رغم العنف الطائفي.. لبنان ما زال بعيدا عن حرب أهلية
رغم العنف الطائفي.. لبنان ما زال بعيدا عن حرب أهليةرغم العنف الطائفي.. لبنان ما زال بعيدا عن حرب أهلية

رغم العنف الطائفي.. لبنان ما زال بعيدا عن حرب أهلية

بيروت - يبدو أن عجز السلطات اللبنانية عن إنهاء اسبوع من القتال بين الفصائل الطائفية المتناحرة في ثاني أكبر مدينة في لبنان، يؤكد تعرض البلاد إلى مزيد من التبعية للحرب الأهلية في سوريا المجاورة .

لكن من غير المتوقع أن ينحدر لبنان إلى حرب أهلية واسعة النطاق مثل سوريا، على الرغم من احتمال أن يواصل العنف الطائفي مساره في الاشهر المقبلة، ولا سيما إذا وقع الهجوم المتوقع في منطقة القلمون في سوريا، والذي من شأنه أن يمتد إلى لبنان كما يتوقع كثيرون .

وقد قتلت الاشتباكات في طرابلس بين مسلحين من السنة والعلويين، وهي الطائفة الشيعية التي تشكل أيضا العمود الفقري للنظام السوري، ما لا يقل عن 16 شخصا وعشرات الجرحى منذ 21 أكتوبر/تشرين أول، وجاءت وسط تدهور تدريجي من الأمن في جميع أنحاء البلاد.

وفي الأسبوع الماضي، حذر تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن، من ان "لبنان هو إلى حد كبير على حافة ... حرب أهلية" في حين ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون انها بدأت بالفعل، قائلا "لأولئك الذين ليسوا على علم، هناك بالفعل حرب أهلية في لبنان".

ومع ذلك، يقول محللون لبنانيون لكريتسيان ساينس مونيتر، إن هذه التأكيدات هي مثيرة للقلق أكثر من اللازم، ولا تأخذ بعين الاعتبار أهمية التمييز بين العنف المدني الدوري والحرب الأهلية، على غرار شدة الصراع الذي تمر به سوريا اليوم، والذي شهده لبنان بين عامي 1975 و 1990 .

ويقول آرام نركيزيان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن "الحرب الأهلية في بلد مثل لبنان تنطوي على التعبئة السياسية والمالية والعسكرية واسعة النطاق من جميع الطوائف الكبرى بهدف إعادة تشكيل سياسات القوة بطريقة نهائية".

ويضيف "على الرغم من أن الحرب الأهلية بالمعنى التقليدي للكلمة من غير المحتمل وقوعها، هناك احتمال أعلى من ذلك بكثير - إن لم يكن يقينا - أن لبنان سوف يشهد دورة طويلة من العنف، خاصة إذا استمر الصراع في سوريا دون حل".

ولا تزال المعارك في طرابلس تقتصر على الأحياء المتحاربة ، ولا تمتد إلى مناطق أخرى من البلاد، ومع ذلك، أدى القتال إلى إصابة المدينة بشلل لمدة أسبوع، إذ أغلقت المدارس والشركات وبقي الناس في المنازل.

وسأل مصباح الأحدب، النائب السابق من طرابلس في مؤتمر صحفي يوم الاحد الماضي "مع مشهد الإرهاب هذا.. فإننا نسأل مالذي فعله رئيس الوزراء، والوزراء، والنواب عن المدينة لوضع حد للاشتباكات؟"

وأضاف قائلا "انهم يعقدون الاجتماعات، والمواقف، ويصدرون البيانات، كما جرت العادة، وقرارات اجتماعاتهم تبقى سرية.. ويعلنون فقط أن الغطاء السياسي ينبغي أن يرفع من المقاتلين. "

من جهته، يقول علي فودة، المتحدث السياسي للحزب العربي الديمقراطي، الذي يمثل العلويين اللبنانيين"لا نريد الانجرار الى معركة مع باب التبانة ولكنهم هاجمونا بالقنابل اليدوية والبنادق وتحول الأمر إلى معركة كاملة.. الحل الوحيد لمشاكلنا سيكون عندما تضع الحرب أوزارها في سوريا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com