بعد عام على استقالته.. وزير الدفاع السابق يصف فساد نتنياهو بأنه تجاوز الخطوط الحمراء
بعد عام على استقالته.. وزير الدفاع السابق يصف فساد نتنياهو بأنه تجاوز الخطوط الحمراءبعد عام على استقالته.. وزير الدفاع السابق يصف فساد نتنياهو بأنه تجاوز الخطوط الحمراء

بعد عام على استقالته.. وزير الدفاع السابق يصف فساد نتنياهو بأنه تجاوز الخطوط الحمراء

لا يتوقف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعلون، عن هجومه الحاد ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك منذ أن استقال من منصبه في أيار/مايو من العام الماضي، إثر خلافات أيديولوجية مثلما صرح في بداية الأمر.

وبعد مرور عام على الاستقالة، التي يرى مراقبون أنه دفع إليها ولم يكن أمامه خيارات أخرى، واصل يعلون كشف بعض الأسرار المرتبطة بفساد رئيس الوزراء، في الحدود التي يعتقد أنها لا تمس أمن البلاد.

وجاء الهجوم الذي شنه يعلون الجمعة مرتبطا بصفقة الغواصات الألمانية، التي كان يفترض أن توقعها المؤسسة العسكرية بدولة الاحتلال مع الحكومة الألمانية، حيث تحدث وزير الدفاع السابق عما وصفها بـ"خطوط حمراء تجاوزها نتنياهو بشأن هذه الصفقة"، تاركا العديد من علامات الاستفهام بشأن ما يدور من خلافات بين المؤسستين العسكرية والسياسية، أو ربما تضارب مصالح وفساد متأصل.

وأدلى يعلون الجمعة بتصريح لـ"راديو تل أبيب"، نقل موقع القناة الثانية جانبا منه، أشار خلاله إلى أنه "بعد خروجه من مكتبه الكائن في مجمع الهيئات الحكومية بتل أبيب، لم يعد بالفعل يرغب في العودة لهذا الموقع، وقال إنه ينظر حاليا إلى المستقبل ويستعد للانتخابات المقبلة بعد عامين"، كاشفا أن "خروجه كان مفروضا وليس طواعية، على الرغم من أن القرار النهائي كان بيده وهو من اتخذ قرار الاستقالة".

فساد عميق

وتحدث وزير الدفاع السابق الذي يستعد لتشكيل حزب سياسي جديد ينافس به حزبه السابق، أي حزب "الليكود" الذي يرأسه نتنياهو، عن حالة "من الفساد العميق يمكن اعتبارها تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء المقبولة في عالم السياسة"، لافتا إلى أن "القضية التي عرفت باسم "ملف 3000"، تلك المرتبطة بصفقة الغواصات تنم عن فساد خطير".

وأضاف يعلون بقوله "لاحظت فسادا كبيرا، ووقفت بجسدي أمام إبرام الصفقة التي كان يفترض أن ترى النور، وتم تجميدها إلى أن خرجت من منصبي، وتم استئناف الحديث عنها مجددا بعد استبدالي في المنصب"، معبرا عن أمله في أن "يفهم الجميع ما بين السطور ويدرك مدى حجم الفساد الكامن في هذه الصفقة".

ودعا يعلون الإسرائيليين إلى "إدراك مدى ضرورة تغيير الحكومة الحالية ومن يقف على رأسها، وذلك بعد أن خضع للتحقيق 4 مرات بواسطة الشرطة ووحدة مكافحة الفساد"، معبرا عن ذلك بقوله "آن الأوان أن يخضع رئيس وزراء للتحقيق"، في حين سأله المحاور "هل تعد نتنياهو فاسدا؟"، فأجاب: "لم أظن ذلك إلى أن تطورت الأمور ودهشت من هول ما يحدث حقا".

وكانت مصادر إعلامية كشفت النقاب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن أسباب الخلافات الجوهرية التي كانت قد نشبت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وبين يعلون، التي أدت إلى استقالة الأخير من منصبه وإعلانه اعتزال الحياة السياسية بشكل مؤقت، وهي الخطوة التي أدت إلى تولي أفيغدور ليبرمان المنصب خلفا له.

وذكرت المصادر وقتها أن "خلافات عميقة بين يعلون ونتنياهو قادت إلى طريق مسدود، وأن الحديث يجري عن صفقة غواصات كبرى سعى نتنياهو لإبرامها على الرغم من موقف الجيش المعارض، الذي أكد في تقديره للموقف أن سلاح البحرية ليس في حاجة إلى هذا العدد من الغواصات، ولم يضع استراتيجيته بناء على امتلاكه أسطولا ضخما من هذه القطع البحرية، التي تعد الأغلى على الإطلاق".

طبيعة الخلاف

وعلم يعلون تفاصيل الصفقة من وسائل الإعلام وقتها، وهرع للحديث مع نتنياهو ووجه إليه عبارات حادة، بعد أن اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية خطوات من وراء ظهره وعلى خلاف متطلبات الجيش، ما يدل على أن هذا الخلاف كان السبب الحقيقي لاستقالة يعلون، وليست الخلافات الأيديولوجية مثلما زعم في حينه.

وشهد أيلول/ سبتمبر الماضي أنباء تؤكد هذه الحقيقة، فيما كشفت المصادر أن "وزير الدفاع السابق كان قد عارض تلك الصفقة بشدة، التي تشمل أيضا شراء سفينتين مضادتين للغواصات بقيمة إجمالية تصل إلى 1.5 مليار دولار".

وقبل استقالته، عرض يعلون على نتنياهو تقديرات الجيش وسلاح البحرية بشأن هذه الصفقة، وأكد أمامه على أن "الجيش يعارض بشدة إبرام مثل هذه الصفقات، لأنه ليس في حاجة إلى المزيد من الغواصات بعد انضمام الغواصة الخامسة في كانون الثاني/ يناير قبل الماضي".

وبرر نتنياهو إقدامه على الخطوة بالرغم من عدم حاجة الجيش إليها، بأنه يخشى المرحلة التي ستلي خروج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من منصبها، وأن من سيخلفها في المنصب ربما لن يستجيب للمتطلبات العسكرية الإسرائيلية، وهو أمر لم يقنع يعلون، وربما كان سببا مباشرا في استقالته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com