركات الدولية يبدو مستحيلا، مستدركا بالقول: "من ينتفض اليوم، هم شبان وفتية رفضوا سياسة القتل اليومي بحقهم، والانتهاكات التي ترقى إلى جرائم الحرب، معظم العمليات اليوم هي فردية، لا تمكن السيطرة عليها".

وكشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، مؤخرا أن غالبية الفلسطينيين منفذي الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، خلال الفترة الماضية، عملوا بشكل فردي، ولا ينتمون لتنظيمات فلسطينية، ولا توجد لديهم "سوابق أمنية".

وأفاد "الشاباك"، أن "الفلسطينيين نفذوا 620 هجوما ضد إسرائيليين خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي".

وقُتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، أغلبهم فتية قاصرون، خلال تنفيذهم هجمات بالسكاكين ضد إسرائيليين، أسفرت أحيانًا عن مقتل بعضهم، والبعض الآخر تم اعتقاله

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com