3 رجال تجسّسوا على داعش في العراق.. تعرّف على قصتهم
3 رجال تجسّسوا على داعش في العراق.. تعرّف على قصتهم3 رجال تجسّسوا على داعش في العراق.. تعرّف على قصتهم

3 رجال تجسّسوا على داعش في العراق.. تعرّف على قصتهم

يدرك كل الأشخاص في أربيل والموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، ما فعلته الطائرات الحربية التي قتلت قادة تنظيم داعش ودمرت مصانع الأسلحة ومراكز التدريب عندما كانت تحلق على ارتفاع عشرات آلاف الأقدام غير مبالية بالتهديدات في الأسفل.

وهناك عدد أقل بكثير من الأشخاص الذين يعرفون عن جيش المتطوعين السريين الذين يعملون في الأراضي التي يسيطر عليها داعش، والذين يتعرضون للتعذيب وخطر الموت كل يوم لنقل المعلومات الاستخباراتية إلى القوات العراقية وقوات التحالف التي تدير تلك الطائرات.

وبحسب صحيفة فورين بوليسي، قال عماد الرشيدي، مستشار حاكم نينوى، نوفل حمادي: "كان هناك أشخاص يتجسسون في الموصل من كلا الجهتين الغربية والشرقية، ولقد قمنا بشن ضربات جوية بعد التأكد من المعلومات بواسطة المتطوعين".

وقال الرشيدي: "عادة ما يتم التواصل مع رجالنا في الموصل بعد منتصف الليل لمدة خمس ثوان قبل إخفاء تلك الخطوط السرية".

وأضاف رشيدي، أن هؤلاء المدنيين لا يحصلون عادة على مقابل مادي عن عملهم السري وهم يدعمون القتال لأنهم يحبون أرضهم.

ويقوم المخبرون بتقديم معلوماتهم إلى القوات الكردية أو العراقية، ومن ثم ينقلونها إلى التحالف المناهض لتنظيم داعش.

وقال ملازم سابق في الجيش العراقي وقائد في البشمركة يُطلق عليه اسم مستعار هو "سوركسان ريكاني" إنه "جند وعمل مع سبعة مخبرين"، مشيراً إلى أن الضباط الإيطاليين والألمان والأمريكيين يستخدمون المعلومات التي يوفرها المخبرون، ثم يستخدمون طائرات دون طيار لإجراء استطلاع إضافي أو ضرب الأهداف مباشرة.

 وأكد المتحدث باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان، أن التحالف الدولي يتلقى قوائم الاستهداف من المخبرين المدنيين، وذلك من بين مصادر أخرى.

وتحدثت الصحيفة مع ريكاني وثلاثة  عملاء مدنيين قدموا له معلومات، وقال ريكاني والمخبرون إن المعلومات الاستخباراتية أدت إلى مقتل أكثر من 100 من مقاتلي داعش، وتدمير مصانع أسلحة متعددة ومراكز تدريب.

وتابع ريكاني: "أفضل طريقة للحصول على معلومات جديدة هي أن يكون هناك شخص قريب من الهدف"، مضيفًا:"المنظمات الإرهابية جيدة جداً في تغيير موقعها، ولكن عندما يكون لديك هجمات جيدة على أهداف مهمة، تفقد تلك المنظمات السيطرة".

ورفض المخبرون الكشف عن أسمائهم خشية الانتقام من عائلاتهم من قبل خلايا داعش النائمة، ولم يقدموا سوى أرقام تعريفهم، التي كانت وسيلة التحالف للتعرف عليهم، وهم موجودون حالياً في العراق خارج الأراضي التي تسيطر عليها داعش، حيث يعيشون في منازل ساعدهم ريكاني في الحصول عليها.

كما حاول المسؤول عنهم سابقاً الحصول على مساعدات نقدية ولكنه لم ينجح، حيث قال إن التحالف قال له إنه إذا تمت مكافأة المخبرين بالمال، فسيبدأون ببيع المعلومات لعارض الثمن الأغلى.

العميل 45

وفي العام 2008، التقى ريكاني لأول مرة بالعميل 45 وهو مخبر كردي، عندما خدم كلاهما في الجيش العراقي.

 وكان قد وصل العميل إلى ريكاني، في أغسطس/آب 2014، قائلاً إنه يريد تقديم المعلومات،  وإن دوافعه للمساعدة بسيطة: "هناك دافع واحد، وهو أننا لا نحب داعش".

وبصفته فني إصلاح للمولدات الكهربائية، أتيحت له الفرصة للتجول في جميع أنحاء المدينة ومعرفة معلومات عن نقاط التفتيش والتجمعات التابعة لداعش بطريقة سرية، كما لاحظ أيضاً تحركات شاحنات داعش.

وكانت حياة العميل 45 كجاسوس مليئة بالخوف والرعب، فعندما يكون في الخارج يظن أن هناك شخصاً ما يتتبعه، خاصة عندما يكون في مهمة لجمع المعلومات.

