مخاوف أمنية تفرض نفسها تزامنًا مع زيارة بابا الفاتيكان لمصر
يبدأ بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، الجمعة، زيارة إلى مصر تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة في وقت تشهد فيه البلاد فرض حالة الطوارئ بعد الاعتداءين الداميين على كنيستين قبطيتين في التاسع من أبريل/نيسان الجاري.
وتتصاعد المخاوف الأمنية من احتمال إقدام بعض الجماعات والتنظيمات المتشددة على القيام بأعمال عنف خلال الزيارة، بهدف إفسادها وتقويض فرص إرساء السّلم الاجتماعي وإحداث الوقيعة بين المسلمين والأقباط في مصر وعرقلة عودة السياحة.
وقال الباحث والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، خلال تصريحات لـ " إرم نيوز"، إن الإطار الفكري للجماعات التكفيرية يجعلها تنظر إلى زيارة البابا فرانسيس للقاهرة ولقائه القيادات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها شيخ الأزهر باعتبارها دليلًا على العمالة والخيانة للأمّة والإسلام، وموالاةً للكفار واليهود والنصارى، بحسب تعبيره.
وتوقع "بان" أن تحاول تلك الجماعات القيام بأعمال إرهابية من أجل إفساد الزيارة والتشويش عليها، وفي أماكن بعيدة عن مسار الزيارة، وذلك لصعوبة تنفيذها في أماكن الزيارة بسبب حالة الاستنفار الأمني الشديدة التي تمنع القيام بعمليات من هذا النوع.
وأوضح أن محاولات التنظيمات المتشددة موجهة بالأساس لفكرة المواطنة، ومحاولة تصوير المسيحيين في مواجهة السلطة، وإفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتحفيز دواعي التطرف لدى الطرفين عن طريق إشعار الأقباط أن الدولة لا تقوم بدورها في حمايتهم، وبالتالي استدعاء ردود أفعال المتطرفين داخل الطوائف المسيحية ودفعهم للقيام بعمليات انتقامية.
وشددت السلطات المصرية الإجراءات الأمنية في المنطقة التي تقع فيها سفارة الفاتيكان وحولها قبيل الزيارة.
وصرح مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة لـ "إرم نيوز"، أن الشرطة تُجري عمليات تفتيش من باب إلى آخر، في حي الزمالك، كما يخضع المارة للتفتيش وتمت مطالبة أصحاب المتاجر بغلقها خلال الزيارة كما يحظر إيقاف السيارات في شوارع رئيسة قريبة من السفارة.
وأضاف المصدر أن قوات متعددة ستشارك في التأمين، كالمرور والحماية المدنية والمفرقعات والمباحث الجنائية كما تعتزم تمشيط المنطقة للكشف عن أي مواد متفجرة خلال الزيارة.
