الجزائر.. أهالي غرداية يرفضون مبادرة لتهدئة التوتر الطائفي

وقالت صحيفة "الوطن ويك اند" الجمعة إن مراد بلخيرن (23 عاما) توفي متأثرا بإصابة في رأسه خلال الاضطرابات التي جرت في 26 كانون الأول/ديسمبر.

واندلعت المواجهات بين مجموعتي شبان من أقلية بني مزاب من أتباع المذهب الإباضي والمتحدرة من أصل بربري و تعد نحو 200 ألف يقيمون خصوصا في غرداية، وبين شبان عرب من قبلية الشعانبة من أتباع المذهب المالكي السائد في الجزائر.

ويسود التوتر منذ أشهر بين بني مزاب والشعانبة.

ورفض أعيان وشيوخ غرداية الجمعة مساعي الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال الذي زار المنطقة لتهدئة الأجواء.

وقال أعيان في المدينة لـ"إرم" إن "بعض الشخصيات السياسية تنقلت دون فائدة لأن بعض العصابات لا زالت تسيطر على الأحياء وبالتالي اتخذنا قرارا بمواصلة إضراب التجار في المنطقة، وعدم ذهاب أبنائنا إلى المدارس بسبب تردي الأوضاع الأمنية".

وأرسلت السلطات الجزائرية شخصيات سياسية على رأسها الوزير الأول، كما أرسلت وفدا آخر من جمعية العلماء المسلمين لتهدئة التوتر عبر الحوار الديني في تلك المنطقة التي تضررت بفعل إضراب التجار الذين لازالوا يطالبون بتوفير الأمن من أجل العودة إلى نشاطهم.

واتفقت خطب الجمعة في مساجد غرداية على دعوة الطائفتين المسلمتين إلى الوحدة ونبذ العنف وتجريم أي طرف يدعو إلى تصعيد التوتر.

ويمارس معظم المنتمين إلى مذهب الأباضية -المنتشر في سلطنة عمان- مهنة التجارة في منطقة وادي بني مزاب كما أنهم منتشرون في أكثر من 7 بلدات في محافظة غرداية وينتمي إليهم العديد من المثقفين الجزائريين كشاعر الثورة الجزائرية الراحل مفدي زكريا صاحب النشيد الوطني الجزائري ويشغلون عدة مناصب سياسية على غرار رئيس الوزراء الأسبق أحمد بن ييتور الذي قد يترشح لرئاسة الجمهورية كما أعلن في وقت سابق، لكن الخلافات العقائدية بينهم وبين أتباع المذهب المالكي السائد في المنطقة تطل من وقت لآخر .