المعارضة الكويتية تواجه الحكومة بمواقفها من غزو العراق
المعارضة الكويتية تواجه الحكومة بمواقفها من غزو العراقالمعارضة الكويتية تواجه الحكومة بمواقفها من غزو العراق

المعارضة الكويتية تواجه الحكومة بمواقفها من غزو العراق

تحاول المعارضة الكويتية بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة، إبراز دور قادتها أيام الغزو العراقي للبلاد، الذي تحل ذكراه الـ 24 هذه الأيام، لتعزيز موقفها في مواجهة إجراءات حكومية صارمة طالت قادة بارزين في المعارضة.

وتحيي الدولة الخليجية السبت القادم، ذكرى احتلال البلاد على يد الجيش العراقي إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990، في وقت تشهد فيه الكويت صراعاً سياسياً بين الحكومة والمعارضة يهيمن على المشهد العام في البلاد.

ويقول مراقبون سياسيون تحدثوا لشبكة "إرم"، إن المعارضة تريد أن تستغل ذكرى غزو البلاد لتعزيز موقفها، من خلال إبراز الدور الوطني الذي قام به عدد من قادتها في مواجهة الغزو، في محاولة لثني الحكومة عن متابعة تنفيذ قرار سحب الجنسيات الأخير.

وبدأت الحكومة الكويتية الأسبوع الماضي، بتطبيق قرار يستهدف إسقاط الجنسية عن كل من حصل عليها بطريقة غير مشروعة، وسحبت بالفعل جنسية النائب السابق عبد الله البرغش، المحسوب على تيار المعارضة، وأحمد الجبر، وهو مالك ومدير محطة فضائية وصحيفة يومية تمثلان المعارضة، إضافة لأشخاص من عائلتيهما.

وتقول الحكومة إن قرار إسقاط الجنسيات عن بعض الشخصيات، موافق للدستور الكويتي، ويتم بعد تحقيق يثبت حصولهم عليها بطريقة غير مشروعة، وهو أمر تقر به كثير من تيارات المعارضة، لكنها تقول إن توقيته سياسي أكثر منه قانوني، كما أن تطبيقه يركز على نشطاء المعارضة.

وقال الأمين العام لحركة العمل الشعبي المعارضة (حشد)، مسلم البراك، في أحدث تصريحاته حول قرار سحب الجنسيات، إن "الجنسية هوية وانتماء، وقبل أن تكون ورقة هي شعور إنساني بالارتباط بين مشاعر وأرض، وقد تكون هذه الأرض فاقدة لأي ثروة طبيعية، وقد تعاني من شح المياه، ولكن الانتماء أقوى وأصلب وهي التي تخلق هذا الارتباط الوثيق".

وأضاف البراك، الذي تسببه توقيفه لأيام معدودة مطلع شهر رمضان، في احتجاجات استخدمت فيها قوات الأمن القنابل الدخانية، "احتلت الكويت وسقطت المؤسسات المدنية والعسكرية وأسقط النظام العراقي خلال تلك الفترة جنسيات جميع الكويتيين واعتبرهم عراقيين، هل غيّر هذا الواقع في نفوس الكويتيين وحبهم لوطنهم وانتمائهم؟".

وتابع: "في الثاني من آب عام 1990، حمل عبد الله البرغش السلاح دفاعاً عن الكويت التي أحبها وعشقها لأنها أرضه وحبه وعشقه وكان على استعداد أن يكون ثمن هذا الدفاع روحه، في الثاني من آب عام 1990، مسك أحمد الجبر القلم لينتصر لوطنه الجريح المحتل وليوضح للعالم حجم الظلم الذي لحق بالكويت وشعبها، وفي عام 2014 تكافئهم هذه الحكومة التي فقدت رشدها لأسباب لا علاقة لها بالقانون وتطبيقاته بسحب جنسياتهم".

ويأتي حديث البراك بعد يوم واحد من تصريحات للنائب السابق عبد الله البرغش الذي سحبت جنسيته وجنسيات أفراد عائلته، تحدث فيها عن انتماءه لأرض الكويت بغض النظر عن الأوراق الرسمية التي تثبت أو تنفي ذلك.

وقال مراقب سياسي في حديث خاص لشبكة "إرم" مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: "في ظل سياسة العناد والتحدي التي يتبعها طرفا الأزمة، الحكومة والمعارضة، تميل الكفة الآن لمصلحة الحكومة التي تستند في تطبيق قرار سحب الجنسيات إلى القانون".

وأضاف أن المعارضة لجأت إلى استخدام ورقة الغزو العراقي إدراكاً منها لجدية الحكومة في تطبيق قرار سحب الجنسيات، وهي تعتمد على الدور الوطني لقادتها نظراً للذكرى التي يحملها الكويتيون لكل من وقف معهم في مواجهة غزو العراق.

ويعيش البلد الخليجي الذي يمتلك برلماناً منتخباً وتمارس فيه المعارضة نشاطاً علنياً، أزمة سياسية داخلية تتعلق بقضايا فساد كبيرة ومؤامرة مزعومة لقلب نظام الحكم، توجت باحتجاجات في الشوارع مطلع رمضان، وعمقت من الخلاف بين الحكومة والمعارضة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com