حرب الفلوجة.. هل ينجح المالكي حيثما فشل الأميركيون؟
حرب الفلوجة.. هل ينجح المالكي حيثما فشل الأميركيون؟حرب الفلوجة.. هل ينجح المالكي حيثما فشل الأميركيون؟

حرب الفلوجة.. هل ينجح المالكي حيثما فشل الأميركيون؟

على مسار 60 كيلو متر فقط غرب بغداد، حرب جديدة تمزق معقل المقاومة التي كانت في سنة 2000 تناهض الولايات المتحدة الأميركية.



فما من صحافي، حتى لو كان عراقياً، يجرؤ على المغامرة في "مدينة الألف مئذنة" التي ينوي الجهاديون أن يحولوها إلى عاصمة "الإمارة العظمى"، الممتدة من بوابات بغداد إلى الصحراء السورية، وإلى مسافة ألف كيلو متر غرباً.


في تحليل للأوضاع الجديدة في الفلوجة التي قرر الجيش العراق مداهمتها، تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية: "في أربعة أشهر، غادر أكثر من 70 ألف عائلة الفلوجة تحت الضغط المزدوج للقصف المتقطع من الجيش العراقي والانتهاكات التي يرتكبها الجهاديون. فلم يمكث في المدينة سوى الفقراء وأعضاء القبائل الذين يتعاونون طوعاً أو كرهاً مع المتمردين التابعين لتنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، أي أكثر من 150 ألف شخص من بين الـ 400 ألف الذين كانوا يقيمون في المدينة قبل اندلاع العنف".


وتضيف الصحيفة: "انتهت دولة العراق في الفلوجة! يقول أنور وهو يبتسم! لقد أغلقت المدارس أبوابها، وغادرت الشرطة المدينة. وسكانها صاروا تحت رحمة الجهاديين الذين يفرضون من خلال محاكمهم، الرؤية الأكثر صرامة للشريعة.. ممنوع التدخين في الشارع. وما من رجل واحد يريد أن يخدم امرأة في متجر".. "النساء اختطفن، لإجبار رجالهن على محاربة الجيش"، يقول حميد الهايس قائد أمن محافظة الأنبار.


وتتابع المطبوعة: "اضطر أنور - الذي ألقى الجهاديون القبض عليه وأفرجوا عنه بعد يومين، بعد اتهامه بالتعاون مع الأميركيين - لأن يُخرج زوجته وطفليه من الفلوجة: "صار الوضع أصعب مما يمكنهم أن يتحملوه، كانوا خائفين"، يقول هذا العراقي الذي أمضى حياته في المدينة المتمردة، التي وجدت نفسها محصورة ما بين الراديكاليين الإسلاميين الذين يسيطرون على المدينة منذ أربعة أشهر، وما بين الجيش النظامي الذي يهدد بشن هجوم لطردهم".


وتتساءل لوفيغارو: "لقد فشل الأميركيون في سحق الفلوجة في العام 2004، فكيف يمكن للمالكي أن يحقق ذلك؟" هكذا يسأل أحمد زيادي، مسؤول في الحزب الشيعي في بغداد. و"لا يملك الجيش الدراية التكتيكية لخوض معركة الشوارع، من منزل إلى منزل، لأن كل مكان بات ملغماً، وليس في وسع الجيش أيضاً أن يقصف بكثافة، لأن ذلك سيتسبب في قتل عشرات الآلاف"، هكذا يحذّر خبير عسكري غربي.


فبعد أربعة أشهر على انقلاب الجيش الإسلامي في بلاد الشام والعراق، يكتفي رجال المالكي بالمناورات التكتيكية. والأسوأ من ذلك أن الجيش لم يعد يملك من المعنويات العالية إلا قليلاً.


فأمام فرار الكثير من الجنود، اضطر رئيس الوزراء لتعبئة ميليشيات شيعية، بينما عادت ميليشات أخرى من سوريا التي اتجهت إليها لمدّ يد العون إلى قوات الأسد.


وفي الختام تقول الصحيفة: "وفقاً لعدة مصادر غربية، أرسلت إيران عناصر من مخابراتها إلى المالكي، في حين تخطّط السفارة الأمريكية لإمكانية اللجوء إلى استخدام هجمات ضد الفلوجة بواسطة طائرات بدون طيار. فالقلق يتصاعد، خصوصاً وأن المتمردين استطاعوا للمرة الأولى، أن يسيطروا على أحد السدود فوق نهر الفرات، جنوبي الفلوجة".


جدير ذكره أن المحرض على هذا الهجوم هو أحد عناصر البعث السابقين والمسؤول عن استنزاف الأهوار في جنوب العراق في الثمانينات، "انظروا إلى صور الأقمار الصناعية، ينصح خبير أجنبي في بغداد، إننا نرى فيها بوضوح الفيضانات التي حدثت بالقرب من المطار، من خلال فتح بوابات السد. كانت عملية مدروسة بعناية جيدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com