مسيحيو العراق يواجهون التصفية على يد داعش
مسيحيو العراق يواجهون التصفية على يد داعشمسيحيو العراق يواجهون التصفية على يد داعش

مسيحيو العراق يواجهون التصفية على يد داعش

كانت نجوى تحضر الطعام لزوجها وأولادها عندما هز صوت مكبرات الصوت جدران منزلها داعياً المسيحيين في الموصل إلى دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو مغادرة مساكنهم.

ودون تفكير حاولت نجوى وزوجها بأيادٍ مرتجفة جمع بعض المتعلقات الشخصية لعائلتها.

فرت أسرة نجوى من الموصل باتجاه محافظة أربيل فجر اليوم الأحد، وعند وصولها كانت لجنة استقبال المهجرين قد استقبلت حوالي 600 أسرة مسيحية من الموصل، وقد غادرت هذه العائلات مساكنها بسبب تهديدات تنظيم داعش.

وصلت تلك الأسر بحالة مزرية للغاية، وغالبية أفرادها من الأطفال والنساء، خرجوا دون أن يتمكنوا من إخلاء منازلهم سوى بملابسهم وبعض المتعلقات الشخصية، ومنهم من جاء بملابسه فقط.

وذكرت هيومن رايتس ووتش في تقرير مفصل لها أن داعش قد قامت بقتل أعضاء الأقليات العرقية والدينية، وخطفت كثيرين وهددتهم في مدينة الموصل بشمال العراق وما حولها، إذ قامت الجماعة المسلحة السنية المتطرفة منذ استيلائها على الموصل في 10 يونيو 2014، بخطف ما لا يقل عن 200 من التركمان والشبك والأيزيدية، وقتلت 11 منهم على الأقل، كما اختطفت راهبتين و3 أيتام مسيحيين.

وقد طالبت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن، داعش بالتوقف عن حملتها الشرسة ضد الأقليات في الموصل وما حولها فوراً، مشيرة إلى أن التركمان أو الشبك أو الأيزيدية أو المسيحية يدفعون حياتهم أو رزقهم أو حريتهم في أراضي داعش.

وقال القيادي في المجلس العسكري لعشائر العراق، الشيخ عبد الله الشمري أن داعش تعد ورماً خبيثاً في الثورة التي كان من المفترض أن تحمل مظالم وهموم سبّبها نوري المالكي، لكن العراق أصيبت بداء داعش كما أصيبت به سوريا.

وأضاف الشمري: "بينما يقوم مقاتلو الفصائل المسلّحة بعمليات الصد والرد على جيش المالكي ومليشياته ومرتزقة إيران، تنشغل داعش بالاستبسال على العُزّل".

يذكر أن مدينة الموصل تعتبر ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها، والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين ومن بعدها بغداد والبصرة. وتضم المدينة 13 كنيسة وديراً فضلاً عن كاتدرائية موغلة في القدم، وكانت قبل الاحتلال تضم أكثر من 600 ألف مواطن مسيحي مقابل 900 ألف مسلم، لكن معظم المسيحيين هاجر البلاد إلى السويد وفرنسا وكندا وكردستان ليتراجع عددهم إلى نحو نحو 200 ألف تفرقوا في قرى تلكيف وسهل نينوى ومركز الموصل. ويتوزع مسيحيو الموصل إلى عدة طوائف هي الكلدان والسريان والكاثوليك، وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة مار كوركيس التي شيدت في العام 800 ميلادياً.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com