المفاوضات اليمنية في الكويت تحتضر لكنّها لم تمت بعد
المفاوضات اليمنية في الكويت تحتضر لكنّها لم تمت بعدالمفاوضات اليمنية في الكويت تحتضر لكنّها لم تمت بعد

المفاوضات اليمنية في الكويت تحتضر لكنّها لم تمت بعد

سعى الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح على ما يبدو إلى تبديد مخاوف أنصارهم بشأن خلاف محتمل قد يؤدي إلى تصدّع جبهتهم في مواجهة القوات الحكومية التي تحاول شق طريقها بين الجبال الوعرة المحيطة بصنعاء.

وأعلن الطرفان توافقهما على تقاسم السلطة ضمن "مجلس أعلى" يدير المناطق التي يسيطران عليها في اليمن.

لكن هذا الإعلان المفاجئ وضع مفاوضات السلام اليمنية الجارية في الكويت على شفا الانهيار مع غضب الحكومة اليمنية من هذا الإجراء الأحادي الجانب.

وقال مختار الرحبي وهو السكرتير الصحفي السابق للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في لقاء خاص مع إرم نيوز، "إن تشكيل الحوثي وصالح لمجلس سياسي للحكم في صنعاء إعلان لفشل عملية التفاوض، وانقلاب على كافة المرجعيات بما فيها قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني".

ومع ذلك بدا أن أطراف الأزمة متمسكون بمفاوضات السلام؛ إذ امتنع وفد التفاوض الحكومي عن مغادرة الكويت على الفور، وقال الرحبي وهو مشارك في الوفد الحكومي لمفاوضات الكويت إن "وفد الشرعية قرر التمسك بالمهلة التي حدد سابقا لبقائه في الكويت، وهي أسبوعان، سيغادر بعدها المشاورات نهائيا".

فيما سارع الوفد الحوثي وصالح إلى إعلان تمسكه بالمشاورات؛ حيث أكد الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام مساء الخميس، أن الاتفاق على تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد، لن يؤثر على نقاشاتهم في مشاورات السلام المنعقدة في الكويت.

وقلّل الكاتب والمحلل السعودي جمال خاشقجي من أهمية إعلان الحوثي وصالح تأسيس "مجلس أعلى للحكم" مشيرا إلى أنهم أقدموا على خطوات استفزازية أكبر من هذه، ولم تتأثر المفاوضات، كإطلاق الصواريخ الباليستية على الحدود السعودية.

ورأى خاشقجي في اتصال هاتفي مع  إرم نيوز أن المسار السياسي -رغم ذلك- قد يستمر، مبيّنا أن "الملف اليمني وصل إلى درجة كبيرة من التعقد، الذي يدعو إلى الحيرة والاستغراب".

الخيارات البديلة

ورغم ذلك فإن كثيرًا من أنصار الحكومة اليمنية المتحمسين يشككون في جدوائية الاستمرار في المفاوضات، ويدفعون باتجاه الحسم العسكري.

ويقول الرحبي إن "الخيارات الآن أصبحت مفتوحة، وأن التحالف العربي بقيادة السعودية أصبح حرًا من كافة الضغوطات الدولية للتوجه نحو الحل العسكري".

وأضاف الرحبي أن "الحوثي وصالح بخطوة إعلان المجلس من جانب واحد ينقلون اليمن من المسار السياسي إلى المسار العسكري، كحل أخير لأزمة البلاد".

من جانبه قال اللواء اليمني السابق قاسم عبد الرب العفيف في لقاء خاص مع إرم نيوز "إن الحكومة الشرعية أضحت في وضع صعب، موضحًا أن التركيز على المسار السياسي وإهمال المسار العسكري والتقدم الميداني على الأرض أخلى الساحة للمتمردين حتى أقدموا على الخطوة الجديدة في صنعاء".

وأضاف العفيف أن الحكومة الشرعية مطالبة الآن باستغلال الإمكانيات العسكرية الهائلة، من أجل إحراز تقدم، والتوجه إلى صنعاء وباقي الأراضي اليمنية الواقعة تحت سلطة المتمردين من أجل تحريرها بالقوة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com