المقاومة الشعبية في تعز تطرد الإدارة التابعة للحكومة.. مدير مطعم سابق أصبح الحاكم الفعلي
المقاومة الشعبية في تعز تطرد الإدارة التابعة للحكومة.. مدير مطعم سابق أصبح الحاكم الفعليالمقاومة الشعبية في تعز تطرد الإدارة التابعة للحكومة.. مدير مطعم سابق أصبح الحاكم الفعلي

المقاومة الشعبية في تعز تطرد الإدارة التابعة للحكومة.. مدير مطعم سابق أصبح الحاكم الفعلي

سيطرت فصائل مسلحة تابعة لحركة المقاومة الشعبية على مناطق كبيرة تابعة للحكومة في مدينة تعز اليمنية، وقامت بطرد الإداريين المدنيين المعينين من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بحجة الفساد وغياب الدعم أثناء معركة المقاومة ضد المتمردين الحوثيين وفقا لتقارير إعلامية.

ويقول أبو حمزة  زعيم حركة حسم السلفية في مجمع التربة الحكومي، إن الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي قاموا بتحويل الضرائب مرة أخرى إلى مقر السلطة في عدن، رافضين دفع أجور العمال والموظفين، ولم يقدموا أي دعم يذكر للمقاومة الشعبية التي تحارب من أجل كسر حصار الحوثيين منذ مطلع هذا العام.

وردًا على ذلك، تولى أبو حمزة ورجاله السيطرة على الوزارات المحلية بما في ذلك الصحة والتعليم، وقاموا بطرد المعينين من قبل الحكومة.

أبو حمزة البالغ من العمر 43 عامًا ، حاصل على شهادة في الإدارة من جامعة صنعاء وكان يعمل سابقًا كأمين صندوق في أحد المطاعم في العاصمة اليمنية قبل بداية الحرب.

لكن مدير المطعم هذا، أصبح الآن هو الحاكم الفعلي لمناطق التربة والأماكن المحيطة بها.

ويقول أبو حمزة "إن الحكومة لم ترسل لنا الدعم الكافي ولم يقم أي وزير بزيارة مدينة تعز، بل تكتفي بإرسال الأوامر وقرارات التعيين في مختلف الإدارات. وهذا تصرف يثير السخرية".

وأضاف: "يوجد هناك العديد من المثقفين في حركة المقاومة الشعبية، ونحن نستطيع إدارة كل الأمور في محافظة تعز، ولا نحتاج لأي تعيينات خارجية لا من حكومة هادي ولا من الحوثيين".

ويقول قادة المقاومة الشعبية إنهم يتلقون الشيء القليل من المساعدات من قبل هادي وحلفائه في السعودية، حتى بعد سقوط تعز تحت الحصار الحوثي في مطلع هذا العام. ويقول المقاتلون المحليون إنهم تركوا وحدهم لمقاومة وكسر الحصار.

ونتيجة لذلك، وبعد أن أصبحت حركة المقاومة قوة متفوقة في المناطق المحررة، تولد هناك استياء عميق ضد حكومة هادي بين الكثيرين من أعضاء المقاومة.

وأشار أبو حمزة إلى أن المقاومة الشعبية عملت بجد للتعاون مع الحكومة، ولكن الحكومة فشلت في تقديم الدعم المالي الكافي للإدارات المحلية وقامت بتعيين إداريين ينصب اهتمامهم على تحويل إيرادات الضرائب المحلية إلى عدن.

ويقول: "إذا كانت الحكومة الموالية لهادي ستقوم بدفع رواتب الموظفين في مدينة تعز وتعمل على دعم تحرير المدينة، كما نفعل نحن، فإننا على استعداد للسماح لمديريها بالبقاء في تعز".

ونفى أبو حمزة أن يكون رجاله غير كفؤين لإدارة هذه المناصب وقال: "هناك من يتهمنا بأننا نعين الأميين لإدارة بعض المكاتب، ولكن هذا غير صحيح، فمقاتلو المقاومة ليسوا أميين".

