السقوط الكبير لـ كيري
السقوط الكبير لـ كيريالسقوط الكبير لـ كيري

السقوط الكبير لـ كيري

دخلت العلاقات المصرية الأميركية منحى جديدا مع مجيء وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة في زيارة وصفت بالسقوط الكبير للدبلوماسية الأمريكية التي خسرت الجولة الأهم في تاريخ العلاقات بين البلدين.

بدا واضحا للجميع أن مصر لم تعد واضعة في اعتبارها ورقة المساعدات العسكرية الأمريكية التي كانت البوابة الرئيسية لتحكم البيت الأبيض في القرار المصري لأكثر من 30 عاما، إذ اعتمدت القاهرة على الخط المالي الذي وفرته السعودية والإمارات والكويت في إطار الدعم الكامل الموجه لمساندة نظام 30 حزيران / يونيو الذي أطاح بحكم الإخوان المسلمين.

كيري جاء إلى القاهرة في بداية جولة عربية خليجية تعمل على إعادة ترتيب العلاقات الأميركية في الشرق الأوسط في ظل التواصل المتنامي بين مصر والسعودية من جهة و روسيا والصين من جهة أخرى، مما هدد واشنطن بفقدان أرضيتها في المنطقة، خاصة أن القاهرة استطاعت مواجهتها في مخططها لدعم نظام المخلوع محمد مرسي.

اليوم الذي تنصاع فيه إدارة اوباما للإرادة المصرية، تمثل بحضور كيري إلى القاهرة معترفا بالثورة الشعبية في 30 حزيران / يونيو، إذ أشاد بخارطة الطريق و ذكر الرئيس المؤقت عدلي منصور لأول مرة باسم رئيس الجمهورية.

القاهرة استطاعت إيقاع كيري في فخ كبير، عندما طلب الوزير الأمريكي من نظيره المصري نبيل فهمي زيارة القاهرة الأربعاء المقبل، ولكن فهمي أراد استغلال الموقف بعد التشاور مع القيادة السياسية، بإحضار كيري في اليوم السابق لمحاكمة مرسي، ليكون ذلك بمثابة رسالة إلى جماعة الإخوان برفع الدعم الأمريكي عنهم، حيث رد فهمي على كيري بأنه من الأفضل أن تكون الزيارة يوم الأحد وليس الأربعاء بعد انتهاء كيري من الجولة الخليجية لارتباط فهمي بجولة إفريقية تبدأ مساء الثلاثاء، فكانت زيارة الوزير الأمريكي في الموعد الذي حددته القاهرة.

كان من الممكن ألا تستجيب واشنطن لهذا الفخ العلني وتؤجل الزيارة إلى جولة أخرى، ولكن هناك أمرين دفعا الولايات المتحدة للوقوع في هذا الفخ، الأمر الأول يتعلق بزيارة رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال فيكسلاف كوندراسكو للقاهرة قبل خمسة أيام، وهو ما أزعج الإدارة الأمريكية وأقلق الكونجرس من التقارب السريع بين القاهرة وموسكو، خاصة مع وصول معلومات مؤكدة لجهاز الاستخبارات الأمريكية عن أن الزيارة شهدت إبرام عقود تسليح ومعدات عسكرية للجيش المصري، بعد أن أوقفت أمريكا ثلثي مساعداتها للقاهرة في وقت يواجه فيه اوباما أزمة مع عدد كبير من أعضاء الكونجرس.

أما الأمر الثاني، فيرجع إلى الضغوط التي فرضتها الرياض على واشنطن التي تمثلت بقيام حكومة خادم الحرمين الشريفين برفض مقعد مجلس الأمن وإعادة النظر في عقود التسليح، بسبب دعم واشنطن لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد الثورة الشعبية، إضافة إلى موقفها من الأزمة السورية، وهو ما وضع كيري أمام حتمية زيارة القاهرة قبل التوجه إلى الرياض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com