اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة شرق دمشق

دمشق ـ تدور اشتباكات "هي الاعنف منذ أشهر" الثلاثاء على مدخل حي جوبر في شرق دمشق الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة بشكل شبه كامل، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وترافقت المعارك مع قصف جوي مكثف، وإطلاق المسلحين قذائف هاون على أحياء في دمشق، ما أدى الى مقتل شخص واصابة آخرين بجروح.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "تدور منذ فجر الثلاثاء اشتباكات هي الأعنف منذ أشهر على أطراف حي جوبر، تترافق مع قصف جوي مكثف".

وأوضح ان الطيران الحربي "نفذ أكثر من تسع غارات على مناطق في حي جوبر اليوم، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة اخرى".

وقالت مصادر إن أصوات انفجارات ضخمة كانت تسمع في الحي منذ ليل أمس حتى ظهر الثلاثاء.

وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على مناطق في وسط دمشق وشرقها، يرجح ان مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة، ما ادى الى مقتل شخص واصابة عدد آخر بجروح، بحسب المرصد.

وقال وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان "ارهابيين اطلقوا 11 قذيفة هاون سقطت في محيط سوق الهال في الزبلطاني (وسط)، ما اسفر عن اصابة 18 مواطنا والحقت اضرارا مادية".

ويتصل جوبر من جهة الشرق بمعاقل لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق. ويسيطر مقاتلو المعارضة على الجزء الاغلب من الحي، بينما تتواجد القوات النظامية على اطرافه من جهة ساحة العباسيين التي تعد من اكبر ساحات العاصمة السورية.

واوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية "نشرت دباباتها في المناطق المحيطة بساحة العباسيين، وتقوم بقصف معاقل المقاتلين في جوبر"، وتستقدم تعزيزات الى المنطقة.

وبحسب المرصد، ارتفعت حدة المعارك في الايام الماضية بعد تقدم مقاتلي المعارضة وسيطرتهم على حاجز مهم للقوات النظامية يقع على الطريق المؤدية الى العباسيين، وهو ما دفع القوات النظامية لشن هجوم مضاد.

وفي محيط دمشق، شن الطيران غارات على عربين (شمال شرق)، وحمورية (شرق)، ما ادى الى مقتل رجل وطفلة.

والى الجنوب الغربي من العاصمة، افاد المرصد عن مقتل شخصين واصابة خمسة آخرين في سقوط قذائف هاون على مدينة جرمانا الواقعة تحت سيطرة النظام، بحسب المرصد.

ويحاول النظام منذ اشهر طويلة، بدعم من حزب الله اللبناني، استعادة السيطرة على معاقل في ريف دمشق لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

الى ذلك، يخوض مقاتلو المعارضة معارك منذ ثلاثة اسابيع مع مقاتلي "الدولة الاسلامية" جنوب شرق دمشق في محاولة لطردهم من المناطق المحيطة بالعاصمة. وتمكن المقاتلون المعارضون خلال الفترة الماضية من طرد الجهاديين من اربعة بلدات جنوب شرق دمشق، في حين انتقل هؤلاء الى احياء في جنوب دمشق يتمتعون فيها بحضور قوي، بحسب المرصد.

واليوم، قال المرصد ان اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة وعناصر "الدولة الاسلامية" على اطراف بلدة جسرين في الغوطة الشرقية.

في درعا (جنوب)، قتل ستة اشخاص من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته ووالدته واطفاله الثلاثة، اضافة الى شخص سابع، في قصف للطيران المروحي على مناطق في مدينة جاسم، بحسب المرصد.

كما قتل ستة مقاتلين معارضين خلال اشتباكات مع القوات النظامية، وذلك غداة مقتل 18 مقاتلا آخرين في معارك مع القوات النظامية.

واطلقت فصائل مقاتلة معركتين في ريف درعا قبل يومين، بهدف قطع خطوط الامداد عن القوات النظامية في المحافظة الحدودية مع الاردن.

في حلب (شمال)، قتل ستة اشخاص بينهم اربعة اطفال في قصف بالطيران المروحي على حي قاضي عسكر، بحسب المرصد.

وتتعرض احياء سيطرة المعارضة في شرق حلب وريفها منذ نهاية العام الماضي، الى قصف عنيف من الطيران السوري، ما ادى الى مقتل اكثر من الفي مدني خلال الاشهر الخمسة الاولى من سنة 2014.

وادى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى مقتل اكثر من 170 الف شخص، بحسب المرصد.