العدوان على غزة يكشف المتغيرات السياسية في مصر
العدوان على غزة يكشف المتغيرات السياسية في مصرالعدوان على غزة يكشف المتغيرات السياسية في مصر

العدوان على غزة يكشف المتغيرات السياسية في مصر

حالة تتراوح بين البطء و الفتور اتسم بها الموقف المصري إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سواء على المستوى الرسمي أو الحزبي أو الشعبي على نحو يكشف عن حجم المتغيرات السياسية التي طرأت على المشهد العام بالبلاد بعد عام من ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان.

رد الفعل الرسمي جاء بطيئا للغاية، حسب مراقبين، حيث حملت في البداية الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية على موقع فيس بوك إشارة مقتضبة إلى أن القاهرة تتابع بقلق تطورات الموقف في غزة.

ومع اشتداد الضربات الإسرائيلية صرح وزير الخارجية سامح شكري أن مصر لن تدخر جهداً من خلال اتصالاتها وتدخلاتها، "حتى يتسنى وقف العدوان في الأراضي الفلسطينية والحيلولة دون انزلاق الموقف إلى هاوية العنف".

ومع تصاعد الانتقادات للموقف الرسمي واتهامه بأنه ليس على مستوى الحدث، اضطرت الخارجية المصرية لإصدار بيان آخر، إلا أنه لم يكن بالقوة المتوقعة، إذ اكتفى بمطالبة تل أبيب بـ "ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين بوصفها قوة احتلال".

حزبيا، كان الضعف السمة الأبرز لمواقف القوى السياسية المختلفة إذ لم تخرج عن نطاق بيانات الشجب و تصريحات الإدانة المعتادة الصادرة عن أحزاب تنتقد "الصمت الدولي" و "العجز العربي" مثل المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والوفد والتجمع.

واللافت أن حزب مصر القوية برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح والاشتراكيين الثوريين طالبا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة في خطوة كان الهدف منها إحراج القيادة السياسية للبلاد، نظرا للخصومة السياسية مع النظام، أكثر من التضامن مع الشعب الفلسطيني، حسبما تشير مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية.

ومن الفعاليات التي طالما اتسم بها رد الفعل المصري تجاه أي عدوان على غزة في السنوات الماضية و غابت عنه هذه المرة، تنظيم المظاهرات الحاشدة والوقفات الاحتجاجية المتواصلة وكذلك المؤتمرات الشعبية للتضامن مع أهالي القطاع وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية وفتح حسابات عديدة بالبنوك لجمع التبرعات، فضلا عن تنظيم حملات للتبرع بالدم.

ويؤكد باحثون في ملف الجماعات الجهادية أن الاتهامات المصرية لحركة حماس بتهديد الأمن القومي وإعلان الأجهزة الرسمية مرارا عن تورط عناصر من الحركة في أنشطة الجماعات التكفيرية المناوئة للجيش في سيناء والاستعراضات العسكرية التي قامت بها عناصر من كتائب القسام/ الذراع السياسية لحماس، وهي تحمل علم الإخوان وإشارة رابعة و تهتف بشعارات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، كلها عوامل ساهمت في فتور حماس الرأي العام المصري للقضية الفلسطينية، خصوصا حين تزامن ذلك مع أزمات اقتصادية داخلية و تصاعد أصوات شعبية تطالب بالانكفاء على هموم الداخل.

ومن المتغيرات التي ألقت بظلالها السلبية على التجاوب المصري مع القضية الفلسطينية أيضا، ما يتعلق بانهيار شعبية التيار الإسلامي في البلاد بعد عزل مرسي وتورط جماعة الإخوان في موجة الأعمال الإرهابية التي تشهدها البلاد منذ فترة.

ويؤكد الباحثون أن هذا التيار كان هو من يقود فعاليات التضامن مع فلسطين طوال عصر مبارك مستغلا مهارته في الحشد الشعبي.

على هذه الخلفية، كان لافتا إصدار وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي أوامره بإرسال 500 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لمساعدة أبناء غزة.

وتداول نشطاء صور الشاحنات العسكرية وهي تتدفق إلى معبر رفح الحدودي بين سيناء و القطاع حاملة عبارة "إهداء من الشعب المصري".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com