الاحتدام السياسي يتجدد بين حزب الله وتيار المستقبل
الاحتدام السياسي يتجدد بين حزب الله وتيار المستقبلالاحتدام السياسي يتجدد بين حزب الله وتيار المستقبل

الاحتدام السياسي يتجدد بين حزب الله وتيار المستقبل

اتسم المشهد السياسي اللبناني بدرجة عالية من الاحتدام، في ظل مضي حزب الله في هجماته التصعيدية على فريق 14 آذار وتيار المستقبل، الأمر الذي استدرج موجة ردود عنيفة على الحزب من هذا الفريق.

ولوحظ أن الكتلة النيابية للحزب شددت نبرتها الهجومية على تيار "المستقبل" غداة الهجوم الكلامي الذي شنه رئيس الكتلة النائب محمد رعد على المدير العام السابق للأمن العام اللواء أشرف ريفي وعلى خصوم الحزب والذي قال فيه: "إننا سنقلب الطاولة على رؤوس الذين يتآمرون علينا، وسننتقل من الدفاع ونقطع الأيدي" .

ويبدو أن كتلة الحزب النيابية أرادت المضي قدما في المنحى التصعيدي الذي أطلقه رعد من خلال اجتماعها الدوري الذي اعتبرت فيه أن "شروط تيار المستقبل (في التشكيل الحكومي) لا معنى لها على الإطلاق، خصوصاً أنها تصدر عن تيار متورط في الأزمة الدامية في سوريا، وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها ودورها، ولا يزال يقدم التسهيلات والدعم للمسلحين ويتبنى عملياً الإرهابيين التكفيريين ويبرر جرائمهم ويوظفها في تحقيق أهداف نهجه السياسي القائم على الإلغاء والاستئثار وإقصاء الآخرين وتعطيل عمل الدولة، ونقض الميثاق الوطني والعيش الواحد والتنوع في لبنان".

الكتلة اعتبرت أن "محاولات تيار المستقبل، وبعض ملحقاته في فريق 14 آذار، التذاكي عبر طرح شروط من هنا وهناك، لن تستطيع إخفاء الهدف المقصود في إبقاء البلاد بحالة فراغ دستوري ريثما تأتي الإشارة إليهم من أولياء أمورهم في الخارج".

والواضح أن الكتلة بدأت تشتم رائحة صفقة إقليمية أو دولية سيكون لبنان في ضوئها "جائزة ترضية" أمريكية للسعوديين وحلفائهم اللبنانيين، وذلك في ضوء

كلام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي قال خلال زيارته للسعودية إن حزب الله يشكل تهديداً للبنان ومستقبله.

وأكدت الكتلة أن هذا الكلام يشكل تدخلاً وقحاً ومرفوضاً ومداناً، نضعه برسم أدعياء السيادة.

واعتبرت أن موقفها من أصل صدور هذا الكلام الأمريكي سيكون مقتضى كافيا للبناء عليه شكلا ومضمونا".

وإذ نددت الكتلة بكلام كيري في الرياض حول حزب الله ودوره في مستقبل لبنان أكدت أن "محاولات البعض استخدام لبنان في بازار الترضيات ليس قابلاً للصرف، ولن يكون بمستطاع أحد أن يقايض على حساب اللبنانيين واستقلالهم وسيادتهم ومصالحهم الوطنية".

ورأت الكتلة أن أنشطة العدو الصهيوني المريبة وتركيبها أجهزة تجسس مختلفة، تستوجب استنفارا رسميا على كل صعيد للوقوف على مخاطر هذه المعطيات، ووضع خطة تحرك وعمل وطنية شاملة لكل المستويات بهدف منع العدو عبر كل السبل والخيارات المجدية والمتاحة، من أي اختراق عدواني أو تجسسي ينتهك سيادة لبنان وأمن اللبنانيين".

وشددت أن لا حل للأزمة السورية إلا الحل السياسي، وجددت تأكيدها أن التفاوض مع العدو الصهيوني هو خيار عقيم ولا مصلحة للشعب الفلسطيني فيه على الإطلاق

لقاء "البرتقالي" و"الأزرق"

في غضون ذلك، استأثر اللقاء الأول من نوعه منذ مدة طويلة لنواب من "تيار المستقبل" وآخرين من "التيار الوطني الحر" باهتمام سياسي ونيابي، لكن اللقاء لم يسفر عن أكثر من إطلاق دينامية حوارية بين الجانبين ظلت معها عوامل الاختلافات على حالها، وخصوصا في شأن مسألة ارتباط تشكيل الحكومة الجديدة وانعقاد الجلسات النيابية بانسحاب "حزب الله" من تورطه في الصراع السوري.

وفي خلاصة المناقشات بين الجانبين تبين أن نواب "المستقبل" عرضوا ثوابتهم مركزين على مشروع الدولة والتزام "إعلان بعبدا" وانسحاب "حزب الله" من سوريا، فيما ركز نواب "التيار الوطني الحر" على أولويات؛ بينها فصل الأولويات اللبنانية عن الأزمة السورية وتفعيل المؤسسات الدستورية بدءا بمجلس النواب. ولم يحدد الجانبان موعدا للقاء آخر، وإن يكونا أكدا استمرار اللقاءات.

الرئيس اللبناني سيزور السعودية

في سياق آخر، تقرر أن يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الإثنين المقبل بزيارة الى السعودية.

وكشفت مصادر رئاسية أن الزيارة ستشمل البحث مع الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في الوضع الحكومي وإطلاق الحوار والعلاقات الإيرانية – السعودية.

وكذلك التشديد على حل الأمور العالقة عن طريق التفاوض ودعم الموقف اللبناني بأن تحترم كل الأطراف الداخلية في لبنان مضمون إعلان بعبدا، وسيكون اللقاء مع الرئيس سعد الحريري في حال حصوله في الإطار نفسه، أي تشجــيع الحـوار وقيام حكومة جامعة وعادلة.

ورأى المصدر أن الحوار الوطني الذي أطلق في المرة الأخيرة وأنتج إعلان بعبدا كان بدعم سعودي – إيراني واضح ومباركة دولية، اما الآن فإن الأولوية هي للحكومة وليس الحوار، وإذا تشكلت الحكومة.. فسينطلق الحوار فوراً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com