وقال عاصم هاشم وهو موظف في "منظمة الشؤون المدنية"، على الرغم من أنه ليس ضد حركة المقاومة بسبب جهودها في دحر الحوثيين، إلا أن الحركة تمادت كثيرًا في تولي شؤون الحكم المحلي.

وأضاف: "لا أحد ينكر بأن حركة المقاومة الشعبية حررت جزءا كبيرا من محافظة تعز، وهم يقومون بعمل جيد في المدينة، ولكن هذا لا يعني بأن الحركة يجب أن تتجاهل الحكومة وتطرد الإداريين والموظفين القدامى. يجب على حركة المقاومة أن تتقبل المديرين الجدد وتترك الموظفين يقومون بعملهم تحت إشرافهم ومراقبتهم".

وأشار هاشم إلى أن بعض المديرين الذين قامت الحكومة بتعيينهم قد تركوا المدينة ورحلوا إلى عدن ، بينما بقي الكثيرون منهم عالقون في منازلهم دون عمل.

ويقوم الرجال المدججون بالسلاح بالهيمنة على مؤسسات المجتمع المدني في تعز، ولا يخلو شارع واحد في المدينة من الرجال المسلحين، بينما تقول حركة المقاومة إنهم موجودون فقط لحفظ الأمن. وبالنسبة للمدنيين العاديين فإن وجودهم قد يكون سببًا محتملاً لإثارة العنف.

عزام الحكيمي وهو ممرض يعمل في مدينة تعز، ورافض لكل الجماعات المسلحة، يقول إن المسلحين يمكن رؤيتهم في كل مكان. : "عندما أدخل المستشفى أو مكتب التعليم لا اريد أن أرى المسلحين. فلا يوجد هنا أي خطر يهدد مثل هذه الأماكن".

ويضيف : "يجب على المسلحين أن يذهبوا إلى أرض المعارك أو البقاء داخل المخيمات العسكرية، وليس داخل المؤسسات العامة. ففي بعض الأحيان تنشا اشتباكات في وسط المدينة أو بالقرب من المؤسسات العامة بين المقاتلين في حركة المقاومة. نحن نريد أن نرى الموظفين المدنيين داخل مؤسساتنا، كما كان قبل الحرب، ولا نريد أن نرى المسلحين داخل المستشفيات".

ويقول فضل الربيع وهو محلل في مركز الدراسات الإستراتيجية بأن على المقاومة أن تركز على القتال والتعاون مع حكومة هادي لإدارة المؤسسات العامة. ويقول إن بعض جماعات حركة المقاومة الشعبية يعارضون الحكومة التي يرأسها هادي ولكنّ هناك ايضاً آخرين مؤيدون لها.

ويضيف الربيع : "إن الضربات الجوية بقيادة السعودية تستهدف المتمردين الحوثيين بالتعاون مع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، ولا يوجد أي تعاون بين المقاومة والحكومة. هناك بعض الجماعات في المقاومة ضد الحكومة".

ويوجد حوالي 10 مجموعات من المقاومة في محافظة تعز؛ ما يعني بأن جداول أعمالهم متنافسة والمصالحة بينهم صعبة حتى مع انتهاء الحرب ضد الحوثيين.

وحركة حسم هي من أكبر مجموعات المقاومة داخل محافظة تعز، رغم أن زعيمها عدنان رزيق هو أصلا من محافظة شبوة. وتعتبر المحافظة معقلاً لتنظيم القاعدة في اليمن على الرغم من نفي حركة حسم ورفضها لأي صلة مع القاعدة.

ويخشى الموظفون وغيرهم من المدنيين في تعز من حركة المقاومة الشعبية ولا يستطيعون الاحتجاج ضدها.  ولذا فهم يقولون إن المقاومة الشعبية تتصرف على حريتها داخل المحافظة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com