تداخل خطوط الجيش والمتشددين بهجوم للقاعدة بباكستان
تداخل خطوط الجيش والمتشددين بهجوم للقاعدة بباكستانتداخل خطوط الجيش والمتشددين بهجوم للقاعدة بباكستان

تداخل خطوط الجيش والمتشددين بهجوم للقاعدة بباكستان

إسلام أباد - بعد شهور من طرد عويس جاخراني من الخدمة في البحرية الباكستانية لأفكاره الإسلامية المتشددة قاد مهمة جريئة للاستيلاء على سفينة حربية وتوجيه مدافعها صوب سفينة حربية أمريكية في أعالي البحار.



أحبطت القوات الباكستانية الهجوم الذي شنه جاخراني فجر أحد الأيام في أوائل سبتمبر أيلول على قاعدة بحرية في مدينة كراتشي بعد أن تمكن هو وضابطان ومهاجم رابع مجهول من التسلل متجاوزين زورق دورية في زورق مطاطي واشتبكوا في معركة حامية على السفينة الحربية ذو الفقار أو حولها.

وأظهرت تقارير الشرطة التي اطلعت عليها رويترز أن أربعة أشخاص قتلوا في محاولة اختطاف السفينة من بينهم جاخراني واثنان من شركائه هما الضابطان العاملان.

وانقسم المسؤولون بشأن مدى الدعم الذي حصل عليه جاخراني وهو شاب في منتصف العشرينات من داخل سلاح البحرية. ويشدد المسؤولون على أن جاخراني وشركاءه كانوا بعيدين كل البعد عن تحقيق هدفهم عندما سقطوا قتلى.

لكن الهجوم الذي أعلن جناح تنظيم القاعدة الجديد في جنوب آسيا مسؤوليته عنه سلط الضوء على خطر تسلل المتشددين لصفوف الجيش الباكستاني المسلح بأسلحة نووية.

وتعد هذه القضية مسألة حساسة للقوات المسلحة في باكستان التي حصلت على مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية منذ عام 2001 عندما انضمت للحملة العالمية التي تشنها واشنطن على تنظيم القاعدة.

ووفقا للبيان الأولي الذي أصدره تنظيم القاعدة كانت الخطة تقضي باستخدام السفينة ذو الفقار في مهاجمة سفينة تابعة للبحرية الأمريكية.

وأوضح بيان آخر أن الهدف كان السفينة الأمريكية سبلاي التي تستخدم في تزويد السفن الحربية بالوقود في عرض البحر. وقال البيان أيضا إن البحرية الهندية مستهدفة.

وحث البيان أتباع القاعدة على إعطاء الاولوية للجهاد في البحر وفقا لما ذكره موقع سايت الذي يراقب الاتصالات بين الجماعات المتطرفة.

وقال متحدث باسم البحرية إن التحقيق مازال جاريا عندما اتصلت رويترز بالجيش ووجهت أسئلة تفصيلية عن الحادث. ولا ينشر الجيش عادة نتائج تحقيقاته.

وقال المتحدث "قصة رويترز ليست مبنية على حقائق. كل الحقائق ستتأكد ما أن يكتمل التحقيق".

وينفي أغلب المسؤولين العسكريين الباكستانيين أن التسلل يمثل مشكلة كبيرة.

ومع ذلك قال وزير الدفاع خواجة آصف للبرلمان إنه لا يمكن أن ينجح المهاجمون في خرق الأمن سوى بمساعدة من الداخل.

وقال مسؤول بالبحرية مشترطا عدم نشر اسمه لأنه لم يخول سلطة التحدث للصحافة إن ثمانية أفراد على الأقل من القوات البحرية اعتقلوا بناء على تسجيلات هاتفية للخاطفين من بينهم أربعة من العاملين على متن ذو الفقار.

وقال مسؤولون إن ثلاثة من القيادات المتوسطة من كراتشي اعتقلوا أيضا في مدينة كويتا بغرب البلاد وقيل إنهم كانوا يحاولون الهروب إلى أفغانستان بعد يومين من الغارة الفاشلة.

وأضافوا أن آخرين اعتقلوا في كراتشي وبيشاور وشمال غرب باكستان.

"العقل المدبر"

وقال المسؤولون إن العقل المدبر للهجوم هو جاخراني الذي يشغل والده منصبا رفيعا في الشرطة في كراتشي.

وقال ضابط بحري كبير إن جاخراني طرد من الخدمة قبل عدة أشهر خلال فترة التدريب تحت الاختبار.

وقال الضابط "اعتاد أن يطرح أسئلة عن سبب عدم وجود استراحة للصلاة خلال الدورات التدريبية. اعتاد توجيه الأسئلة لرؤسائه".

وقال مسؤولان إن جاخراني سافر في وقت سابق من العام الجاري إلى أفغانستان لمقابلة قادة متشددين وتلقي تدريبات قتالية. وقالا إنه أبلغ رؤسائه قبل سفره إنه يحتاج إجازة للمذاكرة قبل الامتحانات.

لكن جاخراني رسب في الامتحان وأثار انزعاج زملائه بآرائه المتشددة.

وقال مسؤول "وجدنا معه مطبوعات ومواد لا يمكن السماح بها لأحد. وأبلغ زملاؤه عن آرائه ثم وضع تحت رقابة لصيقة وفي النهاية صرف من الخدمة."

وبعد ترك البحرية أصبحت المعلومات عن تحركاته وخططه غير كاملة.

وقال مسؤولان إن مسؤولي المخابرات أبلغوا البحرية قبل أيام من الهجوم بأن ثمة هجوم وشيك. لكن جاخراني المطلع على معلومات داخلية عن قاعدة كراتشي لم يكن مراقبا على ما يبدو.

وقال امتياز جول رئيس مركز الابحاث والدراسات الأمنية في إسلام أباد إن كبار الجنرالات على علم بضعف قديم في مراقبة المسؤولين العسكريين المفصولين من الخدمة بسبب التطرف.

وقال كريس رولي نائب رئيس مركز الأمن البحري الدولي في واشنطن إن نجاح الهجوم لم يكن واردا.

لكنه شدد على واحد من أكبر مخاوف الولايات المتحدة عندما أضاف "احتمال وجود بعض المتواطئين في البحرية مزعج لانه ربما يكون هناك متواطئون بين آخرين لهم صلة بالأسلحة النووية".

وظهرت مخاوف مماثلة بعد هجمات تم فيها اختراق قاعدة بحرية في كراتشي عام 2011 ومقر الجيش في روالبندي عام 2009.

الهجوم

جاء هجوم كراتشي بعد يومين من إعلان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة تشكيل جناح جديد لشبه القارة الهندية. ويعيش في هذه المنطقة التي تمتد في الهند وبنجلادش أكثر من 400 مليون مسلم.

وقال التنظيم في بيان نشره موقع سايت إن أهدافه تشمل البحريتين الأمريكية والهندية.

وهدد البيان حلفاء الولايات المتحدة الذين يسعون لتأمين الممرات البحرية ويمنعون حركة المتشددين.

وزعم البيان أن جهاديين شنوا هجوما على السفينة ذو الفقار وسفينة أخرى اسمها أسلات قتل فيه عدد كبير من ضباط البحرية. وذكر تقرير الشرطة الذي اطلعت عليه رويترز مقتل بحار واحد على السفينة ذو الفقار ولم يرد فيه ذكر للسفينة أسلات.

وسبق أن شن متشددون هجمات على منشأت أمنية باكستانية مهمة من قبل لكن تلك المؤامرة استهدفت التحالف بين باكستان والولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com