أزمة الأنبار تحطم أحلام المالكي بولاية ثالثة
أزمة الأنبار تحطم أحلام المالكي بولاية ثالثةأزمة الأنبار تحطم أحلام المالكي بولاية ثالثة

أزمة الأنبار تحطم أحلام المالكي بولاية ثالثة

"يخطئ إن ظنَ المالكي أن أزمة الأنبار ستعبد الطريق إلى ولاية ثالثة له"، بهذه الكلمات بدأ سياسي شيعي بارز حديثه عن رئيس الورزاء نوري المالكي، والوضع الأمني في الأنبار وعلاقة العراق المعقدة مع إيران والسعودية وأميركا.



السياسي الشيعي الذي اشترط عدم ذكر اسمه مقابل كشف أسباب عملية الأنبار، ودعاية مطاردة "داعش والقاعدة" في صحرائها، كان يتحدث بتشاؤم كبير عن مستقبل العراق، معتبراً أن لا حل للنفق المظلم الذي دخلته البلاد منذ عام 2003 حتى بالتقسيم، لأن الصراعات بين الطوائف والقوميات ستستمر على الحدود الجغرافية والمياه وحتى الموارد، وستنطلق صراعات أخرى بين زعماء الطائفة الواحدة.

الزعيم الشيعي الذي شارك في كتابة الدستور عام 2005، يشعر بالندم الشديد على التسرع في إصدار الدستور، معتبراً "أننا كنَا في ذلك الوقت تحت تأثير عقدة صدام والدولة المركزية، ومظلوميتنا الطائفية، ولم نر أبعد من ذلك"، ويضيف أن "الدستور اليوم بات جزءً من المشكلة ولا يمكن الاعتماد عليه في الحل، لأن مواده ضبابية وحمالة أوجه، والمالكي يستغلها لمصلحته".

لكن المتحدث يعود ويقول إن "المالكي مهما فعل، وحتى وان كانت نتائج الانتخابات لمصلحته فلن يبقى في ولاية ثالثة"، مردداً أنه "أصبح عبئا على الجميع".

من تقصد بالجميع؟ يجيب، "المتحكمين بخيوط اللعبة في العراق، الذين لهم اليد الطولى في تحديد المناصب الرئاسية الثلاث (جمهورية ووزراء وبرلمان)، إنهم أميركا وإيران والمحيط العربي وعلى وجه الخصوص السعودية".

لكن، أميركا وإيران توحدت في دعم المالكي منذ اندلاع أزمة الأنبار؟، يرد بهدوء، "نعم هذا صحيح، إيران لن تسمح لفصيل سني متشدد بتهديد المعادلة في العراق التي نشأت بعد 2003، وأميركا تعتقد أن داعش والقاعدة يهددان أمن المنطقة والعالم برمته"، لافتاً إلى أن "دعم واشنطن وأميركا ليس للمالكي، بل لوضع ينظران له من زاويتين مختلفتين بعض الشيء لكن لديهما مصلحة مشتركة في الحفاظ عليه".

ويسترسل بالحديث أن "أميركا بدعمها للجيش العراقي في عملياته العسكرية في الأنبار، أرادت إيصال رسالة مزدوجة لطهران والرياض معا، مفادها أن العراق مازال تحت المظلة الأميركية حتى وان خرجت قواتها منه"، مبيناً أن "الإيرانيين يقرأونها بأن واشنطن لن تسمح لها بابتلاع بغداد، بل هي (أميركا) مستعدة حتى للتدخل العسكري مرة أخرى لطرد أي نفوذ إيراني إذا لم تنفع الدبلوماسية الناعمة".

وبالنسبة للسعودية، يرى المصدر أن "الرياض وصلتها الرسالة الأميركية بأن واشنطن لن تسمح بإعادة السيناريو السوري في العراق، وأن الوقت حان لوقف دعمها المباشر وغير المباشر للجماعات المتشددة"، المصدر يجزم بأن "ذهاب المالكي إلى الأنبار هو من اجل الحصول على ولاية ثالثة، ولا علاقة له بتطهير الأنبار من داعش لأنها موجودة منذ أكثر من تسعة شهور"، معتبراً أنه "أراد أن يظهر لإيران وواشنطن انه الوحيد القادر على اتخاذ القرارات الصعبة وحماية مصالحهما من مخاطر الإرهابيين والمليشيات التي تخرج عن السيطرة".

لكن وكما يروي المصدر فإن "المالكي حاول جس النبض الإيراني الأميركي بعد أحداث الأنبار، وكان الجواب ذاته من طهران وواشنطن بان لا ولاية ثالثة لك"، المصدر يؤكد أن "الإيرانيين حملوا الأسبوع الماضي مبعوثه إلى طهران الشيخ عبد الحليم الزهيري (قيادي في حزب الدعوة) رسالة طلبوا فيها من المالكي عدم البحث عن ولاية ثالثة في طهران، بل عليه أن يبحث عنها في بغداد وأن يبحثها مع شركائه الشيعة والسنة والأكراد"، موضحاً أن "واشنطن أعلمت المالكي على لسان بايدن (نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن) إنها تتمنى أن يضع مصلحة العراق فوق أي اعتبارات أخرى، وأن لا يكون عمله مرتبطاً بمحاولات الحصول على ولاية ثالثة".

الزعيم الشيعي الذي يعرف المالكي وإيران جيدا، ختم حديثه بـ"خشيته من أن يحاول المالكي اختطاف السلطة بانقلاب عسكري، لاسيما وان المقربين منه بدأوا يروجون لمفهوم الأحكام العرفية"، معتبراً أن "هذا إذا حصل فستجد طهران نفسها مضطرة لحماية هذا الانقلاب، لأنها تعرف أن فشل مثل هذا الانقلاب معناه إبعاد جميع الحركات الإسلامية الشيعية الموالية لها عن الحياة السياسية في العراق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com