 وفي الليل، كان يهاتف ريكاني أثناء استلقائه على ظهره على سطح منزله، وكان يجعل مدة المكالمات قصيرة جداً ويخبّئ الهاتف خلف جدار مموه في خزانة بمنزله.

ويقول العميل 45: "لا تعرف عائلتي ماذا كنت أفعل حتى الآن، حتى بعد هروبهم خلال حملة الجيش العراقي في الموصل، لم يكونوا بحاجة لمعرفة ذلك، لقد كان ذلك أفضل لهم".

العميل 40

وأشار ريكاني إلى العميل 40 الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة أثناء احتلال داعش، قائلاً إنه "أفضل مصدر له، ففي بداية العام 2015، كتب تقارير مفصلة ساعدت التحالف على تدمير 14 هدفاً رئيساً، بما في ذلك اجتماع قادة داعش ومحكمة متشددة وعدة محطات لتفجير السيارات المفخخة".

وكان ريكاني قد قال للعميل 40، وهو عربي من الموصل، أن يتحقق من بعض المواقع مسبقاً، كما وجد العميل 40 مواقع أخرى من تلقاء نفسه، حيث قال: "على سبيل المثال، إذا رأيت العديد من السيارات في المرآب، أركن في مكان قريب وأتجول وأتفحص المكان، وأحيانا كنت أختار بعض الركاب الذين يمكنهم إخباري بما كان يحدث".

وأكد أنه  في بعض الأحيان كان يقوم بإيصال المسلحين وينصت لمحادثاتهم، مضيفاً: "لقد كنت خائفاً بالطبع، ولكن كان عليّ فعل شيء ما، كان عليّ مساعدة وطني".

ووفق إحصاءاته، أدت المعلومات التي قدمها إلى مقتل 87 من أعضاء داعش، بمن فيهم مسؤولون رفيعو المستوى، وللتأكد من شن الغارات وإشباع فضوله كان يستخدم هاتفاً لتصوير كل الضربات تقريباً بالفيديو بينما كان ابنه يقود السيارة، وقال: "كنت سعيداً جداً لرؤية الكثير من قتلى داعش".

الحكم بالإعدام والهروب

ولكن في نهاية المطاف، انقلب ذلك عليه، حيث قام مقاتلون من تنظيم داعش بتفتيش مفاجئ لمنزله وعثروا على زوجته وهي تستخدم هاتفاً محظوراً،  وانتظروه حتى عاد ثم اعتقلوه على الفور، وضربوه، ووضعوه في زنزانة مع سبعة رجال آخرين، وذلك بعد أن شاهدوا مقاطع الفيديو التي صورها عبر  الهاتف، ومن ثم حكموا عليه بالإعدام.

وبينما كان جالساً هناك في انتظار الموت، اهتز المبنى وانفجر أحد الجدران نتيجة غارة جوية على مبنى مجاور، ومن خلال الدخان، رأى جثث أربعة عناصر من أعضاء داعش ممددة على الأرض،  وهرب هو وستة سجناء آخرين من خلال الحفرة الناجمة عن الغارة الجوية، ويُعتقد أن السجين الثامن قُتِل.

وفرّ العميل 40 من الموصل إلى القيارة ثم إلى شرقاط، حيث تمَّ لمَّ شمله في النهاية مع عائلته،  وحتى يومنا هذا، لا يُعرف ما إذا كانت الغارة الجوية عرضية أم أنها كانت محاولة متعمدة لتحريره، حيث قال ريكاني إنه لا يعرف أيضاً.

العميل 44

كما تمكن العميل 44، وهو أيضاً سائق سيارة أجرة، من تجنب مثل هذه المواقف في الموصل عن طريق إخفاء خط هاتفه المحظور داخل الفاكهة التي كان يجمعها من شجرة البرتقال.

 وبحكم وظيفته أمضى العميل 44 قدراً كبيراً من الوقت حول محال فنيي السيارات في شرق الموصل، واغتنم الفرصة، لجمع معلومات عن محطات الذخيرة الخفية في المنطقة.

وأكد العملاء الثلاثة إنهم بذلوا قصارى جهدهم لمنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين، ولكنهم لم يتمكنوا من التأكد بنسبة 100 % بأن أعمالهم لم تتسبب في مقتل أبرياء.

 وقال ريكاني ورشيدي، إن الطائرات دون طيار تقوم عادة بمراقبة الأهداف التي يقدمها المخبرون للتأكيد أنهم كانوا في مواقع تابعة لداعش، ولكن التنظيم لديه تاريخ طويل في استخدام الدروع البشرية وتجنيد العمال من السكان المحليين، فمن المستحيل معرفة عدد العناصر غير المسلحة التي تكون موجودة وقت شن الغارة الجوية.

وعندما تم سؤالهم عما إذا كانوا سيفعلون ذلك مرة أخرى، قال العملاء الثلاثة دون أي تردد إنهم على الرغم من أنهم لم يحصلوا على أي مقابل أو اعتراف رسمي بدورهم، إلا أن المساعدة في هزيمة تنظيم داعش كانت بمثابة مكافأة لهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com