الصراع المسلح في ليبيا مفتوح بين التهدئة والتصعيد
الصراع المسلح في ليبيا مفتوح بين التهدئة والتصعيدالصراع المسلح في ليبيا مفتوح بين التهدئة والتصعيد

الصراع المسلح في ليبيا مفتوح بين التهدئة والتصعيد

قال أحمد الورفلي وهو قائد عسكري متقاعد، "إن اللواء خليفة حفتر قائد حراك الكرامة لن ينتصر ولن ينهزم بل سيظل يراوح مكانه".

وأضاف: "إن حفتر اليوم في مأزق كبير لا يحسد عليه، فهو لم يحقق قاعدة شعبية واسعة ولا ولاءات في الجيش ولا مساندة أو مساعدة دولية واضحة المعالم".

وأكد الورفلي أن الجبهة التي فتحت منذ أيام في طرابلس بين قبيلة الزنتان والمليشيات الإخوانية، ستكون معركة طويلة وغير محسومة ولكن نتائجها ستكون كارثية على الشعب الليبي.

وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد صرح قبل يومين في لقاء تلفزيوني أن ما يحدث في العاصمة الليبية طرابلس هو امتداد لما يسمى بـ"الكرامة".

وتوقع الورفلي أن تشتد المعارك خلال الأيام القادمة بالأسلحة الثقيلة والصواريخ وقد تنتقل الإشتباكات إلى شوارع العاصمة طرابلس وأطرافها الغربية والجنوبية.

وأرجأ ذلك إلى الارتباك الذي يسيطر على قيادات الزنتان وترددهم بين قرار القتال وبين التفاوض والمعركة قائمة.

ويفسر الليبيون أن سبب الصراع يعود إلى هزيمة الإخوان في الانتخابات البرلمانية الآخيرة، وفشل تعيين ابن مصراته أحمد معيتيق رئيسا للحكومة، و فقدان سيطرة الإخوان علی آبار النفط.

أمام هذا الوضع لم يعد أمام الاخوان المسلمين ومليشياتهم سوى الحسم العسكري حتى يتمكنوا من السلطة المطلقة.

ويعتبر الإخوان أن مدينة مصراته معقلهم والأرض الصلبة التي يقفون عليها، وأنه من خلالها تسهل عملية السيطرة على العاصمة طرابلس .

لذلك قرروا ضرب الزنتان وطردهم خارج العاصمة وخارج المعادلة الدولية.

وجاء في تصريح لإبراهيم الحداد قائد إحدى المليشيات عبر قناة مصراته المحليه : "الأرض التي عليها ما يسمى قبيلة الزنتان أرض للأمازيغ مند عهود مضت، واحتلتها قبيلة الزنتان وطردت منها وعادت إليها بمساعدة قبائل ورفله".

وأضاف الحداد : "الآن الأمازيغ يطالبون بأرضهم وقد اتصل بنا فتحي خليفة رئيس البرلمان الدولي الأمازيغي لمساعدته على إرجاع الحق لأهله، ونحن وافقنا وبصدد تنفيد خطة تحقق مطالب الأمازيغ، كما تمت السيطرة على منفد ذهيبة البري وهو أحد أركان الخطة، وسوف ننقل الحرب لوسط ما يسمى الزنتان".

وتملك قبيلة الزنتان ترسانة عسكرية هائلة استولت عليها من معسكرات النظام السابق، كما استفادت "بغنائم الحرب" من مصرف ليبيا المركزي وأملاك عناصر النظام السابق.

كما تحصلت الزنتان على دعم بعض الدول خليجية، ومن رؤساء الوزراء والمسؤلين السابقين الذين تقلدوا مناصب وأغدقوا على مليشياتهم الأموال والامتيازات.

أما اليوم -حسب مراقبين- فقبيلة الزنتان أمام أمرين أحلاهما مرّ، الأول هو التحالف مع مؤتمر القبايل الليبية وهم حلفاء الأمس والقاعدة الأقوی في ليبيا، لتحميهم من التصفية العرقية كالتي تعرضت لها تاورغاء، خاصة وأن الزنتان قبيلة صغيرة تعد 35 ألف نسمة وحتى تحالفاتها حديثة وبالتالي فهي هشة حسب النظم القبلية، لأنها تكونت بعد 17 فبراير.

أما الخيار الثاني فهو التفاوض مع مصراتة التي تعمدت رفع سقف مطالبها إلى درجة تعجز الزنتان علی تلبيتها، وإن التزمت الزنتان فإن التزام مصراتة غير مضمون، حسب المراقبين، الذين اضافوا: "إن الأطراف الدولية المناهضة للإرهاب عولت كثيرا علی الزنتان في القضاء علی الإرهابيين في المنطقة الغريية والجنوب امتدادا لحراك الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر في الشرق، لكن يبدوا أنهم لم يدرسوا التركيبة الإجتماعية القبلية المعقدة، واكتفوا بسماع بعض القيادات السياسية التي كانت تعيش بالخارج ولا تملك الدراية الكافية بالواقع الليبي مثل محمود جبريل وعلي زيدان الفارين حاليا بالخارج".

