الكويتيون يدعون إلى التعبئة لمواجهة داعش
الكويتيون يدعون إلى التعبئة لمواجهة داعشالكويتيون يدعون إلى التعبئة لمواجهة داعش

الكويتيون يدعون إلى التعبئة لمواجهة داعش

تتصدر الكويت، قائمة الدول الأكثر عرضة لخطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لعدة اعتبارات أبرزها؛ التاريخ العراقي الذي اعتبر في كثير من مراحله، الكويت جزءاً منه.

وعزز من هذه التوقعات، الثقافة التي يتبناها تنظيم "داعش" وزعيمه العراقي أبو بكر البغدادي، عندما وضع خارطة لدولة الخلافة التي ينوي إقامتها، متضمنة عدة دول بينها دولة خليجية واحدة هي الكويت.

لكن الكويت التي شددت من حالة التأهب على حدودها مع العراق، تفتقد للقوة العسكرية الكبيرة التي تستطيع مواجهة خطر "داعش" الذي أبهر تقدمه في العراق وسيطرته على مدن مدججة بالسلاح والجنود خلال أيام قليلة، كل المتابعين لشؤون الشرق الأوسط.

الكويت عسكريا

يبلغ عدد سكان الكويت نحو أربعة ملايين نسمة، لكن أكثر من ثلثيهم من الوافدين الأجانب، ولا يتجاوز عدد المواطنين الكويتيين 1.2 مليون نسمة، وهو أمر ينعكس على تعداد الجيش الكويتي الذي يعتمد على المتطوعين فقط، بعد أن ألغي قانون التجنيد الإلزامي في العام 2001.

ويمتلك الجيش الكويتي أسلحة نوعية لاسيما قواته الجوية، حصل عليها من خلال حليفته الولايات المتحدة عبر سنوات طويلة، لكن معارك تنظيم "داعش" في العراق أثبتت أن الحرب برية في المقام الأول، وأجبر أسلوب حرب العصابات الذي يتبعه، جيوش جرارة في سورية والعراق على التخلي عن معداتها الثقيلة، فالمواجهة تعتمد على الأسلوب نفسه، سيارات دفع رباعي وعدة مقاتلين جريئين.

ويقول مراقب سياسي لـ"إرم"، إن الكويتيين يدركون أن العالم تغير، وأن الولايات المتحدة التي قادت تحالفاً دولياً أجبر الجيش العراقي في التسعينيت على الانسحاب مهزوماً من الكويت، ليس لديها الرغبة الآن لإرسال جندي واحد للقتال مجدداً.

وأضاف المراقب الذي فضّل عدم ذكر اسمه "الكويتيون مقتنعون بأن لا أحد سيحارب عنهم بعد الآن، وأن سقوط المدن والبلدات في حروب اليوم لا يستغرق إلا ساعات، مالم يواجه بجيش وطني عقائدي، قد يجد من يسانده، ويقاتل إلى جانبه، لكن تبقى المهمة الرئيسية على عاتقه هو".

استعدادات دول الجوار



تراقب الكويت استعدادات دول الجوار التي تواجه مخاطر هجمات تنظيم "داعش"، لاسيما الاستعدادات والانتشار المكثف للجيش الأردني على الحدود مع العراق، والتعليمات الممنوحة لقادته بالرد على أي تحرك مثير للاشتباه بطريقة توحي بأن الحرب على الأبواب.

كما أن العراق الذي يمتلك جيشاً يبلغ تعداده تقريباً عدد سكان الكويت، بدا عاجزاً عن المواجهة، أو الصمود، وهو ما عكسه التهافت السياسي لحكومة المالكي على واشنطن وطهران للمساعدة العسكرية العاجلة وحتى التدخل المباشر.

والجيش الكويتي الذي يحرس حدوده مع العراق، ربما لايكون كافياً لمواجهة هذا النوع من الفصائل المعارضة، التي تتبع إلى حدّ ما، أسلوب المهربين الذين ينجحون في تجاوز رجال الجمارك.

ويقول مراقبون للسياسة الخليجية، إن على الكويتيين أن يفهموا الرسالة السعودية الواضحة، فالتحالف الخليجي الذي تقوده السعودية وتنضوي الكويت تحت لوائه، لم يمنع المملكة الكبيرة وذات القدرة العسكرية الهائلة على تشديد إجراءاتها العسكرية والأمنية في الداخل وعلى الحدود رغم أنها الأقل خطراً باحتمال تعرضها لهجوم "داعش".

التجنيد الإجباري

التجنيد الإجباري في الكويت ليس جديداً، ومنذ العام 1976 أقر البلد الخليجي الصغير قانوناً يلزم شبانه الذين تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر بالالتحاق بالجيش لمدة سنتين، وبقي الحال كما هو عليه حتى العام 2001 عندما ألغى وزير الدفاع آنذاك الشيخ جابر المبارك العمل بنظام التجنيد الإلزامي لعدة أسباب على أمل إقرار قانون جديد.

ومنذ ذلك الحين، فشلت الحكومات المتعاقبة وعلاقاتها السيئة مع مجلس الأمة (البرلمان) في إقرار قانون جديد للتجنيد في الكويت، وهو أمر شائع في البلد الخليجي الذي يمتلك برلماناً منتخباً تتسبب خلافات أعضائه مع الحكومة في تأجيل إقرار كثير من القوانين الضرورية.

وقبل أيام، كان رئيس هيئة القضاء العسكري عبدالوهاب السلاحي، في زيارة لسويسرا للاطلاع على تجربتها في مجال التجنيد، وبدا متحمساً لتطبيق التجربة في الكويت، لكن أحداث العراق الأخيرة ربما تغير رأيه وتدفعه للتفكير بتطبيق التجنيد على طريقة الدول التي واجهت حروباً شرسة، كما هو الحال في سوريا والعراق التي تربط مدة الخدمة الإلزامية للمجندين بانتهاء الحروب التي يخوضونها حتى لو استمرت ثمان سنوات كما هو الحال في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات.

دعوات للتعبئة


تصاعد الحديث في الكويت خلال الأيام الماضية، عن ضرورة تحصين الجبهة الكويتية على الحدود، وهو مابرز في مقالات وتحليلات نشرتها الصحافة الكويتية النشطة، بالتزامن مع بروز بعض الإشارات الداخلية التي توضح أن لتنظيم "داعش" أنصاره داخل البلاد، وتتركز أغلب المطالب بالاستعداد للمواجهة، على الاعتماد على النفس، وليس ترك البلاد للتحالفات الدولية المتغيرة.

وعرضت وسائل الإعلام المحلية قبل أيام، راية "داعش" مرسومة بشكل مموه وبعلامات صغيرة وغير بارزة داخل بعض السيارات في شوارع الكويت، وطالب عدد من نواب مجلس الأمة، الحكومة بإعداد حملة إعلامية توعوية بخطر "داعش" على المنطقة عامة وعلى الكويت خاصة، ومطالبة وزير الداخلية بأن يبذل وسعه لتأمين الداخل من أي خطر قد يداهم البلاد دون سابق إنذار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com