وثيقة نادرة تنبأت بغزو الكويت قبل سنوات من وقوعه
وثيقة نادرة تنبأت بغزو الكويت قبل سنوات من وقوعهوثيقة نادرة تنبأت بغزو الكويت قبل سنوات من وقوعه

وثيقة نادرة تنبأت بغزو الكويت قبل سنوات من وقوعه

كشفت وثيقة سرية نادرة كتبت عام 1982 أن دولة الكويت تواجه خطر الغزو العراقي فيما إذا فاز الرئيس السابق صدام حسين في حربه ضد إيران، وأن أمراء الكويت يعون هذه الحقيقة.

والوثيقة التي أفرج عنها الأرشيف الوطني البريطاني من ضمن وثائق لوزارة الخارجية البريطانية ومراسلات لرئاسة الحكومة مع السفارات في الخارج بين العامين 1981 و1982 كان محظوراً نشرها قبل عامين.

وضمت الوثائق تقريراً للسفير البريطاني في الكويت سيدني كمبريدج، من تسع صفحات و29 بنداً، رفعه في 27 يوليو 1982 إلى دائرة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية في لندن، قبل أن يغادر الخدمة في الكويت نهائياً.

وبدأ السفير تقريره بالقول إنه كان يفضل المغادرة في وقت أفضل وليس خلال محنة خطرة تعيشها الكويت وسط الحرب العراقية الإيرانية، والتوتر بين إسرائيل والفلسطينيين والانعكاسات على الداخل.

ووفقاً لصحيفة محلية نشرت مقاطع مطولة من التقرير، صرح السفير إلى أن الأخطار على الكويت أكبر مما شهدته بعد الاستقلال عام 1961 ما يعني إضافة جديدة للأخطار العراقية وذلك بما تمثله إيران من تهديدات إضافية.

ومع إشارته إلى أن القوات الإيرانية تقدمت داخل الأراضي العراقية، وورود معلومات عن أنها تحاول احتلال البصرة قال "إن احتلال قوات الخميني هذه المنطقة المحاذية للأراضي الكويتية يمثل خطراً كبيراً على أمن الكويت ودول الخليج، خصوصاً إذا تقدمت جنوباً في محاولة لمعاقبة الكويت على دعمها العراق".

وقال السفير في التقرير: "إن الحياة عادية في الكويت ولا قلق من غزو إيراني لكن الطقس حار والأعصاب متوترة بسبب الحرب".

وتحدث عن تجربته الكويتية على مدى أربع سنوات ونصف السنة، وقال "إن هذه الإمارة الصغيرة نجت من صعاب كبيرة، وأن إدارتها أعطت المواطنين والمقيمين حب الحياة والرفاهية بعيداً عن المشاكل سوى بعض المناوشات السياسية".

وقال إن الحظ أو الصدفة أو دهاء الحكم هو الذي أنقذ الكويت من مصاعب عدة واجهتها، وأن المستقبل غامض مع وجود حكم عراقي طامع وحكم إيراني يحكمه مزاج الملالي.

وأشار إلى أنه لا يمكن الدفاع عن الكويت عسكرياً مع وجود دول كبيرة تحيط بها، خصوصاً أن قصف آبار النفط ومعامل الكهرباء والمياه ومصافي النفط سيجعل الحياة مستحيلة في الكويت.

وعلى رغم أن أحداً لا يتوقع هذا السيناريو فإن السياسة الخارجية للكويت تنطلق من هذه الوقائع، وأن الحكومة تتفهم الأمر وتعمل لتجنب تعريض البلاد إلى الأخطار التي يمكن أن تقود إلى هذا السيناريو.

وشدد على أن الكويت لا يمكن أن تزعج أياً من جيرانها الكبار، ومن هنا تتعامل مع الأمر وكأنها ليست عدوة لأحد ولا صديقة لأحد ضد الآخر.

وتحدث السفير عن التوازن في السياسة الكويتية بين العراق والسعودية وإيران والابتعاد الكامل في سياستها الخارجية عن سياسات الجيران المتضاربة في قضايا المنطقة وغيرها، كما قررت في النهاية أن تستعد لما بعد الحرب بالتعاون مع الأشقاء في الخليج الذين يواجهون بدرجات مختلفة مستجدات ما بعد الحرب.

وتساءل التقرير عن إمكانات مجلس التعاون الخليجي الدفاعية أمام إيران والعراق، وكان الجواب "صفر".

وشدد السفير، ونقلاً عن مسؤولين كويتيين "إن أمريكا وحدها تستطيع الدفاع عن الكويت وإنقاذ البلاد من جيرانها الكبار وطموحاتهم وعدوانهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com