هل ستنقذ الآثار المكتشفة السياحة المصرية من الركود؟
هل ستنقذ الآثار المكتشفة السياحة المصرية من الركود؟هل ستنقذ الآثار المكتشفة السياحة المصرية من الركود؟

هل ستنقذ الآثار المكتشفة السياحة المصرية من الركود؟

أعلنت مصر مؤخرًا اكتشاف معالم أثرية جديدة وفريدة من نوعها، من بينها اكتشاف أول مقبرة للأحياء في تاريخ مصر الوسطى تضم 28 مومياء، ومن قبلها تمثال رمسيس الثاني وعدة مقابر فرعونية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث نقلة نوعية لقطاع الآثار المصري والسياحة.

ورغم الاكتشافات السابقة والزيارات الدولية لوفود وشخصيات شهيرة كان آخرها أسرة لاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو إلى مناطق مصرية، لم تنجح القاهرة في استغلالها جيداً لإنعاش القطاع المتهاوي نسبيًا منذ ثورة 25 يناير.

ويأتي هذا فيما توقّع عدد من علماء الآثار وخبراء الاقتصاد انتعاش السياحة في مصر مرة أخرى بفضل الاكتشافات الأثرية الجديدة التي أعلنت مؤخرًا، بسبب شغف السياح بالآثار المصرية.

وحظيت الاكتشافات الأثرية الجديدة باهتمام الصحف العالمية الكبرى، مثل  صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والفايننشال تايمز، وديلي ميل البريطانيتين، وهو ما يعتبر في حد ذاته ترويجاً للآثار المصرية التي نجحت على مدار العقود الماضية في استقطاب أعداد هائلة من السياح الذين يقطعون آلاف الأميال لرؤية آثار مصر الفرعونية.

طوق نجاة

وقال الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري السابق في تصريح خاص لـ إرم نيوز، إن الاكتشافات الأثرية الجديدة ستحسن أداء القطاع السياحي بعد سنوات عانى فيها من الركود.

وأضاف: "لم تتوقف أهمية تلك الاكتشافات الأثرية الجديدة التي أعلنتها وزارة الآثار عند تنشيط حركة السياحة فحسب، وإنما هي دليل على أن مصر ستظل على خريطة المناطق التاريخية".

وبينما تحدث عن ضعف استغلال الآثار في الترويج السياحي، دعا خبير الآثار المصري الحكومة المصرية إلى وضع السياحة الثقافية على قمة القطاع السياحي ما من شأنه إنعاش القطاع، نظرًا لأن العالم يتوحد حول السياحة الثقافية التي تتمثل في زيارة الآثار والتعرف على الحضارات القديمة.

سوء تنظيم

قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس إن قطاع السياحة المصري يعاني من سلبيات عدة بإمكانها أن تحد من أعداد السياح وتعمل على عزوفهم عن القيام بزيارة الأهرامات ومتاحف مصر الفرعونية، بدءًا من سوء المعاملة وسوء التنظيم وتدني عرض المنشآت والتخطيط، لافتًا إلى أن مصر تفتقر إلى حنكة الترويج لآثارها الفرعونية.

 وأضاف: "لاشك أن الاكتشافات الأثرية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الآثار مؤخرًا تدل على أننا دولة حضارة، ولكن العاملين بقطاع السياحة لا يعرفون كيفية إدارة المشهد بشكل جيد، والاستفادة من تلك الاكتشافات".

 5 مليارات دولار 

وأكد النحاس أن مصر يمكن أن تحقق من وراء الاكتشافات الجديدة خمسة مليارات دولار حال تسويقها بشكل جيد، مقترحًا على وزارة الآثار الاستعانة بخبراء من الخارج للترويج أو إنشاء مدارس تعليمية لتدريس آثار مصر.

وناشد النحاس المسؤولين بالقطاع الأثري اتباع منهجية سليمة في التعامل مع السياح، والاهتمام بمتاحف ومعالم مصر الأثرية، لاًفتا إلى أن منطقة الأهرامات تعاني من قلة النظافة العامة وتراكم القمامة والمخلفات الصلبة.

وأكد أن هذا لا ينفّر السائح فحسب، بل يقضي على الجمال التاريخي القديم والأصالة الحضارية التي تركها الفراعنة.

وفي مارس/آذار الماضي، كشف فريق أثري ألماني مصري عن تمثال يبلغ طوله 26 قدماً يعتقد أنه لرمسيس الثاني، الذي حكم مصر منذ أكثر من 3000 سنة، وفي أبريل/نيسان الماضي، وعثر علماء الآثار على قطع أثرية في دهشور، وفي 9 مايو/أيار الجاري، أعلنت وزارة الآثار وجود غرفة دفن عمرها 3700 سنة بالقرب من بقايا هرم اكتشف مؤخراً في دهشور جنوب القاهرة.

وفيما يمثل القطاع الأثري صلب السياحة في مصر، فإن القاهرة تعول على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا، فيما يقدر حجم الاستثمارات في القطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)،  بحسب بيانات وزارة السياحة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com