طاهر المصري يتبنى مفاهيم الإسلام السياسي
طاهر المصري يتبنى مفاهيم الإسلام السياسيطاهر المصري يتبنى مفاهيم الإسلام السياسي

طاهر المصري يتبنى مفاهيم الإسلام السياسي

فوجىء المشاركون في مؤتمر "حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي.. التحديات والآفاق" الذي افتتح الأحد، ويستمر حتى الإثنين، بمشاركة مدعوين من 14 دولة عربية، بتغيب إثنين من قادة حركة "حماس" كان مقرراً مشاركتهما، هما أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، عضو المكتب السياسي، والدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة.

رزقة تم تبرير غيابه بمنع السلطات المصرية دخوله أراضيها، لكي يتجه من القاهرة إلى عمان.

أما حمدان، فقد ظل حضوره مؤكداً حتى السبت، بموافقة أمنية أردنية صدرت عن دائرة المخابرات العامة، غير أنه اتصل هاتفياً ليلاً معتذراً عن عدم تمكنه من الحضور.

وعلم أن سبب هذا الإعتذار هو قرار اتخذته قيادة حركة "حماس"، دون معرفة الحيثيات، أو الأسباب والتفاصيل. وهذا يبرر التساؤل إن كان غياب الرزقة كان لذات السبب.

غير أن الورقة التي أعدها حمدان ليلقيها في المؤتمر، كانت قد وصلت مركز دراسات الشرق الأوسط، منظم المؤتمر، الذي أوكل قراءتها للمهندس علي أبو السكر رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.

إلى ذلك، كانت هناك مفاجأتان آخريان.

الأولى: "الكلمة الإسلامية" التي ألقاها طاهر المصري رئيس الوزراء الأسبق، الذي بدأها بتبني مفاهيم حركات الإسلام السياسي، وانتهى بنقد أدئاها ناصحا..!

الثانية: تراجع الإسلاميين المشاركين في المؤتمر عن الدعوة إلى دولة مدنية عام 2012 بعنوان "الإسلاميون والحكم"، إلى المناداة صراحة بـ "الإسلام الشامل المتكامل" كما تفهمه حركات الإسلام السياسي، كما أراده الله، والذي يعني نظام حياة إلى جانب العقيدة والعبادة".. وفقاً لما جاء في كلمة حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، في جلسة الإفتتاح، التي ترأسها المصري.

مراقبون ربطوا بين هذا التراجع، والإنقلاب العسكري في مصر، الذي أطاح بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، وإنقلاب القوى السياسية القومية واليسارية والليبرالية على تحالفاتها السابقة مع الإسلاميين، قبل أن يفوزوا بفضل صناديق الإقتراع.. ما دام الآخرون لا يقبلون بالإسلاميين حتى في كنف دولة مدنية.

كلمة طاهر المصري

المصري بدأ كلمته قائلاً "إن قناعتي راسخة، بأن الإسلام هو الإسلام، بكل تعابيره السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وما يندرج دون ذلك هو تفاصيل. بمعنى أن الحديث عن إسلام سياسي وآخر غير سياسي، حديث لا يستقيم أبداً. والأصح في تقديري، هو أن نتحدث عن مفهوم السياسة في الإسلام، تماماً كما نتحدث عن مفهوم الاقتصاد في الإسلام.

وهكذا حتى ننطلق من قاعدة سليمة للحوار. وبالتالي، فإن جميع من نسميها حركات الإسلام السياسي، هي حركات تنادي بإقامة الدولة الإسلامية الشاملة، كل وفق رؤاها واجتهاداتها وفهمها للإسلام".

ثم انتقل المصري مما اعتبره الحاضرون تبنيا لشعارات اسلامية، إلى طرح تساؤل، اعتبره المصري "ربما كان مشروعاً"... "عن مدى احقيتنا نحن المسلمين، في أن نختلف على الإسلام، وهو دين الله سبحانه، وللبشرية كافة، ودستوره هو القرآن الكريم، والله جل في علاه، يقول في محكم كتابه العزيز (إنًَا نحن نزلنا الذكر، وإنًا له لحافظون).. فكيف نختلف إذن، ونصبح شيعاً وحركات، تتباين بينها الآراء في أمر واحد، لا مجال فيه لخلاف أو اختلاف".

وتساءل المصري "عن مدى قدرة حركة ما هنا أو هناك، على فرض اقامة الدولة الإسلامية، بين عشية وضحاها، وسط عالم قاتل طويلاً، في تحييد الدين عن مفهوم الدولة الحديثة، واختار نمطاً مدنياً للحكم، وصار ثقافة متجذرة يصعب اختراقها، من جانب حركات مبعثرة هنا أو هناك".

