الاستخبارات التركية تستهدف مصر
الاستخبارات التركية تستهدف مصرالاستخبارات التركية تستهدف مصر

الاستخبارات التركية تستهدف مصر

القاهرة- عندما أرادت وزارة الخارجية المصرية توضيح ملابسات قرار طرد السفير التركي من القاهرة، أصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن تصريحات رئيس الوزراء التركي أردوغان لدى مغادرته موسكو تعد "حلقة جديدة في سلسلة التصريحات والمواقف التي تنال من إرادة الشعب المصري العظيم في ثورة 30 حزيران/ يونيو، كما أنها تقلب الحقائق وتزيف الواقع".



ولم يكن هذا التوضيح سوى القمة الظاهرة لجبل من الجليد يطفو على محيط من المخططات التركية التي تستهدف إرباك المشهد في مصر بعد عزل مرسي - حليف الأتراك الأول في ثورات الربيع العربي - برعاية جهاز الاستخبارات التركية.

لهذا لم يكن القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي مبالغاً حين وصف هذا التصعيد الدبلوماسي بأنه "ضربة" موجهة بالأساس إلى هذا الجهاز، علماً بأن الرد التركي لم يتأخر كثيراً، فسرعان ما أعلنت أنقرة سفير مصر لديها بالشخص غير المرغوب فيه.

ويمكن للمراقب لملف العلاقة بين البلدين أن يخلص إلى أن إدارة العلاقة مع تركيا أصبحت تمثل لدى الجانب المصري "ملفاً أمنياً" بامتياز يخضع بالكامل للأجهزة السيادية الوطنية بعد منح نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، الوقت الكافي لإدارة الأزمة دبلوماسياً، حيث كان الوزير المخضرم يتبني وجهة نظر مفادها أنه ينبغي التفرقة بين الدولة التركية وسياسات أردوغان، غير أن ما بات يوصف بـ"حجم التآمر التركي العلني" على أمن واستقرار مصر، لم يعد يترك لصانع القرار المصري خيارات عديدة.

ويبدو أن كلمة السر في "الحرب الدبلوماسية" المتصاعدة تتمثل في هاكان - تُنطق أيضاً حقان - فيدان رئيس الاستخبارات التركية الذي تشير تقارير صحفية غربية إلى أنه طموح للغاية، لا يتجاوز الخامسة والأربعين، ما يجعله أصغر من يشغل هذا المنصب الحساس على مستوي العالم، يدير الملف السوري بكفاءة ويصفه أردوغان بـ"خزانة أسراري" كما أنه مهندس تقليم أظافر الجيش في بلاده.



وتشير تقارير استخباراتية مصرية إلى أن "فيدان" الذي يطمح لتولي حقيبة الخارجية خلفاً لداوود أوغلو المرشح لمنصب نائب رئيس الوزراء، أعد خطة شاملة بعنوان "ثورة جديدة في مصر لإسقاط النظام" تعتمد على عدة محاور أبرزها تهريب الأسلحة إلى الجماعات المقاتلة في سيناء بالتحالف مع الإخوان عبر شحنات الشاي والقهوة التي تصدرها بلاده للقاهرة، ولعل هذا ما يفسر تصريح اللواء أسامه عسكر قائد الجيش الثالث الميداني المصري بأن شحنات التجارة التركية تخضع لرقابة صارمة غير مسبوقة.

أيضا تتضمن هذه الخطة التنسيق الكامل مع حركة حماس لاستنزاف الجيش وإنهاك الشرطة في مصر، مع تأكيد فيدان أهمية الابتعاد عن العمليات المسلحة التي تستهدف المواطنين والتجمعات العامة والاقتصار على استهداف المنشآت العسكرية وعناصر الداخلية والقوات المسلحة فقط حتى لا تزداد مشاعر الكراهية لتنظيم الإخوان.

وتكشف التقارير عن أن كاهان فيدان كان قد التقي مرسي وعرض عليه خطة لاختطاف 83 قيادة مؤثرة في الجيش المصري قبيل تظاهرات 30 حزيران/ يونيو، غير أن الأمر وصل إلى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أمر هذه القيادات بالبقاء في ثكناتها وتشديد إجراءات الحراسة حتى تم عزل الرئيس الإخواني.

الطريف أن هذه الحرب الدبلوماسية بين البلدين ليست الأولى من نوعها، فتداول نشطاء على تويتر مانشيت جريدة الأهرام عام 1954 الذي يقول "طرد سفير تركيا من مصر لحملاته المستمرة على قادة الثورة وتوجيهه ألفاظاً نابية لعبد الناصر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com