لبنان من وصاية السفارات إلى وصاية التيارات
لبنان من وصاية السفارات إلى وصاية التياراتلبنان من وصاية السفارات إلى وصاية التيارات

لبنان من وصاية السفارات إلى وصاية التيارات

من التدخل المباشر  إلى إعطاء الغطاء،  هذا هو حال لبنان اليوم ، فبعد أن كانت الرياض وطهران ودمشق وباريس وواشنطن ومؤخرا موسكو ، تتدخل بشكل مباشر  وتحدد للبنانيين رئيسهم ورئيس حكومتهم  وتحالفاتهم ، بل وكل صغيرة وكبيرة في بلاد الأرز، بات الفرقاء اللبنانيون  يأخذون الغطاء كلّ من حليفه الإقليمي أو الدولي، ثم يتفقون فيما بينهم على الرئاسات الثلاث الأولى التي تحكم في بيروت .

صحيح أن حزب الله وتيار المستقبل والقوات اللبنانية وهي الأطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية ،  وبالطبع التيار الوطني الحر، متفقون على أن يكون العماد ميشيل عون هو الرئيس المقبل للبنان،  إلا أن ما بين هذه الأطراف من تناقضات وارتباطات خارجية، ما يجعل لبنان يراوح في مكانه برئيس أو بلا رئيس .

لكن الجديد في الأمر، أن قائد الجيش هذه المرة وربما لمرات قادمة، لن يكون الرئيس – وهو عرف في لبنان -  كما أن انشغال عواصم الإقليم والعالم بما هو أكبر من لبنان - كالنيران المشتعلة في المنطقة - قدم فرصة لتبلور حجم كل تيار وحزب وتكتل لبناني .

لابد للعماد عون، ان يرد الجميل للحريري ولحزب الله ، ولجعجع ، ولاحقا للزعيم وليد جنبلاط ، ويشكر الرئيس بري على قبوله المتأخر به رئيسا، ورد الجميل يعني محاصصة ومحسوبيات، وإبقاء لبنان على حاله، بلد الطوائف والمذاهب المشدودة بخيوط علنية الى مراكز السفارات في عوكر والجناح والحمرا وغيرها .

العماد عون، رئيسٌ صنع في لبنان ، صنعه أفرقاء متخاصمون الى درجة العداء ، غير أن مصلحة كل منهم تقتضي انتخاب رئيس بعد فراغ استمر لعامين ونصف العام ، لكن لبنان  بطبيعته سيبقى يخضع للزعامات، للأحزاب، للتيارات، وفي هذه الحالة لن يتمكن ميشيل عون ولا غيره، من تحويل لبنان إلى جمهورية كغيرها من الجمهوريات في العالم .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com