اليمنيون يعزفون عن مشاهدة الفضائيات المحليّة
اليمنيون يعزفون عن مشاهدة الفضائيات المحليّةاليمنيون يعزفون عن مشاهدة الفضائيات المحليّة

اليمنيون يعزفون عن مشاهدة الفضائيات المحليّة

يعزف الكثير من اليمنيين عن مشاهدة الفضائيات المحلية، ويتجهون لأخرى عربية ودولية لمتابعة أخبار بلدهم من خلالها.

ومع تكرار الأحداث الدامية في البلاد وتضارب الأنباء في القنوات المحلية حتى في أدنى المعلومات، فقد الكثير منهم الثقة فيها، ولجأ إلى متابعة ما يقوله العالم الخارجي عن بلده.

17 قناة فضائية يمنية انطلق معظمها خلال العامين الماضيين، ولا تزال تصارع عاملي الوقت والحرية لتقديم محتوى يرتقي بمستوى المواطن اليمني، ومواكبة ما وصلت إليه البشرية من تقدم في المجالين الإعلامي والتقني.

وبحسب دراسة أجرتها مجلة محلية على 50 فردا من مستويات تعليمية جيدة تبين أن عينة الدراسة لا تعرف عدد القنوات المحلية، كما أظهرت النتائج عزوف متابعة اليمني بنسبة 70% للفضائيات المحلية خلال شهر رمضان الماضي، وبينت الدراسة أن أفضل ثماني نشرات إخبارية يتابعها اليمنيون ثلاثة فقط منها يمنية والبقية لفضائيات خارجية.

يقول مهندس الصوت في قناة يمنية محمود الهندي:"نسبة مشاهدتي للقنوات المحلية 1 % فقط، لأنها لا تحترم الجمهور في الشكل فكيف تراعيهم في المضمون"-حسب قوله-.

ويرجع الهندي سبب تراجع آداء القنوات المحلية إلى عدم متابعة المدراء والفنيين والعاملين وبالتالي عدم تمكنهم من رؤية أخطائهم وتصحيحها، ووصل بها الأمر إلى حد أنها لا تحترم المشاهد حتى في مواعيد بث البرامج".

ويوضح المخرج التلفزيوني عبدالله حديجان لـ"إرم":"نسبة مشاهدتي للقنوات المحلية تصل إلى 30%، وتزيد وتنقص حسب أهمية الأحداث". ويعتقد بأن المحتوى المعروض يتباين ما بين البدائي جدا والمحترف،مشيرا إلى انخفاض التكاليف الإنتاجية ما يجعل القنوات تلجأ لتصميم استديوهات رديئة،إضافة إلى افتقادها إلى مراسلين في المحافظات".

ويضيف حديجان:"معظم الفضائيات تخدم تيارا سياسيا محددا، وبشكل مباشر وفج، ومن النادر أن نرى الرأي والرأي الآخر، فكل قناة تتناول الخبر بطريقتها الخاصة."، منوها إلى أنه فيما لو قررت فضائية تقديم مادة بمحتوى جيد، فإنها لا تعتني بقوة البرنامج مما يؤثر سلبيا على نسبة مشاهدته".

من جهتها تقول الصحفية دعا نبيل:" لا أتابع القنوات المحلية لعدم مصداقيتها في نقل الخبر إضافة إلى رداءة المادة المعروضة"، وترى دعا أن أكثر المذيعين غير مؤهلين لتقديم المادة بشكل لائق، ولا يهتمون إلا بمظهرهم الخارجي فقط".

بدوره لا يهتم المواطن المغترب عبدالله باوزير بما يعرض في القنوات اليمنية حكومية كانت أو خاصة; لأنها لا تستهدف هموم المواطن ولا تشركه في صنع المادة الإعلامية". ويضيف:"نفتقد لمنبر ينقل صوت الشعب وتطلعاته وهمومه وأفراحه وآماله، وهو ما لا نجده في إعلامنا اليمني".

أما الصحفي أمجد خشافة فيقول:"مشاهدتي للقنوات المحلية الرسمية يعتمد على انفرادها بمعلومات عن غيرها أما الخاصة فلا أشاهدها إلى نادرا،وأعتمد على وسائل أخرى كالمواقع الإخبارية والصحف لاستسقاء المعلومة".مشيرا إلى أن:" تبعية القنوات المحلية لقوى سياسية، قلّص من مصداقيتها ومن حجم هامش الانفتاح مع الرأي الآخر، لذلك عزفت الطبقة المثقفة عما تقدمه."

وينوّه في حديثه لـ"إرم":"على الرغم من أن وسائل الإعلام المرئية هي الوسيلة الأولى التي تستطيع أن تشكل رأيا عاما في مجتمعنا الذي تغلب عليه الطبقة غير المتعلمة، إلا أنها لم تستطع أن تقدم محتوى يرقى بالعقل اليمني".

ويرى بأن نقص الخبرة لدى القنوات المحلية التي انطلق أغلبها في 2011 حال دون قدرتها على إشباع رغبات المشاهد اليمني .

وعلى الرغم من أن ثورة الشباب السلمية في العام 2011 فتحت آفاقا واسعة لحرية الإعلام، والسماح لانطلاق قنوات خاصة بعد أن كانت محرمة، إلا إن عقلية القائمين عليها- التي لاتزال تحكمها إملاءات سياسية- حال دون تقديم رسالة إعلامية، ترتقي بمستوى المواطن اليمني وتشبع رغباته، أو -على الأقل- تقلل من نسبة اعتماده على معلومة الفضائيات الخارجية في متابعة أخبار بلده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com