طفرة في أداء الخارجية المصرية
طفرة في أداء الخارجية المصريةطفرة في أداء الخارجية المصرية

طفرة في أداء الخارجية المصرية

شهدت السياسية الخارجية المصرية طفرة في الأداء خلال الفترة الماضية، بحسب مراقبين وخبراء في السياسية الدولية، من خلال التحرك على كافة الاتجاهات لرسم سياسة جديدة للقاهرة تعتمد الندية والمصالح المتبادلة مبدأ للتحركات.



"إرم" ترصد حصاد أسبوع من العمل الدبلوماسي وتحرك السياسية الخارجية لمصر، والتي بدأت بمؤتمر القاهرة الدولي "إعادة إعمار غزة"، والذي جذب أنظار العالم نحو دور القاهرة الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

مؤتمر القاهرة الدولي

ألقى مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة الذي عُقد مطلع الأسبوع الحالي، بحضور زعماء العالم، الضوء على المكانة المصرية في الشرق الأوسط ودورها في رسم السياسة العامة لتلك الدول، حيث انتهي المؤتمر بتعهدات مالية لما يزيد على 5 مليارات دولار لصالح فلسطين، فضلاً عن مناقشة مآلات القضية الفلسطينية على ضوء محادثات السلام ونتائج اتفاق القاهرة القاضي بوقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل الشهر الماضي.

التحضير للقمة الاقتصادية

وبالتوازي مع التحضير لمؤتمر فلسطين ومتابعة نتائجه، كانت الدبلوماسية المصرية بالخارج تجري مباحثات للتحضير للقمة الاقتصادية لمصر مطلع العام المقبل، حيث تم التوصل إلى تعهدات من دول أوروبية وعربية بحضور تلك القمة والمشاركة بمشروعات استثمارية كبرى خلال المؤتمر وعلى رأس تلك الدول ألمانيا واليونان. كما حضر وفد فرنسي إلى القاهرة ناقش هو الآخر الفرص الاستثمارية لبلاده في القاهرة لاسيما مع قرب إطلاق مشروعات قومية كبرى كمحور قناة السويس.

وقام في هذا الإطار السفير المصر لدى أستراليا حسن الليثي، بتمثيل بلاده في الاجتماع الوزاري لرابطة دول المحيط الهندي والذى عقد بمدينة بيرث الأسترالية. وشدد خلال كلمته أمام الاجتماع على اهتمام مصر بأعمال الرابطة وكافة أهدافها، لاسيما التعاون الاقتصادي والتنمية، فضلاً عن تمكين المرأة والشباب وتوفير فرص عمل، موضحا استعداد مصر للتعاون مع الرابطة في كافة أطرها، وأن مصر تعتبر همزة الوصل بين المحيط الهندي ومنطقة المتوسط وأوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

وألقى السفير المصري الضوء على مشروع قناة السويس الجديدة وإسهامه في زيادة حركة النقل البحري بنحو ثلاث أضعاف، مما يخدم منطقة المحيط الهندي ككل، داعيا خلال كلمته دول الرابطة للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذى سيعقد في فبراير المقبل لدعم الاقتصاد المصري، وما يمثله من فرصة للدول وللشركاء الدوليين للشراكة الاقتصادية مع مصر، لافتًا إلى أن مصر التي استعادت دورها الإقليمي والدولي مستعدة لمزيد من التعاون مع دول المنتدى، وشدد على أهمية التوصل لسلام دائم وعادل في الشرق الأوسط لتهيئة المناخ لتحقيق آمال شعوب المنطقة في التقدم والازدهار.

جولة حوارية مع أستراليا

في غضون ذلك، انطلقت في مدينة ملبورن الأسترالية المرحلة الأولى من سلسلة حوارات بعنوان «حوار مصر- أستراليا»، وذلك بتنظيم واستضافة من مركز الحوارات التابع لجامعة "لاتروب" الأسترالية، بالتعاون مع السفارة المصرية في أستراليا، وبتمويل من حكومة ولاية فيكتوريا الأسترالية.

