صناعة البخور تشكل مصدر رزق لعائلات يمنية
صناعة البخور تشكل مصدر رزق لعائلات يمنيةصناعة البخور تشكل مصدر رزق لعائلات يمنية

صناعة البخور تشكل مصدر رزق لعائلات يمنية

تقضي الأرملة "هدى منصور" نهارها في تحريك عود خشبي وسط إناء معدني مليء بمواد عطرية زكية الرائحة على نار هادئة لتحضير طبخات البخور العدني الشهير وبيعها لإحدى المحلات التجارية بمحافظة عدن جنوبي اليمن، حتى تتمكن من إعالة أولادها الثلاثة.

ويُعدّ البخور العدني المصنوع منزليا من أجود أنواع البخور اليمني، ويحظى بشهرة واسعة تجاوزت الحدود الجغرافية للبلد منذ مئات السنين نتيجة لموقع المدينة المُطل على الطريق الرئيسية لتجارة البخور قديما.

وغالبا ما يستخدم البخور لإضفاء أجواء عطِرَة في محيط تواجده، عن طريق وضعه بين قطع من الجَمر، يذوب من خلالها ليتحول لاحقا إلى دخان ينثر الرائحة الزكيّة، ويستخدم عادة في المناسبات الاجتماعية المختلفة ودور العبادة، ممثلا مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر اليمنية التي تمتهن صناعته منذ سنوات.

تقول هدى منصور:"أصنع البخور منذ 19 عاما، وانقطعت عن صناعته قبل 7 سنوات بعد أن سبب لي مشاكل صحية، إلا أنني أجبرت على العودة إلى هذه المهنة بعد وفاة زوجي، ليمثل لنا مصدر دخل لاستطيع من خلاله تسيير شؤون الحياة وإعالة أولادي الثلاثة".

وتوصلت هدى إلى اتفاق مع ثلاثة محلات تجارية متخصصة في بيع البخور والعطور بعدن، تقوم ببيع الكميات التي تصنّعها مقابل نسبة من ثمنه المادي، إلا أنها لم تكتفي بذلك وتقوم بتلبية الطلبات المنزلية الخاصة التي توفر لها الربح الحقيقي.

وتضيف في حديثها إلى الـ(إرم) إن "الطلبات المنزلية تمنحها ربحا خالصا دون مشاركة، وتختلف أسعار الطلبات بحسب طلب الزبائن، وتحدد سعر حسب جودة المواد المستخدمة في صنع البخور، و يبلغ أحيانا سعر الطلبات 100 دولار أمريكي، بينما "طبخات" البخور بالمواد العادية أبيعها بثمن لا يتجاوز 10 دولارات".

وأصبحت صناعة البخور مهنة للكثير من نساء اليمن، غير أن المحترفات في صناعته واللاتي يحظين بشهرة جودة منتجهن يستطعن كسب المزيد من الربح المادي اللا محدود، حيث قالت "أم جمال" إحدى المحترفات في صناعة البخور:"إن الاحتراف في صناعته فتح لها أبواب الشهرة وغدت تبيع كميات من البخور خارج البلاد".

وأشارت إلى الـ(إرم) إلى أنها تعلمت المهنة من والدتها، مع أن أسرتهم كانت ميسورة ماليا، وأصبحت اليوم تبيع كميات من البخور المصنع منزليا في السعودية والإمارات عن طريق طلبات خاصة.

وبحسب "أم جمال" فإن موسم رواج البخور يكون خلال فصل الصيف الذي يعتبر موسما للزواج، ويفوق ثمن طبخة العروسة من البخور الـ 300 دولار أمريكي، ويرتفع ثمنها باستخدام أنواع فاخرة وذات جودة من العود والعطور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com