دمشق تمد يدها لتيمور جنبلاط وظهرها لوالده
دمشق تمد يدها لتيمور جنبلاط وظهرها لوالدهدمشق تمد يدها لتيمور جنبلاط وظهرها لوالده

دمشق تمد يدها لتيمور جنبلاط وظهرها لوالده

رغم محاولاته العديدة لاستكمال "استدارته" والانفتاح مجددا على سوريا، لا يبدو أن دمشق مستعدة لتقبُّل أو تفهٌّم الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط، ذلك أن الظاهر، من خلال تصريحات الوزراء والنواب التابعين لجنبلاط "التصعيدية"، هو أن سوريا لم تصل بعد إلى مرحلة استيعاب "البيك".



وكانت تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، التي جاءت في معرض رده على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، خير مثال على ذلك، إذ كانت واضحة لجهة استمرار حالة العداء تجاه النظام السوري، وأيضا تضمنت هجمة عنيفة على أركان النظام المذكور، عندما أشار وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني إلى "الحقد الذي يملكه النظام في دمشق على الشعب السوري وحجم الإجرام الذي يختزنه قادته وأركانه".

لم ينته كلام الوزير "الجنبلاطي" عند هذا الحد، فإلقاء نظرة بسيطة إلى ما ورد تشير إلى أن جنبلاط مستمر على نهجه لجهة أسلوبه في التعامل مع النظام السوري الذي تعزّز بعد أن فشلت كل محاولات الوساطة التي قام بها في سبيل إعادة علاقاته بسوريا إلى سابق عهدها.

لكن الأجوبة الواردة من العاصمة السورية كانت سلبية دائما، وإن رشحت معلومات حول أن المسؤولين في سوريا باتوا أقرب بكثير إلى التعاطي مع تيمور، نجل وليد جنبلاط، باعتبار أن مواقف الابن تختلف عن مواقف الوالد، وربما هذا ما يبحث عنه جنبلاط الأب في خطوة يريد منها استمرار الزعامة "الدرزية" في عائلته حتى لو كانت كلفة ذلك إعادة ترتيب الأمور مع سوريا عبر ابنه وليس من خلاله.

الحقيقة الواقعية أن وليد جنبلاط لم يعد يتمتع بثقة دمشق، لأنه يبني مواقفه بطريقة متقلبة ووفقا للظروف الآنية، وهذا في الحسابات السياسية ما لا يمكن أن يتقبله النظام السوري ولا حتى حلفائه في لبنان، فهؤلاء جميعهم ذاقوا من لوعة مواقف جنبلاط المتقلبة ما لا يعد ولا يحصى، وعليه فإن ثقتهم بالرجل باتت شبه معدومة، وتشير المعلومات الواردة من مصادر فريق "8 آذار" المتحالف مع سوريا إلى أنه في حال الاضطرار للتعامل مع وليد "بيك" مجددا، وفي ظروف استثنائية، فإن طريقة التعامل معه ستكون مختلفة ولن تكون كالسابق.

ووفقا لمصادر هذا الفريق، فإن هناك تمايزاً في المواقف بين الأطراف المكونة لهذا التحالف في خصوص زعيم المختارة. فبعض الأطراف في "8 اذار" تجد أن جنبلاط يظل رجل اللحظات الحرجة، ولا بد من التعويل على ذلك واستغلال مزاجية جنبلاط، وبعضها الآخر يرى أن الرجل تجاوز في مواقفه تجاه سوريا الحدود المقبولة التي يمكن التغاضي عنها أو المسامحة عليها.

وترى هذه المصادر أن "البيك"، ورغم درايته الكاملة بأن النظام السوري لا يواجه الشعب السوري، وإنما جماعات إسلامية متطرفة تحترف الإرهاب إضافة إلى معارضة مسلحة تهاجم الدولة ومؤسساتها، إلا أنه يصر عبر تصريحاته، الشخصية وتصريحات أخرى لوزراء ونواب تابعين له، على اتهام نظام دمشق بالإجرام وهذا ما لم يعد مسموحا به بالنسبة لدمشق وحلفائها اللبنانيين.

كما وترى المصادر نفسها بأن الأزمة السورية اذا انتهت لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد فإن نتائجها لن تنعكس على الداخل السوري فحسب، وإنما سيكون تأثيرها أكبر في لبنان، إذ سيتم إعادة خلط الأوراق إلى الدرجة التي لن يكون معها لجنبلاط الأب دورا في السياسة اللبنانية، في حين أن "الأمرة" الدرزية ستكون في يد ابنه تيمور، الذي ستترك له قضية إعادة ترتيب أوراق العلاقة الدرزية- السورية، فيما يخرج وليد "بيك" من المعادلة بالبقاء على مواقفه تجاه دمشق. مما يجعله بريئا أمام طائفته وأمام حلفائه من عودة الدروز إلى تحت الجناح السوري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com