الفلوجة في عين العاصفة
الفلوجة في عين العاصفةالفلوجة في عين العاصفة

الفلوجة في عين العاصفة

المالكي يكثف هجماته على المدينة ويراهن على "نجاح المهمة" للفوز بولاية ثالثة
شنّت قوات الأمن العراقية مدعومة بسلاحي الجو والمدفعية، في وقت متأخر الجمعة استمر السبت، أعنف قصف على مدينة الفلوجة منذ اندلاع المعارك بداية العام الجاري، بين القوات النظامية والجماعات المسلحة التي تسيطر على المدينة، ما تسبب بمقتل أكثر من 14 شخصا وجرح 20 آخرين.


قصف عنيف استعدادا للاقتحام


وقال شهود عيان، إن "قوات المالكي" تتحصن بمحيط المدينة استعدادا لدخولها من خمسة محاور في محاولة لشن هجوم نهائي للقضاء على "المسلحين المتطرفين" الذين يسيطرون على المدينة، في الوقت الذي استمرت به المدفعية السبت، بقصف مكثّف لأحياء المدينة إضافة لقصف مناطق في الرمادي، ما ينذر بسقوط المزيد من القتلى والجرحى.


وتفيد رواية أدلى بها عدد من القاطنين في المدينة أن "قوات المالكي" حاولت اقتحامها إلا أن "المرابطين من أبناء عشائر الأنبار" استطاعوا صدّ الهجوم مجبرين قوات الأمن العراقية على الانسحاب.
وتضيف المصادر ذاتها، أن "قوات المالكي" قصفت المدينة بالبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية، ما تسبب بدمار هائل لعدد كبير من المنازل، وسقوط عشرات القتلى والجرحى.


واستهدفت عمليات القصف بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع مناطق السجر والفلاحات والنعيمة و الجامعة وجسر التفاحة الذي تعده السلطات الممر الرئيسي للجماعات المسلحة في الفلوجة.

المالكي يروج لنفسه على غرار الأسد





ويرى مراقبون للمشهد العراقي، أن عملية "تصفية الحساب" التي أعلنت عنها وزارة الدفاع العراقية، تأتي كدعاية انتخابية لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي يلعب ورقته الأخيرة لفرض مبدأ هيبة الدولة على المحافظة المتمردة.

فالمالكي -حسب المراقبين- يرى في نجاح عمليته هذه، سببا داعما لترويض توجه الكتل السياسية لتقبل ولاية ثالثة له، بعد أن أعلنت الكتل المنافسة وعلى رأسها كتلة مواطن والكتلة الصدرية وائتلافا أسامة النجيفي وأياد علاوي، رفضها بقاء المالكي في منصبه.

وتأتي التطورات في مدينة الفلوجة، بعد أيام قليلة من سيطرة النظام السوري على مدينة حمص، حيث مثّل ذلك دعاية انتخابية للرئيس السوري بشار الأسد، استلهم منها المالكي عملية تصفية الحساب.

وتحاول قوات الأمن العراقية، السيطرة على محافظة الأنبار التي تعد موطنا للجماعات المسلحة وبالأخص تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" الخارجة على الدولة، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.

ولكن محاولات قوات المالكي التي يشكل أبناء العشائر الشيعية في جنوب البلاد غالبية صفوفها، أثارت الرأي العام، وواجهها المسؤولون العراقيون بالنقد، حتى أن أهالي الجنود الذين راحوا ضحية تلك العمليات، كانوا من أشد معارضي المالكي خلال الانتخابات الأخيرة.


تصفية الحساب





وتثير الأنباء التي تشير لاقتحام ربما يكون وشيكا للفلوجة، المخاوف بسقوط عدد كبير من القتلى المدنيين وتدمير البنى التحتية للمدينة المتهالكة.

وهذا ما يشير له إعلان وزارة الدفاع العراقية التي تقود عملية واسعة النطاق تحت اسم "تصفية الحساب" لفرض السيطرة على الفلوجة وأحياء في الرمادي.

وقالت في بيان أصدرته أخيرا، "إن قوات عراقية مسنودة بسلاح الجو والمدفعية تشن عملية نوعية للقضاء على عصابات داعش والقاعدة في مدينة الفلوجة".

وأضاف البيان ، " القوة المهاجمة تمكنت من قتل الكثير من المسلحين والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم.. ما زالت القوات تكثف هجومها لمطاردة الفارين من المسلحين".

ضرب المركب الديموغرافي للسنة

وفي الوقت الذي تستمر به العملية العسكرية العراقية لتطهير الفلوجه من الجماعات المتطرفة -على حد قول السلطات ـ، يؤكد أهالي المدينة أن من يتصدّون للهجوم هم مقاتلو أبناء عشائر الأنبار بهدف الدفاع عن النفس.

وهذا التصريح الصادر من العشائر السنية بالفلوجه يدعم اتهام مقتدى الصدر للمالكي، بـ"أنه يحاول اللعب بالمركب الديمغرافي للسنة في محافظة الأنبار" وبالأخص مدينة الفلوجة، ما يرسخ المنحى الطائفي الذي ينتهجه المالكي.

وتفيد الإحصائيات الرسمية أن عدد القتلى نتيجة أعمال العنف في الفلوجة منذ بداية العام الجاري حتى الآن، تناهز 305 قتلى أغلبهم من المدنيين الذين قضوا نتيجة القصف المدفعي، بينما يناهز عدد الجرحى 3 آلاف و20 جريحا أغلبهم أيضا من المدنيين.

وما تزال القوات العراقية بمنأى عن دخول المدينة، و تقول أن من يسيطر عليها تنظيمات متطرفة يتسيدها "داعش"، وتواصل عملياتها في محيط الفلوجه في محاولة لإضعاف هذه الجماعات والتحضير لعملية اقتحام، يحاكي فيها المالكي ما فعله الأسد في حمص.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com