ويقول م س المزوغي أصيل مدينة ترهونة : "الليبيون يتقاتلون ومطار طرابلس يدّك بكل أنواع الأسلحة، والأبرياء يموتون يوميا نتيجة القصف العشوائي للمليشيات والمجتمع الدولي لم يتحرك، ومجلس الأمن لم يتدخل هذه المرّة لحماية المدنيين كما فعل في السابق".

ويصف المزوغي معركة طرابلس بمعركة كسر عضام، حيث تدور رحاها بين الإخوان ككيان سياسي والمجموعة الليببة المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج، وغرفة ثوار ليببا التي تضم الثوار ولكن بقيادة إخوانية، وجزء كبير من كتائب مصراتة التي تسيطر عليها قيادات إسلامية مثل صلاح بادي وعبد الرؤوف قارة وصلاح البركي وهيثم التاجوري...

وبين الزنتان متمثلة في كتيبتي الصواعق والقعقاع والرجبان وبعض قبائل الجبل الغربي وفئة بسيطة من التبو وجزء من قبيلة ورشفانة تمثلها سرية الكدوة .

ويرى المزوغي أن القوة العسكرية للزنتان غير متجانسة في تركيبتها، حيث تضم قادة مدنيين لا خبرة لهم، مثل عثمان مليقطة آمر كتيبة القعقاع وابراهيم المدني آمر كتيبة المدني وعماد الطرابلسي آمر كتيبة الصواعق.

وغير متجانسة أيضاً بسبب التحالفات الفاشلة، فقبيلة الزنتان متحالفة مع تيار ضعيف من قبيلة ورشفانة يمثله جمعة السايح العضو السابق بالمجلس الوطني والقريب من محمود جبريل وعلي زيدان.

في ذات الوقت يحاول وجهاء قبيلة الزنتان في الداخل إستدراج أنصار النظام السابق، ويحاول الثلاثي جبريل والسائح ونالسايح التواصل مع بعض القيادات المهجرة في الخارج التي لا تملك سلطة التأثير علی المقاتلين، وهو الأمر الذي أفضى إلى اتفاقات سياسية لاعلاقة لها بما يحدث فوق الأرض.

وكان مؤتمر العزيزية قد جمع حوالي ألفي شيخ قبيلة في الخامس والعشرون من مايو الماضي، وأعلنوا صراحة أنهم لن ينضموا لحراك الكرامة ولا لحراك الزنتان إلا وفق شروطهم .

أمر قد يفاجىء الرأي العام كما يؤكد الخبير العسكري أحمد الورفلي وهو أن قبيلة الزنتان تضم في صلبها مجموعات إخوانية مثل مجموعة أسامة الجويلي وزير الدفاع السابق، ومجموعة أخرى تمولها قطر يرأسها الشيخ الطاهر الجديع الزنتاني صاحب فتوة طيور أبابيل.

وكتيبة أبوبكر الصديق تحت إمرة العقيد العجمي العتبي والتي تحتجز سيف الاسلام القذافي، الذي وقع بين يدي الإخوان بعد أن ساعدهم و أوجد لهم موقعا بين أنصار والده الذين دفعوا ثمن رعونته.

وقد كان سيف الإسلام حديث المقاتلين أيام حرب الناتو خلال جلساتهم

الى درجة اتهامه بالخيانة وبحضور أخويه خميس والمعتصم الذي كان من أكبر منتقديه.

ويجمع بعض الميدانيين أنهم لن يخوضوا معركة لأجل أفراد إنما لأجل توحيد ليبيا، فهم يعتبرون سيف الإسلام ورقة خاسرة للميدانيين والفاعلين لكنها قد تكون رابحة للاستهلاك الاعلامي.

وفي حال الإفراج عنه ستفقد قبيلة الزنتان حلفاء لتكسب مصراتة حلفاء جدد.

اليوم والحرب قائمة على حبهتين شرقا وغربا ، يؤكد مراقبون أن ميزان القوی العسكرية باتجاه الإخوان و مليشياتهم سيما والزنتان في حالة دفاع ورد الهجومات على أراضيها.

فسياسية الإخوان على حد قول المزوغي معروفة بالفتك والتخريب لأي مدينة يدخلونها، كما فعلوا في بني وليد وفي طرابلس وفي مجزرة غرغور وأيضا في حربهم علی ورشفانة والعجيلات التي خلقت لهم العداء من كل فئات الشعب الليبي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com