العراق.. دولة آيلة للتفكك
العراق.. دولة آيلة للتفككالعراق.. دولة آيلة للتفكك

العراق.. دولة آيلة للتفكك

كان خطأ الأمريكيين الثاني في العراق بعد غزو عام 2003، انسحابهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. فبعد أقل من ثلاثة عام على رحيل الجنود الأمريكيين من بغداد، أضحت الدولة العراقية التي تركوها وراءهم، في حالة من التفكك السريع. ولا شك أن التقدم السريع لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يمثل سبب هذا الانهيار ونتائجه معًا.

تقول صحيفة "لوفيغارو" في تحليلها للوضع المتفاقم في العراق:"على الرغم من مليارات الدولارات التي تنفقها الولايات المتحدة لإنشاء مؤسسات جديدة في العراق، أثبت هذا البناء أنه غير قادر على حكم البلاد، أو حتى على الدفاع عن نفسه، فقوات الجيش والشرطة المجهزة والمدربة بتكلفة عالية، تبخرت أمام تقدم الأصوليين السنة الموالين للبعثيين السابقين، فبعد استيلائهم على الموصل وتكريت، تزحف هذه القوات نحو بغداد، ولا شيء ينبئ بأن نظام نوري المالكي قادر على إيقافهم دون مساعدة خارجية.

وتضيف: "لم تتعاف البلاد أبدا منذ غزو عام 2003 بإسقاط صدام حسين، ثم بتشتيت الجيش والشرطة والإدارة، قوّض الأمريكيون أسس الدولة التي أنشئت من الصفر من قبل البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى. وجلب سقوط صدام نهاية هيمنة الأقلية السنية في العراق، وكسر الصلة الهشة التي ظلت تربط في وحدة يائسة، العرب السنة والشيعة والأكراد، حيث استفادت هاتان الطائفتان من هذا الحظ التاريخي؛ ففي الشمال استحوذ الأكراد على شبه دولة مستقلة، ولم يحتفظوا بموطئ قدم واحدة في العراق إلا لكي يضمنوا حصتهم من عائدات النفط، لكي لا تصبح بغداد تهديدا جديدا لاستقلالهم".

وأضافت: "في بغداد استولت الأغلبية الشيعية على السلطة من خلال الانتخابات المتعاقبة التي نظمها الاحتلال الأمريكي، ولكن هذه الانتخابات لم تساهم في خلق أي شيء آخر غير مظهر الدولة، إذ كشفت هذه المؤسسات بسرعة عن طبيعتها الحقيقية، وهي القوة الطائفية، المنقسمة إلى فصائل متناحرة، ويهيمن عليها في نهاية المطاف شخص ذو طابع غامض وفظ، يُدعَى نوري المالكي"؛ وفق تعبير الصحيفة.

وتابعت الصحيفة: "هذا النظام الشيعي العربي الأول في التاريخ الذي جاء بمحض الصدفة إلى السلطة لم يفعل الشيء الكثير بالسلطة التي ورثها، فبعد أن استبعِدوا من السلطة في بلدٍ ظلوا يتحكمون فيه منذ إنشائه، سرعان ما أدرك السنة خفايا وخبايا النظام الجديد، فالحرب الأهلية التي حدثت في سنوات من 2005 إلى 2008 لم تزد الانقسامات بين الطوائف إلا تدهورا وتفاقمًا".

وأخيرا تقول لوفيعارو إن: "التمرد العراقي السني، الذي أخمده الجيش الأمريكي بعض الوقت بكثير من الصعوبة منذ رحيلهم، ما لبث أن استعاد قوته ولا سيما باضطهاد الشيعيين الذين لم يدخروا جهدا للتصرف بمثل ما تصرف حكامهم السابقين.

ومنذ ذلك الوقت توالت الأحداث بشراسة مأساوية. فالحرب الأهلية في سوريا، على الجانب الآخر من الحدود التي رُسمت اصطناعيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى من قبل فرنسا وبريطانيا، هي التي أتاحت للأصوليين السنة بأن ينظموا أنفسهم، بأن يتجندوا ويكتسبوا خبرة عسكرية. وبتحالفهم مع البعثيين السابقين، والسنة المحليين، صاروا اليوم على على أبواب بغداد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com