العنف يحصد أرواح العراقيين في بغداد والأنبار
العنف يحصد أرواح العراقيين في بغداد والأنبارالعنف يحصد أرواح العراقيين في بغداد والأنبار

العنف يحصد أرواح العراقيين في بغداد والأنبار

كل شيء يتراجع في العراق إلا الموت فهو في تصاعد مستمر، البقاء على الحياة ليوم آخر يكاد يكون غاية أماني العراقيين لاسيما أهالي العاصمة بغداد وأهالي الأنبار الذين يواجهون أسوأ أزمة أمنية منذ شهر تقريبا.

قادة العملية السياسية التي لم تخرج العراق من النفق بعد نحو 11 عاما على انطلاقها، يبدو أنهم لا يمتلكون أية حلول لوقف عجلة الموت، بل أن الشارع العراقي يتهمهم بالتسبب في إيقاد الفتنة والحرص على إدامتها، لأنها الضمانة الوحيد لهم للاستمرار في السلطة.

بغداد تحترق اليوم كما هي العادة في كل يوم، والأنباء الواردة من محافظة الأنبار دائما تأتي متضاربة، تعكس وجهة نظر الجهات المتصارعة، لا حقيقة الوضع.

منذ ثلاثة أسابيع والحكومة وخصومها لا يتفقون إلا على إخفاء ما يحدث هناك، ولا أحد يعرف على وجه الدقة مايحدث أو حصيلة الضحايا بعد منع الصحافيين ووسائل الإعلام من دخول المحافظة.

سلسلة سيارات مفخخة ضربت بغداد في أول يوم للامتحانات الفصلية "نصف السنة" لطلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة، حالة من الذعر وموجة هستيرية تصيب الأطفال وعائلاتهم التي هرعت إلى المدارس تتفقد أطفالها، بينما تستغل الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية مثل هذه الحوادث في اتهام الخصوم بالوقوف مع الإرهاب ودعمه، كما يقول رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يتصرف وكأن أزمة الأنبار وتصاعد العنف هبطت عليه من السماء لإنقاذه من المساءلة عن الفشل في تقديم الخدمات وتبديد المال العام، كما يردد خصومه.

المواطن العراقي بدوره يرد بتحميل الجميع مسؤولية ضياع الأمن وغياب الخدمات وجر البلد إلى المجهول، يقول أبو أحمد الذي كان ينتظر أطفاله الثلاثة أمام أحدى المدارس الابتدائية شرق بغداد إن الحكومة وخصومها يعيشون بأمن وطمأنينة في مدينة محصنة لا تصلها لا السيارات المفخخة ولا الإرهابيين ولا المليشيات وهم لا عمل لهم سوى إحراق الشارع ليذهب ضحيته المواطن البسيط، معتبرا أن صراعهم ليس من أجل طائفة أو مواطن بل لخلافهم على توزيع الغنائم.

وتوزعت السيارات المفخخة الست والعبوات الناسفة على طول خارطة مدينة بغداد تقريبا.

وانفجرت سيارتان مفخختان في حي أبو دشير جنوب العاصمة، وسيارة مفخخة قرب مجمع المحاكم في حي الحرية شمال بغداد، وسيارة في حي الشرطة الرابعة غرب العاصمة، وخامسة في منطقة البياع بجانب الكرخ، وفي الرصافة انفجرت سيارة في منطقة بغداد الجديدة، إضافة إلى عدد من العبوات الناسفة في سوق شعبي بمنطقة الراشدية.

قيادة عمليات بغداد، أعلنت أن حصيلة ضحايا التفجيرات بلغت 74 قتيلا وجريحا، وتسببت الانفجارات في تعطيل الامتحانات الفصلية في بعض المدارس بحي أبو دشير والشرطة الرابعة.

أما في محافظة الأنبار، فلا يبدو أن هناك حل قريب يلوح بالأفق، والوضع كما هو لا تطور فيه سوى حصيلة الضحايا، الجيش والقوات الأمنية يطوقون مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور ويهددون باقتحامها، أما في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار فمازالت تحصل اشتباكات متقطعة بين القوات الأمنية والعشائر المساندة لها من جهة، وقوات "داعش" ومجاميع مسلحة أخرى من جهة أخرى، على الرغم من إعلان وزارة الدفاع العراقية فرض سيطرتها على تلك المدينة.

ويؤكد أهالي الأنبار الذين وصولوا إلى بغداد، أن الحياة شبه معطلة في جميع مدن المحافظة، فيما أغلقت المدارس أبوابها منذ 23 كانون الأول / ديسمبر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com