تقرير: واشنطن تريد تعويض الأردن دون اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: واشنطن تريد تعويض الأردن دون اللاجئين الفلسطينيينتقرير: واشنطن تريد تعويض الأردن دون اللاجئين الفلسطينيين

تقرير: واشنطن تريد تعويض الأردن دون اللاجئين الفلسطينيين

نقلت صحيفة عبرية عن مصدر اردني - لم تسمه - قوله ان الولايات المتحدة تقترح تعويض الأردن عن فترة استضافة اللاجئين الفلسطينيين التي مكثوها في الأردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض.

وقال المصدر وفق تقرير نشره الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في صحيفة "هارتس" أن هنالك تخوفا من شخصيات اردنية ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الأميركي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن.. "مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الاردن عن الخوف من الوطن البديل ومن أن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية".

نص التقرير:



قبل بضعة ايام حل رئيس الوزراء الاردني الأسبق، زيد الرفاعي، ضيفا على منزل إبنه (هو ايضا رئيس وزراء سابق) سمير الرفاعي، مع مجموعة من كبار السياسيين. "المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين لن تعطي ثمارا"، بشر الرفاعي الأب الحاضرين. ولم تُسمع اقواله بخيبة أمل، بل استقبلت حتى بالرضا.

فمنذ نحو اسبوعين وكبار المسؤولين الأردنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق والسفير في اسرائيل الأسبق، معروف البخيت، رئيس مجلس الأعيان، عبد الرؤوف الروابدة وشخصيات أخرى من القيادة السياسية ممن تنصت أذن الملك عبد الله لهم، ضغطوا لاتخاذ سياسة فاعلة في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين.

الخوف من تراجع فلسطين أمام ضغط أمريكا



وتخوف هؤلاء الشخصيات، والذي اشركوا فيه الملك، هو ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الأميركي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن. "مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الاردن عن الخوف من الوطن البديل ومن أن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية"، قال لـ "هآرتس" مصدر اردني مقرب من اولئك السياسيين.

أن يبقى اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض



يكمن مصدر القلق الاردني في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجئ فلسطيني يحمل معظمهم هوية اردنية، آلاف اللاجئين الذين يحملون جوازات سفر اردنية ولكنهم ليسوا مواطنين، ولاجئين من غزة لا يحملون هويات. "حسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن فترة الاستضافة التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض"، قال المصدر.

اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية، على حد تعبيره. على خلفية هذه المخاوف أقيم في الاردن مجلس خاص يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، مدير مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الاميركيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في منظمة التحرير الفلسطينية الى لقاءات تهدئة مع رئيس مجلس الاعيان عبد الرؤوف الروابدة، ونائبه الدكتور معروف البخيت، للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الأردن. كما أن هذا كان هدف لقاء نتنياهو مع الملك عبد الله، ولكن مشكوك أن تنجح هذه المحادثات في تهدئة قيادة الحكم في الاردن.

"للمفاوضات مثلما للحرب يجب أن يأتي المرء جاهزا. محظور الدخول اليهما دون ذخيرة ودون خطة. ومثلما خسرنا في حرب 1948 لأنها جاءت في توقيت غير مناسب، هكذا قد نخسر المعركة السياسية اذا جاءت في وقت غير مناسب"، حذر هذا الأسبوع معروف البخيت في محاضرة القاها في جامعة عمان.

وعلى حد قوله فإن المفاوضات الحالية تأتي بينما الجبهة العربية غير موحدة، وكل دولة تعنى بشؤونها الداخلية، ولا يمكن عرض موقف عربي يسند الفلسطينيين، ومن هنا التخوف من أن يضطر الفلسطينيون للخضوع للضغوط ولا سيما في مسألة اللاجئين. ولكن أكثر من القلق من نجاح الفلسطينيين في الإتصالات، فإن خوف الأردن من الفاتورة السياسية التي ستعرض عليه. فمع أن الاردن يؤيد حل الدولتين ولكنه لن يؤيد بأي حال أن يكون هو واحدة منهما.

يرفض الأردن ايضا امكانية أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو اميركية بغور الأردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود، وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا اميركية، ولكن الاقتراح غير مقبول من اسرائيل التي تطالب بأن تحتفظ لنفسها بالغور بل وربما ضمه. ولكن على حد مصادر في الاردن، فان مسألة الغور هي "فنية في جوهرها، ومن السابق لأوانه البحث فيها ولا سيما على خلفية مشروع القانون الاسرائيلي لضم الغور، المشروع الذي اذا ما أُقر فانه بكل الاحوال سيقوض المفاوضات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com