لماذا تشهد إيران تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية؟
لماذا تشهد إيران تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية؟لماذا تشهد إيران تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية؟

لماذا تشهد إيران تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية؟

استفاد النظام الإيراني  من سياسة التراضي الفاشلة مع الغرب بعد ثورة 1979، ومن حدوث حربين في العراق، نتج عنهما صرف الانتباه العالمي بعيدًا عنها، كأصل كل مشكلات الشرق الأوسط.

وبحسب موقع "إيران فريدوم"، فقد أدى تدخل المملكة العربية السعودية في القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط  لوجود جبهتين: إيران بقواتها في العراق وسوريا في مواجهة السعودية المتحالفة مع مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، وكانت أولى المواجهات بين الجبهتين في اليمن، بين الرياض وتحالفها الدولي، ضد الحوثيين الشيعة التابعين لطهران.

وقالت مصادر مطلعة، إن المحادثات داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني شملت تغيير الاتجاه في الشرق الأوسط ضد مصالح طهران، وهذا يدل على توقع خامنئي لاحتمالية زيادة التوتر في المنطقة.

وقام خامنئي بتعيين الجنرال "محمد حسين باقري" قائدًا للقوات المسلحة الإيرانية، خلفًا للواء "حسن فيروز عبادي"، والعميد "غلام حسين غيبابرافار" قائدًا للباسيج في الحرس الثوري الإيراني، وربما يكون هذا أهم التغييرات الكبيرة، والعميد "عبد الرحيم موسوي" نائبًا لقائد القوات المسلحة الإيرانية، واللواء "علي عبد الله" نائبًا لمنسق القوات المسلحة، ليحل محل الجنرال "حسين حسني سعدي".

وتم تعيين العميد "أمير بوردستان" قائد القوات البرية للجيش السابق، خلفاً لقائد الجيش، والعميد "كايومارث حيدري" قائداً للقوات البرية للجيش.

وتدل هذه التعيينات على مرور خامنئي بأوقات حساسة الآن، بالتزامن مع  الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني الأسبق، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان بمثابة رمانة ميزان النظام ككل، بالإضافة لقدوم إدارة جديدة في واشنطن، وإدراكه ضرورة إعداد المؤسسة العسكرية للظروف القاسية المقبلة.

مقر قيادة "خاتم الأنبياء"

وبالنظر إلى أهمية مقر قيادة فريق "خاتم الأنبياء"، التابع للحرس الثوري، يجب إلقاء نظرة سريعة على دوره في الجهاز العسكري الإيراني؛ فمع بدء الحرب بين إيران والعراق في العام 1980، كُلفت "مقرات قيادة كربلاء" بتنسيق كل العمليات العسكرية.

ومع تصاعد الخلافات بين الحرس الثوري والجيش، لعب "خاتم الأنبياء" ورفسنجاني، الذي كان رئيسًا في ذلك الوقت، دور الوسيط. وكان رفسنجاني القائد الفعلي لحرب  إيران ضد العراق.

ومع تطور الحرب أنشأت إيران "مقر قيادة القوات المسلحة"، وبعد الحرب، بدأ "خاتم الأنبياء"  بالإشراف على جميع التدابير، بما في ذلك التدريبات العسكرية.

وعلى الرغم من تلقيه تغطية أقل في وسائل الإعلام الإيرانية، يواصل "خاتم الأنبياء" فرض سيطرته على الجيش الإيراني، ويتمتع الرجل المسؤول عن هذا الكيان (الجيش الإيراني) بنفوذ كبير في النظام الإيراني، وهذا الرجل الآن هو الجنرال "غلام علي رشيد".

من هو غلام علي رشيد؟

غلام علي رشيد (63 عامًا) هو  صاحب نفوذ كبير في الحرس الثوري الإيراني، وخدم في مقر قيادة القوات المسلحة أثناء وبعد الحرب الطاحنة بين إيران والعراق.

وبعد الانضمام إلى الحرس الثوري الإيراني قبل الحرب بين إيران والعراق، عُيّن رشيد مفوضًا لعمليات المخابرات، ومع تولي "محسن رضائي" قيادة الحرس الثوري الإيراني، خدم رشيد إلى جانبه في قاعدة قيادة الحرب.

وشغل رشيد منصب قائد العمليات العسكرية الجنوبية الأمامية، وقائد حصن فتح خلال عملية "بيت المقدس"، وقائد مقر قيادة الحرس الثوري، ومفوض مقر مخابرات قيادة القوات المسلحة، وقائد القوات المسلحة، ونائب رئيس الشؤون الدفاعية في المجلس الأعلى للأمن القومي، وقائد مركز قيادة خاتم الأنبياء.

ويمثل تعيين رشيد تغييرًا جوهريًا في نظام القيادة الإيرانية. وتعتبر مؤسسة خاتم الأنبياء، كيانًا بالغ الأهمية بالنسبة لإيران، لاسيما في ظل احتمال توجيه ضربات عسكرية أجنبية لإيران، وهذا الهيكل القيادي الجديد معناه أن جميع التدابير العسكرية في إيران باتت تحت إشرافه.

وتسود تكهنات حول اتخاذ  خامنئي مثل هذه التدابير لإعداد مؤسسته للظروف العاصفة المتوقعة، حيث تلقى المرشد الأعلى ونظامه بأكمله ضربة كبيرة بعد وفاة رفسنجاني، وهذا التطور يزيد من قناعة خامنئي بالاستعداد لما هو أسوأ، خاصة مع انتهاء عصر سياسة الولايات المتحدة القائمة على التراضي مع إيران، مع انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com