وتحدث المصري عن "تطور مفهوم الدولة كثيراً منذ مجيىء الإسلام".. قائلا "وأصبح العالم يبني الدول على أسس ومفاهيم مختلفة، منها المؤسسية والحياة البرلمانية والحزبية، وأصبحت الدول الديمقراطية تقوم على أساس أن القانون يعلو على أي اعتبار أو اعتبارات اخرى. ومن هنا ظهر مبدأ ومفهوم سيادة القانون وسلطة القانون، والسلطة التشريعية وفصل السلطات والأمة مصدر السلطات". وقال "هذه اسئلة لا تعاند مفهوم الدولة في الإسلام، لكنها مطروحة للنقاش، في زمن نحن أحوج ما نكون فيه، إلى استلهام روح الإسلام".

وتحدث المصري عن "المحاولات الخبيثة التي تعمل على تأجيج الصراع العلني والخفي، بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة"... قائلا "هو صراع يجد من ينميه ويطور أدواته، إلى الحد الذي يجعل منه صراع مواجهة، وفي اقليمنا بالذات، وهو صراع يلبس لبوس الدين للقومية في جانب، ولبوس القومية للدين في جانب آخر، ليجعل القاسم المشترك لكل هذا، صراحاً على من سيحكم، وفي هذا نفي قاطع لمنهجية التباكي على الدين..!".

واعتبر "الإيحاء بالتقارب بين المسيحية والتوراة القديمة"... "محاولة خبيثة وخطيرة لإستقطاب المسيحيين (الجدد) والتوارة القديمة لعزل الإسلام والمسلمين، وإحداث التباعد بين المسلم والمسيحي العربيين".

وخلص المصري إلى أنه "ببساطة وحسن نية (...) أن لا وصاية على الدين لأحد دون الآخر، وأن الإسلام دين الوسطية والإعتدال وهو رحمة للناس كافة".. مؤكدا أن "ما نحتاجه اليوم بالتأكيد، كبديل حكيم للصراع الداخلي في ما بيننا، والخارجي مع العالم الآخر، الذي يتعمد إلصاق تهمة العنف والإرهاب بالإسلام، بعضه عن جهل، وبعضه الآخر عن دهاء، مستفيداً من كثير من ممارسات بعض الحركات الإسلامية، التي تقدم سلاحاً معنوياً وثقافياً للآخرين، لمعاداة الإسلام والمسلمين ووضعهم بما ليس فيهم".

وختم قائلاً "بصدق وإخلاص، أدعو الحركات الإسلامية الراشدة، إلى مراجعة المنهج والنهج معاً، وصولاً إلى القناعة بأن تسويق الرأي وبنجاح، يحتاج بالضرورة إلى ثقة الآخر".

وخرج الحاضرون محتارون مما أراده المصري من كلمته هذه: هل هو التلويح بتوجهه اسلاميا، كما يفهم من مطلعها، أم توجيه انتقاد دبلوماسي للحركات الإسلامية، عبر جملة نصائح قدمها لها..؟!

كلمة حمزة منصور

حمزة منصور تساءل في كلمته: "ما الذي جمع ثوار الربيع العربي، وفلول النظام السابق في مصر، وأنظمة عربية ودولية، ووحدهم لإجهاض الثورة..؟

وأجاب على ذلك بإيراد عدد من الأسباب والعوامل:

• التنافس بين القوى الحزبية والإسلاميين.

• تعطش القوى الحزبية للسلطة.

• سعي البعض لإستعادة دور عجزت امكاناته عن بلوغه.

طموحات شخصية.

• الخشية من تجذر الديمقراطية.

• اعتبارات طائفية أو مسلكية.

• مخاوف بعضها ناشىء من الإسلام ذاته حين يطبق بحق.

وطالب منصور بتبني مشروع على مستوى الأمة، وليس على المستوى القطري، وإمتلاك مقومات إدارة الدولة، وتقديم التطمينات اللازمة لمختلف شرائح المجتمع، وإمتلاك الإعلام المكافى، وترميم العلاقة بين مختلف التيارات، والإحتفاظ بالثفة بالنفس، وبالأمة.

كلمة جواد الحمد

جواد الحمد، مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط، رئيس المؤتمر، قال في كلمته في جلسة افتتاح المؤتمر "إن البناء المتين والقوي الفكري والجماهيري للتيار الإسلامي لا يزال يمنع نجاح التوجهات المناهضة له، ويفرض فلسفة وفكرة التحول الديمقراطي والإنفتاح والتعددية على الجميع، بما في ذلك طيف تيارات اسلامية تحاول أن تعود إلى فكر العنف والتطرف، في ظل عمليات أمنية صعبة تواجهها عمليات الديمقراطية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com