وشاركت مصر بوفد يرأسه السفير محمد العرابي، فيما دارت أعمال الحوار حول محورين: "أستراليا ومصر والسلام في الشرق الأوسط الكبير" و"التعددية الثقافية بين أستراليا ومصر". كما أكد الجانب الأسترالي أهمية تطوير العلاقات المصرية الأسترالية خاصة في قطاع الزراعة والتعليم والتعدين وتبادل الزيارات بما يخدم مصالح البلدين.

واستعرض السفير المصري تاريخ العلاقات الأسترالية المصرية وكيف أن القاهرة احتضنت أولى سفارات أستراليا في العالم العربي في الخمسينيات من القرن الماضي.

اتفاقية جوية بين مصر وإيرلندا

إلى ذلك، وقعت مصر وإيرلندا، الثلاثاء، بالأحرف الأولي اتفاقية لتبادل الخدمات الجوية من شأنها التمهيد لرحلات جوية مباشرة بين مطارات البلدين في العاصمة الإيرلندية دبلن بحضور السفارة المصرية ووفد مصري برئاسة وكيل وزارة الطيران المدني.

ومن المتوقع أن تؤدي تلك الاتفاقية الي الترويج السياحي لمصر وزيادة التبادل التجاري مع إيرلندا وزيادة الصادرات المصرية، حيث تسمح الاتفاقية بتسيير شركات الطيران الأيرلندية لثماني رحلات أسبوعية لكل من القاهرة والإسكندرية وعدد غير محدود من الرحلات إلي مطارات الغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب والأقصر وأسوان ورحلات طيران مباشرة إلي مطارات أيرلندا الدولية الثلاثة وهي دبلن وكورك وشانون، كما تتزامن الاتفاقية مع زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الحالي خاصة الصادرات المصرية إلي أيرلندا.

وبدأ التفاوض علي الاتفاقية عام 2008، وتتمثل أهمية الاتفاقية في كونها تمهد الطريق أمام شركات الطيران في البلدين لاستخدام المطارات وتسيير رحلات جوية مباشرة بينهما سواء بالتوقف في مدن دول أخري أو دون توقف وذلك لتسهيل حركة السياحة والبضائع بين البلدين بشكل كبير.

صفقة الأباتشي

وشهد مطلع الأسبوع الجاري إعلان القوات الجوية المصرية عن صفقة الأباتشي مع الولايات المتحدة، بعد مماطلة أمريكا استمرت طويلاً، حيث أكد قائد القوات الجوية الفريق يونس المصري، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية أتمت صفقة طائرات الأباتشي مع الجانب الأمريكي.

خبراء: مصر عادت لدورها الريادي

إلى ذلك، أكد اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي، أن مصر استردت مكانتها العالمية خلال الفترة القصيرة الماضية عقب ثورة الثلاثين من يونيو، مدللاً على ذلك بإقرار الجانب الأمريكي بأهمية الدوري المصري ما تجسد في إنهاء صفقة الأباتشي آنفة الذكر. ولفت عبدالحليم إلى أن السياسية الخارجية المصرية تسير وفق هجف محدد رسمه الرئيس عبدالفتاح السيسي يهدف لأن تعود مصر لمكانتها الريادية بين الدول كقائدة للشرق الأوسط.

وافقه الرأي الخبير في العلاقات الدولية أيمن عبدالوهاب، الذي أكد أن مصر انتهجت سياسية خارجية جديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال العام الماضي، أسفرت عن احترام العالم لمكانة ودور مصر الدولي، نظرًا للدور الذي قام به السيسي سواء في القضايا الإقليمية أو الجهود الداخلية. وأشار عبدالوهاب إلى أن كل الإحصائيات تقول بأن الدور المصري في المنطقة عاد لمكانته الطبيعية، وأن كافة الدول ستضع لمصر ألف اعتبار قبل الإقدام على أية خطوة من شأنها الإضرار بمصالح الدول العربية.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com